خبر رفض حكيم للتفاوض في القاهرة - اسرائيل اليوم

الساعة 12:09 م|05 أغسطس 2014

رفض حكيم للتفاوض في القاهرة - اسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: يجب أن تصاحب الهدنة الآن عودة الى طاولة التفاوض مع م.ت.ف برئاسة الرئيس محمود عباس لأن المواجهة العسكرية القادمة مسألة وقت فقط اذا لم يوجد أفق سياسي للحل - المصدر).

إن قرار المجلس الوزاري المصغر الذي اتخذ في نهاية الاسبوع الاخير، على عدم المشاركة في التفاوض الذي كان يفترض أن يتم في القاهرة مع وفد فلسطيني بمشاركة "غير مباشرة في الحقيقة" لحماس، هو قرار صحيح في الظروف التي وصلنا إليها. وهو ايضا قرار صحيح بسبب ما حدث في محاولات وقف اطلاق النار السابقة.

إن تفاوضا كالذي كان يفترض أن يتم في القاهرة والذي كان يرمي الى علاج جوانب مختلفة من تعمير غزة، كان قد يُمكن حماس من أن تزعم أن النضال العنيف لاسرائيل فقط – إشلالا جزئيا للدولة، وإدخال ملايين الاسرائيليين الى الملاجيء، وعشرات القتلى ومليارات الدولارات التي ضاعت من الاقتصاد الاسرائيلي – قد مكّن من تعمير قطاع غزة. وليست بنا أية حاجة للمشاركة في هذا العرض الساخر الذي يظهر فيه الآن من أفضوا الى موت فلسطينيين كثيرين جدا وتهجير آخرين، على أنهم مخلصوهم.

ولما كان الحديث عن دعوة من رئيس مصر، ولأن العلاقات بمصر مهمة لنا جدا ويوجد هنا تلاقي مصالح نادر، فعلى اسرائيل أن تبذل جهدا لتضمن ألا يضر عدم مشاركتها في اللقاء في القاهرة بالعلاقة المجددة التي نشأت مع مصر. إن لنا مصلحة واضحة في تعمير غزة، لكن لنا مصلحة ايضا في أن يتم هذا التعمير برعاية مصر وحكومة السلطة الفلسطينية لا أن تنسب حماس ذلك الى نفسها.

يجب أن تحذر الحكومة من أمرين وهما انشاء شريط امني في داخل غزة واعلان أن اسرائيل ستضرب حماس ضربة قوية جدا مع أول قذيفة صاروخية تطلق من قطاع غزة على اسرائيل. إن الشريط الامني قد ينشيء في الحقيقة شعورا، ولا سيما عند سكان غلاف غزة، بأن الجيش الاسرائيلي يحميهم وبأن المعركة لم تنته حقا؛ لكن هذا الشريط مهما يكن ضيقا قد تتخذه حماس ذريعة للعمل على اسرائيل بسبب استمرار الاحتلال بل قد تحظى بتأييد جهات دولية لهذا الزعم. وقد يكون ايضا هدفا ساكنا للمخربين الموجودين في غزة تحت الارض وفوقها. فقد كان الشريط الامني الذي انشأناه في لبنان في 1985 خطأ قاسيا جدا دفعنا عنه ثمنا باهظا واحتجنا الى 15 سنة اخرى لابطاله. فمن السهل انشاء الشريط ومن الصعب جدا إنهاؤه ولهذا يحسن ألا يُنشأ ألبتة.

وفيما يتعلق بالتصريحات: بعد الانسحاب من لبنان وبعد الانسحاب من غزة وبعد انتهاء جولات العنف في مواجهة حماس ايضا، جهدت حكومات اسرائيل أن تعلن أنه اذا نقضت التهدئة فسيرد الجيش الاسرائيلي فورا وبكل قوته. ولم تثبت لذلك قط لأنه وجدت دائما ظروف خاصة جعلتها تؤجل الرد أو لا ترد ألبتة. فيحسن ألا تكرر حكومة نتنياهو هذا الخطأ. فالتهديد ليس صادقا وعدم تحقيقه يستدعي النقد سواء أكان حقا أم لا. والاعلان المطلوب هو أنه اذا نقض الطرف الآخر التهدئة فسترى اسرائيل نفسها متحررة من القيود التي كبلت بها نفسها، وستقرر وقت الرد وقوته.

يجب أن تصاحب الهدنة عودة الى طاولة التفاوض مع م.ت.ف برئاسة الرئيس محمود عباس. ويجب أن يكون التفاوض عمليا وأن ينحصر في الخيار الممكن الوحيد الآن وهو تسوية تدريجية في الطريق الى تسوية دائمة في مرحلة بعد ذلك. لأنه يمكن بلا أفق سياسي أن نبدأ العد التنازلي نحو المواجهة العسكرية القادمة.