خبر الاحتلال يدمّر الثروة الحيوانية بغزة.. والخسائر 50 مليون دولار

الساعة 07:35 ص|10 أغسطس 2014

وكالات

لم يسلم مجال اقتصادي واحد من الاستهداف الإسرائيلي في قطاع غزة، فقد عمدت جرافات الاحتلال إلى تجريف مزارع الدواجن والأبقار وخلايا النحل، المنتشرة على الحدود الشرقية للقطاع، فيما تكفلت القذائف والصواريخ والشظايا بقتل من هرب من التجريف.

وللوهلة الأولى، لم يتعرف أحمد فرج، (37 عاماً)، على حدود مزرعة العائلة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، والتي كانت تزدحم بالأبقار والدواجن، قبل العدوان على القطاع، ولكن الروائح الكريهة لحيوانات مزرعته النافقة التي انبعثت من المكان أرشدته إلى ضالته المدمرة.

وتملكت الحسرة قلب فرج بعدما علم أن بعض الأبقار، التابعة للمزرعة، هربت قرب الحدود الفاصلة مع الاحتلال، بعد تجريف المزرعة، وأن الاحتلال قتلها بالرصاص.

استهداف الحيوانات والمزارع

وقالت وزارة الزراعة في غزة إن الخسائر الأولية لقطاع الانتاج الحيواني تجاوزت 50 مليون دولار، بعد استهداف الاحتلال عشرات المنشآت التابعة للقطاع الحيواني، كمزارع الدجاج والأبقار والأغنام، وإبادة عدد منها بشكل كامل.

ويؤكد فرج: "منذ الأيام الأولى للعدوان حاولت إخراج بعض الأبقار والدواجن، للحفاظ على مصدر دخلنا الوحيد، ولكن القصف العشوائي على حي الشجاعية وإطلاق النار الكثيف حال دون ذلك".

وتحول مصدر دخل تسع أسر من عائلة فرج، تسكن حول المزرعة المقامة على أربعة دونمات (4 آلاف متر)، إلى أكوام من الركام المختلطة بحجارة البيوت وأشجار الزيتون والحمضيات، والتي أضحت جميعاً أثرا بعد عين.

وقدّر فرج حجم الخسائر، التي لحقت بمزرعة العائلة وما يحيطها، بنحو 200 ألف دولار، موضحاً أن عملية إحياء المزرعة مرتبطة بفتح المعابر الحدودية، لإدخال مواد البناء ومستلزماته وتوريد الأدوات والآلات المستخدمة في استخراج الحليب وتعبئته وعملية الإنتاج، إلى جانب استيراد الماشية.

وأشار فرج إلى أن معدلات خسائر القطاع الحيواني في غزة ترفع يوماً بعد الآخر، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وشح كميات الوقود، مما ينذر بنفوق آلاف من الدواجن والصيصان التي تحتاج إلى التدفئة، ومنع الاحتلال إدخال الأعلاف والحبوب.

وطالب فرج بدعم قطاع الإنتاج الحيواني وتطويره، وبإعادة تأهيل البنية التحتية مجدداً، وإنشاء مزارع لإنتاج الأعلاف وأخرى لأمهات الدجاج للتفقيس، الأمر الذي سينعكس إيجابيا على الثورة الحيوانية في غزة ويقلل من حالات النفوق العالية.

حرب اقتصادية

من جانبه، قال مدير الخدمات البيطرية في وزارة الزراعة في غزة، زكريا الكفارنة: "إن الخسائر، التي تكبدها قطاع الانتاج الحيواني، هي الأكبر منذ سنوات، بعد تدمير وإبادة عدد من المزارع، مما ينذر بانعكاسات سلبية على المواطن والمزارع على حدٍّ سواء"، واصفاً ما جرى بـ"الحرب الاقتصادية".

وأضاف الكفارنة لـ"العربي الجديد": "المزارع، التي تم استهدافها، تلبي احتياجات السوق بنسبة 40 في المائة، الأمر الذي سيسبب نقصاً في كميات إنتاج البيض والحليب، ولحوم الدواجن، مما ينعكس سلبيا على الأمن الغذائي للمواطن.

وأوضح أن الاكتفاء الذاتي في لحوم الدواجن والبيض، الذي وصل في الفترة السابقة إلى نسبة 90 في المائة، تضرر بشكل كامل، الأمر الذي سيجبر المربين على الاستيراد من الخارج لحين تعافي قطاع الانتاج الحيواني مجدداً".

وذكر الكفارنة أن انقطاع التيار الكهربائي وشحّ كميات الغاز والوقود أدّيا إلى نفوق آلاف الصيصان البياضة (الدجاج)، مشيراً إلى أن أول خطوات تعافي الانتاج الحيواني هي فتح المعابر الحدودية، وفك الحصار لإدخال مواد البناء والمعدات الأزمة، والتي دمرت خلال العدوان.

وتعرضت الثورة الحيوانية في غزة إلى خسائر فادحة في السنوات السبع الماضية نتيجة الحصار الإسرائيلي، الذي منع إدخال الأعلاف والتصدير إلى الخارج، إلى جانب غرق عشرات المزارع بالمياه، بعد المنخفض الجوي، الذي ضرب غزة مطلع العام الجاري وخلف خسائر قدرت بنحو 2.5 مليون دولار.