خبر من قصص النازحين في غزة.. مصطفى إبراهيم

الساعة 07:41 م|04 أغسطس 2014

جلس افراد العائلة في ساحة المدرسة وتركوا مكان ما يسمى اقامتهم ليفسحوا المجال لابنتهم الالتقاء مع خطيبها الذي أتى لزيارتها من حي الجلاء في مدينة غزة، برغم الالم والحزن والتشرد، الحب لا يغادر النازحين وهم في احلك اوقاتهم، ودائما هناك وقت للفرح.

الدخول إلى مدرسة النازحين الذين اجبروا على مغادرة منازلهم تحت القصف الاسرائيلي يثير في النفس الألم والحزن على حال الناس ومعاناتهم ومشاهد البؤس والتشرد في عيون الناس الذين ينتظرون الفرج والأمل، ومنهم من دون امل فقد دمرت بيوتهم بالكامل، ولم يتبقى منها سوى اطلال، وفقدوا احلامهم وذكرياتهم ومقتنياتهم. الازدحام وطوابير الاطفال يحملون الجالونات لتعبئة مياه الشرب، والحر الشديد والتعب والإرهاق والحزن في عيون الاطفال والنساء والرجال.

فؤاد 35 عاما وزوجنه هناء وأولاد الستة وأشقاؤه الثمانية وشقيقته ووالدتهم اجبروا على مغادرة منزلهم في حي الشجاعية بمدينة غزة قبل بدء العملية البرية، المنزل مكون من عشرة غرف مسقوف بالزينكو كان يؤوي كل افراد الاسرة، وبعد ان غادروه تم تدميره، هم الان من دون مأوى ومنذ اربعة عشر يوما اصبحوا من النازحين في مدرسة البحرين والبالغ عددهم 3200 انسان والواقعة في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، و التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا.

فؤاد كان يعمل في البناء الان عاطل عن العمل منذ تدمير الانفاق من قبل الجيش المصري العام الماضي، يتذكر شقيقه الشهيد احد اعضاء كتائب عز الدين القسام الذي استشهد في عدوان العام 2008، وقال انا مطمئن عليه هو في مكان اكثر امنا منا.

فؤاد وزوجته و أولاده الستة ووالدته وشقيقته سارة المخطوبة منذ شهرين اصبحوا نازحين و يقيموا في ركن من ممر المدرسة الارضي وقام بتغطيته بالأغطية كي يستر نفسه وعائلته، الغرفة كما يسميها تقع بجوار دورات المياه القذرة وتنبعث منها روائح كريهة وتثير الاشمئزاز، المساحة المخصصة لعائلة فؤاد هي مترين في اربعة امتار و بها ثلاث فرشات من الاسفنج اشترى اثنتين على نفقته الشخصية ثمن الفرشة 135 شيكل، ومنحنه ادارة المدرسة فرشة لوالدته، وبدون أغطية وينام الاولاد على البلاط.

تقول زوجة فؤاد انهم يقدموا وجبة طعام واحدة في اليوم وهي عبارة عن علبتين من اللحم المحفوظ وعلبة جبنه و 14 رغيف وعلبتين عصير كمية الواحدة 150 ملم، وعن نظافة الاولاد والبنات الشخصية تقول انها تغسلهم يوميا بالماء البارد في الحمام او يقوم والدهم باصطحابهم الى جمعية الهلال الاحمر المجاورة للمدرسة، وقالت لا اكذب عليك نحن النساء ربما اغتسلنا خلال الـ 14 يوم مرتين او ثلاثة في الغرفة، وعن الذهاب للحمام لقضاء الحاجة فهذا شيئ مخجل ومعاناة كبيرة في ظل العدد الكبير من البشر الموجدين في المدرسة.

على باب المدرسة اصطف البائعين من النازحين على بسطاتهم يبعون ملابس صينية الصنع والأسعار مرتفعة الثمن، وكثير من الناس لا يملكون المال، ويذهب محمد ابن فؤاد البالغ من العمر 11 سنة، للبيع مع جار العائلة ويمنحه في اليوم 3 شواقل. فؤاد لا يملك المال ومنذ بداية نزوحه حضر ابن خالها لزوجته و أعطاها 50 شيكل وكذلك لوالدته وبقي من الـ 50 شيكل 3 شواقل.

هذا هو حال الناس النازحين والبالغ عددهم نحو نصغ مليون انسان و الذي اعطى بان كي مون الجيش الاسرائيلي الغطاء لقتل النازحين في رفح بعد ادعاء الجيش باختطاف ضابط من قبل المقاومة، وقبل ذلك في جباليا وبيت حانون وكانت ادانته معيبة مثل موقفه السياسي المعيب و المشارك في العدوان على قطاع غزة، وعدم قدرته على حماية اللاجئين ومدارس اونروا.