خبر مشاورات دبلوماسيّة... ومساعٍ لعقد قمّة عربيّة طارئة

الساعة 06:20 ص|19 يوليو 2014

وكالات

يستمر الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة من دون أن يتمكن، بعد إعلان بدء هجومه البري، من تحقيق أي تقدم عسكري، باستثناء ارتكابه المزيد من المجازر.
في موازاة ذلك، تتواصل المشاورات بشأن العدوان على غزة، من دون أن ترقى إلى ضغط دولي لإيقافه، ولا سيما في ظل استمرار الدول الغربية في إبداء تأييدها لما سمّته "حق الاحتلال في الدفاع عن نفسه"، على غرار موقف الرئيس الأميركي، باراك أوباما.

والأخير قال، الجمعة، إنه تحدث هاتفياً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن الوضع في قطاع غزة، وأكد له مجدداً "تأييد الولايات المتحدة لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مكتفياً بالإعراب عن أمله في أن "تستمر إسرائيل في نهج يقلّل من الخسائر في صفوف المدنيين"، ولفت إلى أن وزير الخارجية، جون كيري، يعمل على دعم المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار التي رفضتها الفصائل.

وفي مقابل الدعم الغربي للمبادرة المصرية، علم "العربي الجديد" عن وجود مساع تونسية ـ قطرية وسودانية من أجل الدعوة إلى قمة عربية طارئة لبحث العدوان على غزة.

وفي سياق المشاورات، يستعدّ الأمين العام للأمم المتحدة إلى البدء، يوم السبت، بزيارة إلى الشرق الأوسط لبحث العدوان على غزة، بينما يواصل الرئيس الفلسطيني مباحثاته في تركيا.

والتقى عباس، الجمعة، بكل من الرئيس التركي، عبد الله غل، ورئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، الذي أكد أنه "عاجلاً أم آجلاً إسرائيل ستغرق في الدماء التي أراقتها في قطاع غزة وكافة أنحاء فلسطين".

وأضاف أردوغان، خلال كلمته عقب مأدبة إفطار في اسطنبول على شرف الرئيس الفلسطيني، أن "وصمةً سوداء ستلتصق على جبين مَن يصمتون ولا يتمكنون من التحدث تجاه ما تقوم به إسرائيل من ظلم في قطاع غزة"، بعدما كان هاجم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على خلفية موقف النظام المصري من غزة، ووصفه بـ"الطاغية".

من جهته، أكد عباس، عقب لقاء جمعه بنظيره التركي عبد الله غُل، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول"، أن تركيا شريك أساسي في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والتواصل معها دائم ومستمر. كما أشار إلى أن "دور تركيا في دعمها لجهود الفلسطينيين في الأمم المتحدة مشرّف".
وشدد عباس على أن القيادة الفلسطينية هي مَن ألحّ على مصر، من أجل تقديم مبادرة لوقف إطلاق النار الفوري، ثم التفاوض على بقية القضايا، لافتاً إلى أن الجانب الإسرائيلي قبل المبادرة المصرية، وعلى الفلسطينيين أيضاً القبول بها لإحراج إسرائيل.

وفي السياق، قام وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الجمعة، بزيارة إلى القاهرة التقى خلالها عباس، قبل انتقاله إلى تركيا، ووزير الخارجية المصري، سامح شكري، على أن يتوجه بعدها إلى الأردن ومن ثم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ووفقاً لما أكده فابيوس، فإن عباس طلب منه "الاتصال بتركيا وقطر لكي يقنعا حركة "حماس" بقبول وقف إطلاق النار في غزة، بعد رفض الحركة وباقي الفصائل للمبادرة المصرية"، وهي المبادرة التي اعتبرت الفصائل أنها "هدفت للتغطية على عدوان غزة".

وقال فابيوس، الذي تدعم بلاده الموقف الإسرائيلي: "إن لهذه الزيارة هدفاً، وهو بذل أقصى جهد ممكن من أجل كسر دائرة العنف والتوصل في أسرع وقت ممكن إلى وقف لإطلاق النار".

وأضاف: "طلب مني عباس أن أتصل بالأتراك والقطريين الذين تربطنا بهم علاقات جيدة، لأنه يمكن أن يكون لهم تأثير خاص على حماس".

وفي مؤتمر صحافي عقده في وقت لاحق مع نظيره المصري، قال فابيوس إنه هاتف وزير الخارجية القطري، خالد بن محمد العطية، و"أبلغته بتحليلنا وطلبت منه معرفة رد فعله، فأشار الى أن "حماس"، في رأيه، تريد لكي يكون هناك وقف لإطلاق النار أن تكون هناك مفاوضات حول بعض النقاط، وخصوصاً في ما يتعلق بالحصار".

واكد فابيوس تأييد بلاده للمبادرة المصرية، معتبراً أنها لا تزال "صالحة، لأن كل ضحية تسقط هي ضحية إضافية"، متجاهلاً أن هذه المبادرة ولدت ميتة بحكم انحيازها للطرف الإسرائيلي.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن "الأوضاع في غزة تشير إلى ضرورة قبول غير مشروط بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار ومنع وقوع المزيد من الضحايا". ومضى قائلاً: "يجب الذهاب إلى وقف إطلاق النار بأسرع وقت، وهو ما سيؤدي إلى هدنة ثم استئناف المفاوضات (السلام)".

من جهته، قال وزير الخارجية المصري، إن "أزمة التصعيد العسكري الحالي في قطاع غزة، أخذت الحيّز الأكبر من مشاوراتنا، وكان هناك توافق على أهمية المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وأهمية تفعيلها لحماية الأرواح من الأبرياء بين الشعب الفلسطيني".

ولفت شكري إلى أن "الأوضاع الراهنة في غزة، تتطلّب ضرورة القبول غير المشروط بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، ومنع وقوع مزيد من الضحايا".

ورداً على سؤال بشأن إمكانية فتح معبر رفح (الحدودي بين مصر وغزة) بشكل دائم، قال شكري، إن "المبادرة المصرية تشمل بنداً واضحاً لفتح كافة المعابر، وهذه إشارة مرتبطة بالصراع والمسؤوليات الواقعة على إسرائيل، من خلال توفير الحاجات الإنسانية لشعب غزة، وإن هذا لا يحدث إلا من خلال رفع الحظر عن القطاع".

ومضى قائلاً إن "وقف إطلاق النار وقبول الأطراف له، تلقائياً سيؤدي إلى فتح المعابر الإسرائيلية لتوفير الحاجات الإنسانية. أما معبر رفح، فيتم تناوله في إطار العلاقات بين مصر وفلسطين، وهو خارج هذا الإطار".

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية المصري، أن تصريحات رئيس الوزراء التركي ضد بلاده "تخرج عن المألوف في كل الاعراف الدولية". واعتبر أن "هذه التصريحات ليس لها أي صلة بالأحداث في غزة ولا تساهم في حماية شعب غزة ولا تؤدي الى حفظ دماء شعب غزة". وتابع: "كان الأحرى أن يعمل رئيس الوزراء (التركي) على التأثير الايجابي على كافة الاطراف للانضمام الى المبادرة المصرية ووقف إطلاق النار والحفاظ على النساء والاطفال" في قطاع غزة.