خبر حرب تموز 2014 واختلاف المعادلة ..حسن دوحان

الساعة 04:50 م|15 يوليو 2014

 

باحث واعلامي

منذ عام 2000، واسرائيل تفرض معارك على الشعب الفلسطيني تحدد زمانها ومدتها ثم تعلن انها تريد التهدئة مقابل التهدئة، فتقبل قوى المقاومة تحت ضغوط الواقع والقوى الاقليمية بما تمليه الولايات المتحدة للحفاظ على تفوق قوة الدمار والقتل الاسرائيلية.

هذه المعركة (حرب تموز 2014) مختلفة في عدة اشياء اهمها:

  1. قوة المقاومة الفلسطينية وتماسك قواعدها العسكرية والاعلامية، ففي الحروب السابقة كانت قدرة المقاومة على المناورة محدودة، كما ان قدرة صواريخها على تهديد كل اسرائيل كانت محدودة، اضافة الى ان كميات الصواريخ من حيث الكم والنوع الان مختلفة، أي ان قوة الردع اصبحت اكثر قوة وتوجيها وانضباطا.
  2. وحدة الشعب خلف فصائل المقاومة وهو ما جعل حركة حماس ليس بحاجة لاتخاذ أي اجراءات وقائية خشية التمرد عليها، فقد قامت بتسليم الحكم شكلياً في اطار عملية المصالحة فيما يعرف باتفاق الشاطئ، والتي تسعى اسرائيل لإفشاله للاستمرار في ادعاءاتها بانه لا يوجد شعب فلسطيني واحد وانما شعوب متفرقة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
  3. فقدان أخر أمل في عملية التسوية ودخولها ثلاجة الموتى بإنتظار تشييعها بعد انتصار المقاومة بإذن الله، وهو ما يجعل المراهنة على إستئناف المفاوضات وما يتخلله من إمتيازات جانبية للحكومة الفلسطينية على الصعيد الاقتصادي أمر غير وارد في المرحلة المقبلة.
  4. فقدان الحماس الامريكي للتدخل من بداية المعركة لإنهاءها مبكرا بانتظار طلب ذلك بشكل مباشر وبإلحاح من قبل اسرائيل لتحدد رؤيتها تجاه عملية التهدئة وكيفية التعاطي معها.
  5. التدخل المصري الختامي والحاسم لإبرام اتفاق التهدئة بدأ فعلياً بعدما بدأت الفرصة تتشكل بعد بدء تكون رأي عام لدى الشارع المصري يساند قيادته في التدخل لإنهاء المجزرة في غزة، ووجود اقرار امريكي بعدم الاستغناء عن الدور المصري كلاعب رئيسي واساسي في منطقة الشرق الاوسط، والحاح فصائل المقاومة وتأكيداتها بان اوراق ابرام التهدئة في يد مصر وحدها.
  6. استعادة الثقة ببطئ في الشارعين العربي والاسلامي بحركات المقاومة الفلسطينية التي اكدت عمليا ان بوصلتها فلسطين ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي، خاصة في ظل انشغال الدول العربية وشعوبها بظاهرة داعش الارهابية المقززة التي تشوه صورة الاسلام والمسلمين وتجعل من قتل المسلمين الابرياء هدفاً لها.
  7. فلسطين رغم التحولات العربية تثبت انها ستبقى القضية الاولى للعرب والمسلمين، وبوصلتهم نحو المجد وتحقيق الانتصارات على المشروع الغربي الهادف لتقسيم الوطن العربي.

في ظل تلك المعطيات، يبقى الصمود وعدم قبول ما يسمى بالتهدئة الا بمقابل سياسي، وامني، واقتصادي اسرائيلي امريكي اقليمي، هو الرهان على تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني في التخلص من الحصار بشتى اشكاله.

لن يكون مقبولا العودة الى صياغات فضفاضة او تهدئة دون مقابل حتى وان لم يبقى الا صاروخ واحد ومقاوم واحد، فالشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومنذ عام 2000 يدفع ثمنا باهظا وحان الوقت للانتصار او الشهادة..

القبول باي صيغة للتهدئة لا يعني سوى استمرار جوع الفقراء والعاطلين عن العمل وموتهم بشكل بطئ بسبب عدم توفر مواد الخام التي من بينها مواد البناء، وشباب غزة الذين فقدوا الامل بالمستقبل، لا يجدوا لهم ملاذ سوى الهجرة للخارج، هم ايضا بحاجة الى اتفاق تهدئة مشرف او الموت شهداء لان الموت هو الموت سواء في غزة او قوارب الهجرة المشؤومة.

ويبقى الامل ان تكون تلك الحرب هي الاخيرة في اطار صراع انهاء حصار قطاع غزة وعودته جزءً من منظومة القرار الفلسطيني.