خبر النخب الإسرائيلية تحذّر: إطالة أمد الحرب تفقدنا شرعيتنا الدولية

الساعة 12:52 م|14 يوليو 2014

صالح النعامي

لا تزال مسألة "العملية البرية في غزة"، تستحوذ على اهتمام النخب الإسرائيلية، التي اعتبرت أن "إطالة أمد الحرب على القطاع، سيضرّ بمصالح تل أبيب، ويُفقدها الشرعية الدولية ويحرمها من فرصة تحقيق مكاسب سياسية بعد انتهاء العدوان".
فقد رأى مدير "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، الجنرال عاموس يادلين، أنه "يجب على القيادة الإسرائيلية المبادرة فوراً إلى طرح مبادرة للتهدئة مع حركة حماس". ولفت الى أن "هذه الخطوة ستجعل المجتمع الدولي يتفهّم دوافع تل أبيب لتوسيع المواجهة، في حال رفضت حماس العرض الإسرائيلي".
وفي دراسة نشرها موقع المركز، أمس الأحد، حذّر يادلين، من أن "إطالة أمد المواجهة الحالية، يُمكن أن تفضي إلى ارتكاب إسرائيل مجزرة كبيرة، تفقدها الشرعية التي منحها لها المجتمع الدولي، علاوة على أنها ستستدعي ضغوطاً دولية لوقف الحرب قبل أن تحقق تل أبيب أهدافها".
وانتقد عدم وضع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أهدافاً واضحة للحرب، محذراً من المبالغة في رفع سقف التوقعات من المواجهة. وأشار الى أن "ترميم قوة الردع الإسرائيلية، يُعتبر الهدف الوحيد الذي يجب على إسرائيل السعي من أجل تحقيقه". وشدد على أهمية دور مصر في وضع ترتيبات تسهم في الحفاظ على أمن إسرائيل. وجزم أنه "من دون مساعدة مصر، لن يكون بإمكان إسرائيل منع حماس من التزود بالسلاح".
وفي السياق، حذّر المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس"، باراك رفيد، من "مغبة فقدان إسرائيل القدرة على تحقيق مكاسب سياسية في حال طال أمد الحرب". واعتبر أن "من المهم استعادة العمل بالتفاهمات التي تم التوصل إليها في أعقاب حرب "عمود السحاب" في نوفمبر/تشرين الثاني 2012".
وأكد رفيد، في مقال نشره موقع الصحيفة، مساء الأحد، أن "تفهّم المجتمع الدولي للحرب الإسرائيلية على القطاع، بدأ ينفد". ولفت الى أنه "حتى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بات يعبّر عن امتعاضه من سقوط المدنيين في غزة، جراء القصف الإسرائيلي".
من جهته، أوضح المعلق العسكري في القناة الإسرائيلية العاشرة، أورن هيلر، أن "قادة الجيش الإسرائيلي يدركون تماماً أنه ليس بالإمكان الانتصار على حركة حماس بالضربة القاضية".
ونقل هيلر، في مقال نشرته صحيفة "غلوبس"، اليوم الاثنين، عن ضابط إسرائيلي كبير، قوله إن "أحداً في الجيش الإسرائيلي لا يوهم نفسه، بشأن فرص نجاح الحرب الحالية في القضاء على قدرات حماس القتالية والتسليحية". وأشار إلى أن "الحلّ يكمن في تسوية سياسية تفضي إلى استقرار الأوضاع". وأوضح أن "أكثر ما يمكن لإسرائيل تحقيقه هو إيذاء قيادات الجناح العسكري لحماس ونشطائه".
ودعت صحيفة "هآرتس"، في افتتاحيتها اليوم الاثنين، الى "التحرر من الوهم القائل بأنه بالإمكان، تصفية بنى الإرهاب في قطاع غزة". وجزمت أن "الحلّ يكمن في بلورة تفاهمات تهدئة جديدة". وحذّرت الصحيفة من الدعوات "الهذيانية" الصادرة عن بعض قيادات اليمين الإسرائيلي، التي تطالب بتوظيف الحرب من أجل إعادة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، وتشكيل جيشٍ موالٍ لإسرائيل على غرار جيش جنوب لبنان.
وفي السياق، أوضح المعلق العسكري لموقع "وللا" الإخباري، أمير بوحبوط، أنه "حتى لو تمكنت إسرائيل من القضاء على مخزون حماس من الصواريخ، فإن خطر الحركة سيتواصل، على اعتبار أن حماس باتت تملك المعرفة التقنية والفنية لانتاج الصواريخ، وهذا ما سيجعل عودة خطرها مسألة وقت".
ورأى بوحبوط، في مقال نشره، أمس الأحد، في "وللا"، أن "الجيش الإسرائيلي يبدي حرصاً على استهداف معامل انتاج الصواريخ ومنصات الإطلاق". واعتبر أن "ليس في إمكان الجيش تفكيك المنشآت الحربية".
وكشف كبير المعلقين في صحيفة "معاريف"، بن كاسبيت، النقاب عن أن "نتنياهو هو الذي طلب من الإدارة الأميركية التدخّل والمساعدة في بلورة تفاهمات تنهي العدوان الحالي"،غير  أن نتنياهو معني بأن تتم ممارسة ضغوط خارجية على إسرائيل لكي يبرر أمام زملائه في اليمين الحاجة إلى التوصل لتهدئة.
وفي مقال نشره موقع الصحيفة أمس الأحد، أوضح كاسبيت، أن "العائق الأبرز الذي يحول دون التوصل لتفاهمات بين إسرائيل وحماس، هو موقف نظام الجنرالات في القاهرة". وأضاف: "ما العمل، عندما يشعر الجنرال (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي، بالاستمتاع الشخصي لرؤية كل بيت من بيوت زعماء حركة حماس يتحول إلى ركام من الحجارة؟".
من جهته، أوضح المعلق السياسي للقناة الإسرائيلية الثانية، أودي سيغل، أن "مصلحة إسرائيل الإستراتيجية تقتضي إنهاء الحرب الحالية على غزة في أسرع وقت، حتى لا يؤثر استمرارها على جهود تل أبيب الهادفة لإقناع الدول العظمى بتبني مواقفها من البرنامج النووي الإيراني". وأوضح، خلال تعليقه على الحملة خلال نشرة الأخبار المسائية، أمس الأحد، أن "الأيام الآتية حاسمة جداً، لذلك فنتنياهو معني بالتفرغ لمتابعة ما يجري في مفاوضات اللحظات الأخيرة في جنيف في شأن مستقبل النووي الإيراني".