طفل استشهد واخر فقد وهما يلتجأن لمنزل جارهما

تقرير ساعات ما قبل النزوح.. روايات مؤلمة ومشاهد كارثية وإنقاذ من الموت باعجوبة

الساعة 09:59 م|26 يوليو 2014

غزة- تقرير خاص

"بعد ساعات من البحث في ركام المنزل كان لا بد من الاستراحة".. فلم يجد المواطن رائد زقوت إلا كرسيٌ مكسور القدم ليجلس عليه ويلتقط أنفاسه الممزوجة برائحة البارود والدماء والدمار وجثث لشهداء تحت الركام عله يعيد الكرة من جديد ليبحث عن الطفل المفقود الذي التجأ لمنزله إثر شدة القصف في الليلة الأولى من العدوان البري.

رائد زقوت هو أحد سكان حي الشجاعية دمر الاحتلال الإسرائيلي منزله بشكل كلي هو أحد المئات من السكان المدمرة منازلهم بشكل كلي بفعل الحرب المسعورة للاحتلال الإسرائيلي ضد منازل المواطنين في الأحياء الشرقية لقطاع غزة.

وكاد الاحتلال أن يرتكب مجزرة بشعة في ساعات متأخرة من ليل السبت (18-7) في منزل زقوت لولا إرادة الله.. زقوت الذي لديه من الأبناء أكثر من 5 التجأ إليه جيرانه من آل الجمال الذين فقدوا في تلك الليلة المشؤمة 2 من اطفالهم وجدوا أحدهما شهيداً وما زالت العائلة تبحث عن الطفل الأخر البالغ من العمر 12 عاماً رغم إعلان التهدئة.

زقوت يروي لـ"فلسطين اليوم" تفاصيل الليلة المشؤمة التي دكت المنازل المجاورة لمنزله حيث قال: "جلست وأطفالي كالعادة في البيت بعد الإفطار حيث كان -منع تجول- في الشوارع نتيجة القصف الإسرائيلي وبعد ساعات اشتد القصف على شارع النزاز والبلتاجي بحي الشجاعية، وفي ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد ناشدنا الصليب الأحمر لإخراجنا من المنزل.

أخرج زقوت يده من جيبه وبدء يرفع ركام منزله وهو يقول: "لم أكن أرغب بترك المنزل لكن الوضع أصبح صعب جداً خاصة مع التجاء جيراننا من آل الجمال في منزلي من شدة القصف الذي تعرض له منزلهم ما دفعنا للتواصل مع الاطقم الطبية لإنقاذنا قبل فوات الأوان.

يشار إلى أن منزل المواطن رائد زقوت قبل بداية شارعي النزاز والبلتاجي بأكثر من 400متر وهو بعيد جداً عن الحدود الشرقية لحي الشجاعية.

وبعد أن تواصل زقوت بسيارات الإسعاف تمكنت السيارات من الوصول إلى نقطة الصفر من منزله لكن طائرات الاحتلال قصفتها وأصابت أحد المسعفين بجراح خطيرة وتدمير السيارة بشكل كامل.

مع هذه الحالة بدأ زقوت يشعر باقتراب الشهادة وبدء يطلب من أبنائه وأبناء جيرانه أن ينطقوا الشهادة لهول المنظر.

ويكمل زقوت بقوله: "في تمام الساعة السادسة صباحاً تمكنت سيارة أخرى من الإسعاف الوصول إلينا ونقلنا من المكان تحت أزيز مختلفة أنواع الطائرات ورشقات المدفعية الإسرائيلية العشوائي العنيف، قائلاً عندما خرجنا لم أتوقع هول الكارثة التي كانت حولنا بفعل القصف العنيف".

وعن أكثر المواقف مؤلمة قال: "إن اختفاء الطفل من عائلة الجمال وعدم الوصول إلى أي معلومة عنه حتى اللحظة رغم عثورنا على شقيقه مستشهداً وهما قادمان للالتجاء في منزلي شيء مؤلم ومحزن وأكثر ما يمزق قلبي حتى الآن.

وأشار زقوت إلى أنه التجأ إلى أحد منزل بحي الزيتون بتبرعات من لجنة الزكاة، معتبراً ما حدث في حي الشجاعية بعد أن عاد ليتفقده في ساعات التهدئة هو زلزال وكارثة.

وقال: "هذا الدمار الكبير الذي خلفه الاحتلال يدلل على أن المقاومة الفلسطينية قد أثخنت فيه الجراح وأوقعت فيه القتلى والجرحى وأنه غير قادر على استهداف أي مقاوم لذلك يستهدف المنازل بشكل عنيف وعشوائي".