خبر إسرائيل تبحث عن أسباب هزيمتها أمام غزة

الساعة 08:46 م|22 يوليو 2014

كتب : صالح النعامي

تعاظمت الدعوات في إسرائيل للتحقيق في أسباب فشل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، في ظل تشكيك متزايد بالدوافع التي حدت بالمستوى السياسي والنخب الأمنية إلى اتخاذ قرار شنّ الحرب.
وقال المعلق العسكري في صحيفة "معاريف، ران إيدليست، أمس الاثنين، إنّ الفشل السياسي والعسكري والاستخباري الذي اتسم به الأداء الإسرائيلي خلال العدوان على غزة، يوجب تشكيل لجنة رسمية للتحقيق في أسباب الفشل، ومحاولة فحص إن كان وراء قرار الحرب اعتبارات إيديولوجية وحسابات شخصية ودوافع حزبية.
ونوّه إيدليست إلى أنّ هناك ما يبعث على الشك أنّ الدوافع غير الموضوعية هي التي دفعت النخبة الأمنية، خصوصاً قيادة جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، إلى التوصية بشنّ الحرب. وقال إن هذه الحرب حملت المجتمع الإسرائيلي أضراراً كبيرة، سواء على صعيد الممتلكات أو المستوى النفسي.
وحمل إيدليست "الشاباك" المسؤولية في دفع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى شنّ الحرب، مشيراً إلى أن هذا الجهاز، الذي يعتبر أكثر الأجهزة الاستخبارية تأثيراً على دوائر صنع القرار في تل أبيب، أوصى حكومة نتنياهو باستغلال حادثة خطف المستوطنين الثلاثة وقتلهم من أجل القضاء على فرص بقاء حكومة الوفاق الفلسطينية، من خلال استهداف حركة "حماس".
وأشار إيدليست إلى أنّ نتنياهو قبل توصية "الشاباك" بشكل غير مسبوق، لأنه اعتقد أن شنّ مثل هذه الحرب سيحافظ على مستقبله السياسي، بعدما تعاظمت الدعوات داخل اليمين الإسرائيلي لاستقالته. وشدّد على أنّ "ما يبعث على الاستهجان حقيقة أنّ الحكومة شرعت في مخطط القضاء على بنى "حماس" في الضفة الغربية، واستعدت لحملتها البرية على قطاع غزة دون أن يكون لديها الغطاء الاستخباري، الذي يمكن على أساسه أن تتخذ الحكومة قرارات موضوعية"، وهو الغطاء الذي كان يتوجب أن يوفره "الشاباك"، بحسب الكاتب.
وشكّك المعلق الإسرائيلي في الدوافع التي تحرك قيادة "الشاباك"، مشيراً إلى أنّ رئيس الجهاز يورام كوهين، ينتمي للتيار الديني الصهيوني، في حين أن نائبه متدين ومستوطن معروف بتطرفه الإيديولوجي، فضلاً عن تأثيره الطاغي على مجريات الأمور في الجهاز، مشدّداً على أنه يتوجب فحص مدى تأثير الدوافع الإيديولوجية على توصيات "الشاباك" بشن الحرب.
وشدد إيدليست على أنّه تبين أن العملية التي قامت بها إسرائيل لـ "تطهير" الضفة الغربية من "حماس" قد فشلت، مؤكّداً أن كل مؤسسة تعليمية لحركة "حماس" تم تدميرها في الضفة الغربية وقطاع غزة ستتم إعادة بنائها. وحذر من أنّ الحرب على غزة قد أفضت إلى نتائج عكسية، إذ عزّزت من شعبية حركة "حماس"، في حين تدهورت مكانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إلى الحضيض.
وفي السياق نفسه، حاول أحد أبرز الأدباء الاسرائيليين، سامي ميخال، البحث في أسباب الهزيمة الاسرائيلية، غير أنه وجدها في نتنياهو وليس "الشاباك"، كما إيدليست. وقال إن الخلافات مع قوى اليمين المتطرف دفعت نتنياهو إلى شنّ الحرب، مشيراً إلى أن شن الحرب تزامن مع تدهور مكانة إسرائيل واشتداد وطأة عزلتها الدولية بسبب رفض نتنياهو تسوية الصراع مع الفلسطينيين. وتوقع في مقال نشرته "هآرتس" في عددها الصادر اليوم، انتصار حركة "حماس" في الحرب، منوهاً إلى أن نتنياهو خاض الحرب دون قناعة بوجوب شنّها.
وحذّر ميخال من أنّ الحرص الإسرائيلي على سقوط عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين يدلل على تجذّر الرغبة في الانتقام لدى المجتمع الإسرائيلي.
بدوره، قال المعلق الإسرائيلي بن كاسبيت، في صحيفة "معاريف"، إنّه يتوجب التحقيق في أسباب تقصير حكومات إسرائيل المتعاقبة في معالجة تهديد الأنفاق الحربية التي حفرتها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" على مدى سنين. وأوضح أنه يتوجب فتح تحقيق شامل حول أداء الحكومات والمستويات الأمنية، مع إدراكها خطورة الأنفاق التي تمثل خطراً إستراتيجياً على الاحتلال.
أما يحزكيل درور، الذي يوصف بأنه "أبو الفكر الإستراتيجي" الإسرائيلي، فدعا إلى فهم "الدوافع النفسية" التي دفعت قادة "حماس" إلى عدم الموافقة على وقف الحرب. ونوّه في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، إلى أنّ إسرائيل انطلقت من افتراض مفاده أنّ تدمير منازل قادة "حماس" سيردعهم وسيجعلهم يقبلون بوقف النار "في حين أن العكس هو الصحيح". ودعا إلى تجنيد طاقم من الباحثين في عدة مجالات لإعداد تصور حول الدوافع النفسية لقيادات "حماس" وعدم الاكتفاء بالتقارير التي تقدّمها الأجهزة الاستخبارية.
في هذه الأثناء، دعا الرئيس السابق لحركة "ميريتس"، يوسي بيلين، إلى إعادة السلطة الفلسطينية لإدارة شؤون قطاع غزّة بالتعاون مع كل من مصر والأردن وإسرائيل. وقال في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم، إنّ التصميم الذي يبديه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مواجهة "حماس" يسمح ببناء تحالف يجمع مصر وإسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية لمواجهة حركة "حماس" وتمكين السلطة الفلسطينية من استعادة السيطرة على قطاع غزة. وشدد على أن أية تسهيلات يمكن أن توافق عليها إسرائيل في أي اتفاق تهدئة يجب أن يتم التوصل إليها مع السلطة الفلسطينية وليس مع حركة "حماس".