خبر قطاع غزة – « حتى الأموات لا يجدون مكانا للدفن »

الساعة 02:43 م|03 أغسطس 2014

غزة- الأناضول

فيما يستمر عدد الشهداء في غزة بالارتفاع جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي المستمر، بات من الصعب إيجاد مقابر لهؤلاء بمنطقة ذات كثافة سكانية عالية.

الناس يضطرون إما لدفن طفلين في قبر واحد أو دفن شخص في قبر أحد أقاربه المتوفين من قبل.

يبحث الأموات في قطاع غزة عن مأوى لهم تحت الارض كما يفعل الأحياء فوقها في ظل الهجوم الإسرائيلي الأعنف على القطاع والذي حصد مئات القتلى.

ومنذ بدء الهجوم على قطاع غزة في الثامن من تموز/يوليو قُتل أكثر من 1760 فلسطينيا، لكن المقابر في هذا القطاع الأعلى كثافة سكانية في العالم لم تكن جاهزة لاستيعابهم.

ومع توالي سقوط عشرات الشهداء يوميا يضطر أهالي هؤلاء الضحايا لنبش القبور القديمة بحثا عن قبر فارغ يدفنون ضحاياهم فيه.

ووصل العشرات من عائلة رجب في سيارة نقل تحمل جثة ابنهم الذي استشهد في غارة إسرائيلية على سوق الشجاعية الأربعاء إلى مقبرة المعمداني في مدينة غزة.

ومع تحليق الطائرات الاسرائيلية في قطاع غزة وقف هؤلاء المواطنون نحو ساعة يفتشون عن قبر لابنهم ويقول أحدهم ويدعى محمد: "في غزة لسنا قادرين على أن نعيش بكرامة ولا قادرين على أن نموت بكرامة. لا مكان لنا فوق الأرض ولا تحتها".

ويقول عبد كشكو، أحد المتطوعين في العمل في هذه المقبرة، "لا يوجد قبر لهذا الشاب سينتظرون طويلا قبل أن يجدوا قبرا فارغا له".

ويوضح "هذه مقبرة قديمة وغير مستعملة، لكن ظرف الحرب هو الذي فرض الدفن بها، كل شهيد له قريب مدفون هنا من زمان يتم دفنه في نفس قبر قريبه هذا".

وفي الجانب الآخر للمقبرة، يقوم شبان بنبش عدة قبور تباعا بحثا عن قبر فارغ لدفن ابنهم.

ويقول أحدهم ويدعى والي المملوك "حفرنا أكثر من قبر، لكننا وجدنا أطفالا فيها وما زلنا نبحث".

ويتابع "أتينا لدفن أخي لا نستطيع أن ندفنه في المقبرة الشرقية لأنها خطرة".

وتعتبر المقبرة الشرقية الوحيدة في مدينة غزة التي تتسع لمقابر جديدة، إلا أنها تقع على الحدود الشرقية لمدينة غزة والتي تشهد تقدما للدبابات الإسرائيلية وقصف مدفعي يحظر على المواطنين الوصول لها.

بدوره، يقول رمزي النواجحة مسؤول دائرة الإعلام في وزارة الأوقاف في غزة، إن وزارته قامت "بفتح المقابر القديمة التي كان يمنع الدفن فيها لامتلائها".

وأضاف أن "اهالي الشهيد يقومون بدفنه في أي قبر قديم دفن فيه سابقا أحد أفراد عائلته".

ويوضح "لا توجد مواد بناء لإنشاء قبور جديدة ولا توجد أيضا مساحات في المقابر".