خبر يتعين على التجريد أن ينتظر -يديعوت

الساعة 08:58 ص|30 يوليو 2014

غزة- متابعة

يتعين على التجريد أن ينتظر -يديعوت

بقلم: أفرايم هليفي

          (المضمون: مطلب التجريد كجزء من شروط انهاء "الجرف الصامد" مثله كمطلب التوقيع منذ الان في هذه المرحلة على الاستسلام. مثل هذا المطلب سيصبح واقعيا بعد الحسم وليس قبله. - المصدر).

          من التقارير عن المكالمة الهاتفية التي أجراها أول أمس براك اوباما مع بنيامين نتنياهو يتبين أن الرئيس الامريكي تبنى فكرة تجريد القطاع كهدف بعيد المدى وليس كأحد مطالب اسرائيل للانهاء الراهن للمعارك بين حماس والجيش الاسرائيلي. ومن المعقول أن يكون هذا الموضوع صخرة خلاف اخرى بين الولايات المتحدة واسرائيل في الفترة القريبة القادمة.

          ما هو التجريد وما هي الشروط التي يمكن فيها تحقيقه وفرضه؟ الطريق الاساس لتجريد دولة أو منطقة من السلاح هو حمل أحد الطرفين المقاتلين الى وضع يستسلم فيه بلا شروط. هكذا حصل مع المانيا واليابان بعد هزيمتهما في الحروب العالمية. فقد أجبرت هاتان القوتان العظميان الى وضع سلاحهما وتوقفت الجيوش المنتصره في اراضيهما وفرضت نزع السلاح عنهما.

          الطريق الثاني هو التجريد الطوعي – سواء كخطوة انتقالية بين الطرفين المتقاتلين أم كطريق لانهاء النزاع. في نهاية حرب الاستقلال تقررت بين اسرائيل وبعض من الدول العربية مناطق مجردة من السلاح. في اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر وافقت الدولتان على تجريد سيناء، باستثناء حق القاهرة في الاحتفاظ في المنطقة بقوات محدودة. والحالة البارزة من الفترة الاخيرة هي حالة ايرلندا الشمالية، حيث توصلت بريطانيا والجناح الارهابي من منظمة التحرير الايرلندية الى اتفاق على التجريد، بينما في وقت اللقاءات كان المخربون الايرلنديون لا يزالون يقتلون جنودا بريطانيين.

          في المباحثات التي جرت في السنوات الاخيرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية طرحت غير مرة مطالب اسرائيل لتجريد الدولة المستقبلية من أنواع من السلاح ثقيلة ومتطورة. ويدور الحديث عن تسوية متفق عليها، وليس عن تجريد مفروض بعد استسلام فلسطيني دون شروط.

          لا بديل ثالث يمكن فيه تحقيق التجريد. الخطاب في اسرائيل في هذا الموضوع هذه الايام يجري على ما يبدو حول فرضية أن "تجريد غزة" هو بديل عن هدفين آخرين – تسوية أو ترتيب بين اسرائيل وحماس أو اسقاط المنظمة.

          ان مطلب تجريد غزة لم يندرج ضمن الاهداف الاصلية لحملة "الجرف الصامد". وزير الدفاع الاسبق شاؤول موفاز بلغ الجمهور بانه هو الذي طرح الاقتراح في محادثات مع رئيس الوزراء وعرض خطة مفصلة لتنفيذه. ولكن طرح مثل هذه الاقتراحات الان سابق لاوانه. فاسرائيل لا ترى سيناريو يتقرر فيه تعايش بينها وبين حماس في أي وضع كان، ولهذا فان مطلب التجريد كجزء من شروط انهاء "الجرف الصامد" مثله كمطلب التوقيع منذ الان في هذه المرحلة على الاستسلام. مثل هذا المطلب سيصبح واقعيا بعد الحسم وليس قبله.

          وعليه فلعله من المناسب أن نرى في نهج اوباما من مطلب التجريد تبنيا لرؤيا اسرائيل في كل ما يتعلق بمستقبل قطاع غزة. في نظره يعد تجريد غزة هدفا واقعيا ومرغوبا فيه، ولكن ليس بديلا عمليا عن النتيجة في ميدان القتال. تحقيق النصر يترك الرئيس الامريكي في ملعب القدس.

          يتناسب هذا النهج والنهج التاريخي لرؤساء الولايات المتحدة تجاه اسرائيل. فعشية حرب الايام الستة فضل الرئيس الديمقراطي جونسون الا تخرج اسرائيل الى حرب ضد مصر وان تختار خطوة دولية تؤدي الى فتح قناة السويس. وعندما تبين له بان القدس قررت التوجه نحو الحرب، تنحت الولايات المتحدة جانبا وبعد الايام الستة هتفت للمنتصرة.

          في حرب يوم الغفران، ساعدت الولايات المتحدة في قطار جوي نقل الى هنا عتاد قتالي كثير، ولكن عندما أوشكت اسرائيل على اسقاط الرئيس المصري السادات وهدد الروس بالدخول مباشرة الى المعركة، هدد البيت الابيض الجمهوري القدس بالعزلة. وفاجأ السادات ووافق على مطلب اسرائيل الدخول في محادثات مباشرة على المستوى العسكري لترتيب انهاء القتال، والولايات المتحدة في صورة الرئيس نيكسون ووزير الخارجية كيسنجر هتفت لاسرائيل وفي النهاية حققت انجازا: معاهدة سلام بين العدوين في ساحة البيت الابيض.

          بعد ثلاثة اسابيع من بدء معارك "الجرف الصامد" تؤيد الولايات المتحدة حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ولكنها تبحث عن الحسم وليس عن بديل في شكل "التجريد".