خبر « زلزال مدمر » – رفح بعد الانسحاب الإسرائيلي

الساعة 07:45 م|05 أغسطس 2014

وكالات

فوجئ الفلسطينيون العائدون من سكان قطاع غزة لتفقد منازلهم، بعد إعلان التهدئة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، بحجم الدمار الحاصل جراء القصف الإسرائيلي. عائدون إلى رفح لم يصدقوا أعينهم، واصفين ما حدث بـ"الزلزال المدمر".

تتفقد أسمهان أبو الروس (40 عاما) منزلها شبه المدمر في قرية الشوكة، التي باتت أثرا بعد عين، جراء القصف الإسرائيلي الكثيف شرق رفح جنوب قطاع غزة وذلك بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها.

وتقول أبو الروس إن الدبابات الإسرائيلية التي انسحبت خلفت وراءها ما وصفته "بالزلزال المدمر"، مشيرة إلى أن جنودا إسرائيليين استخدموا بيتها كمكان للتحصن قبيل اندلاع اشتباكات عنيفة في محيطه إثر انهيار تهدئة إنسانية متبادلة الجمعة الماضي.

في المنزل، وجدت أسمهان بقايا وجبات طعام جاهزة كتب عليها باللغة العبرية "جيش الدفاع الإسرائيلي"، بالإضافة إلى بقايا مشروبات غازية وعلب سجائر ومياه معدنية خلفها الجنود الإسرائيليون. وتوضح السيدة التي جاءت برفقة أخيها لتفقد المنزل "جئت لتفقد البيت ووجدته مدمرا تقريبا"، مشيرة إلى أنهم كانوا "21 شخصا في البيت وهربنا فجر يوم الجمعة". وأضافت "عناصر الجيش احتلوا المنزل يوم الجمعة وناموا فيه ثم دمروه قبل انسحابهم، انتقموا من الشجر والحجر والبشر".

رفح شهدت أعنف المعارك البرية

وعلى بعد مئات الأمتار من منزلها المحاط بمنازل مدمرة، يوجد مخرج لنفق تحت الأرض استخدمه مقاتلو حماس في معركة عنيفة وقعت صباح الجمعة مع الجيش الإسرائيلي. ووقف أحد مقاتلي حركة حماس يشير إلى فتحة النفق وقطرها قرابة أقل من متر واحد وبجانبها حفرة عميقة قطرها عشرة أمتار أحدثتها صواريخ أطلقتها طائرات حربية.

ويروي الشاب الملتحي، الذي سرعان ما توارى عن الأنظار، لفرانس برس، مجريات المعركة وكيف فاجأ مقاتلو حماس القوات المتوغلة قائلا: "خرجوا لهم من خلف الدبابات وأمطروهم بالرصاص والقذائف، قتل وأصيب كل أفراد القوة وعددها من 15 إلى 20" من دون مزيد من التفاصيل.

وتبدو آثار الدمار ظاهرة في أنحاء المنطقة، حيث دمر منزل يعود لعائلة الهسي مؤلف من ثلاثة طوابق وسط بستان زراعي في منطقة قريبة من النفق.

ويقول ماجد الهسي (42 عاما) "تحصن الجنود في بيت ابن عمي وقاموا بقنص أي مدني أو مقاوم يقترب من المنطقة".

وأضاف "كان المقاومون يطلقون النار عليهم ولكننا لا نعرف ما الذي حصل بعدها لأننا هربنا من هنا قبل ظهر الجمعة".

وفي مكان قريب، وقف مسعفون وعاملون في الدفاع المدني الفلسطيني لانتشال الجثث في المنطقة وتمكنوا من انتشال خمس جثث ممزقة بدت كأنها جثث مقاتلين.

وبحسب أحد المسعفين في المكان "فإنها المرة الأولى منذ أسبوع التي نتمكن فيها من الدخول إلى المنطقة. ونواصل البحث في كل مكان عن ضحايا". وتابع "دمروا المنطقة، أبادوا كل شيء بما في ذلك الأغنام والحمير والدجاج، الصورة مروعة ولكنها تتحدث عن نفسها".

"صدمة" ما بعد الانسحاب

وبعد نحو شهر على الهجوم الإسرائيلية في قطاع غزة، دخلت تهدئة تم الاتفاق عليها بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية حيز التنفيذ صباح الثلاثاء لمدة 72 ساعة، فيما سحب الجيش الإسرائيلي كل قواته من القطاع. ومن المفترض أن تجري مفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم خلال هذه المدة في القاهرة وبرعاية مصرية.

ومع دخول التهدئة حيز التنفيذ كانت الدبابات والآليات المدرعة تكمل انسحابها إلى المنطقة الحدودية بغطاء جوي من طائرات مقاتلة.

وتراجعت عشرات المدرعات نحو الحدود بعد أن كانت تتمركز بعمق داخل الأراضي الفلسطينية شمال رفح وخلفت وراءها دمارا هائلا.

ويقول رائد حجازي وهو صاحب ورشة لإصلاح إطارات سيارات في حي الجنينة برفح "الدبابات وصلت فجر أمس (الاثنين) إلى هنا"، في إشارة إلى شارع صلاح الدين الرئيسي الذي يبعد حوالي ثلاثة كيلومترات عن الحدود مع إسرائيل، ويضيف "قصفوا البيوت والورش والمصانع وجرفوا الشوارع". ويقاطعه صلاح العرجا (30 عاما) الذي يملك صالة للأفراح دمرت أيضا "هذه حرب تخريبية انتقموا فيها من المدنيين في غزة، كل الدمار مقصود لكسر ظهورنا.. وهذا لن يحصل أبدا لأن الله معنا". وصب جام غضبه على الدول العربية "التي تركتنا لنذبح".

وفوق ركام منزله، الذي دمر في غارة شنتها طائرة حربية، كان الفتى إبراهيم أبو طعيمة (16 عاما) يمسك بقطعة من صاروخ إسرائيلي أصاب بيت عائلته. وقال الفتى "أخي أصيب في قدمه وأختي أصيبت وأمي مريضة وننام في مدرسة الأنروا الغربية" ويتابع محاولا البحث عن بقايا أشياء "جئت للبيت علني أجد بعض الملابس لإخوتي الصغار".