خبر خطة واجبة الواقع- معاريف

الساعة 11:13 ص|14 يوليو 2014

بقلم: جلعاد شير

صعب جدا النظر مباشرة الى مستقبلنا عبر ستار الدخان، تحت وابل الصواريخ والمقذوفات الصاروخية من غزة الى الجبهة الداخلية الاسرائيلية. ولكن بمرور هذه الجولة الدموية علينا العودة للسؤال: ما هو الصحيح لاسرائيل أن تفعله كي تحيط حدودها دولة ديمقراطية وآمنة مع أغلبية يهودية، وتحظى باعتراف دولي؟

مطلوب لاسرائيل خطة واضحة وعملية، للتقدم التدريجي، عبر اتفاقات جزئية وخطوات ذاتية لخلق واقع الدولتين القويتين. علينا أن نسعى الى الانفصال عن الفلسطينيين وان نخلق بمبادرتنا واقع الدولتين للشعبين – سواء بالمفاوضات للسلام ام بشكل ذاتي.

لا ريب أن التسوية الدائمة التي تقوم على أساس علاقات سلام حقيقية أفضل من كل بديل آخر. ولكنها غير قابلة للتحقق في المدى المنظور، وفي هذه الاثناء تقع سياقات تدهورنا الى واقع دولة غير اخلاقية وغير متساوية، او دولة يهودية – فلسطينية ليست صهيونية. محظور السماح لاحد – لا للمتطرفين، للمتزمتين وللمسيحانيين في الطرفين، لا لـ م.ت.ف، لا لحماس، لا للاسرة الدولية – استخدام الفيتو على الطابع اليهودي والديمقراطي للدولة وعلى أمننا القومي. محظور علينا أن نواصل تعليق مستقبلنا – لا بالفلسطينيين، ولا بالوساطة الامريكية، التي من المشكوك أن تتبين كناجعة اكثر مما كانت حتى الان. ويمكن لتسوية بعيدة المدى – اذا كانت على الاطلاق – ان تتحقق وتطبق فقط على اساس شرعية داخلية واسعة في الشعبين. سيتطلب ايضا بناء ثقة متبادلة بين الشعبين، زعامة شجاعة، دعم الجمهور ومسيرة طويلة من تهيئة القلوب في الطريق الى التوافق والى التسليم برواية الآخر. ومن أجل حماية الدولة التي اقاموها هنا قبلنا يجب ان نحدد الحدود. ويدور الحديث عن سياقات مركبة وحساسة، تستدعي شرعية جماهيرية واسعة – استفتاء شعبي او انتخابات عامة.

كل خطوط الحدود، سواء تحققت بالاتفاق ام تقررت ذاتيا من قبل اسرائيل، ستستوجب اخلاء مستوطنات وفيها عشرات الاف السكان، في ظل الحفاظ على الكتل الكبرى. علينا ان نستوعب المستوطنين الذين سيعودون الى حدود دولة اسرائيل. يجب الاستعداد لان يبقى الجيش الاسرائيلي في الاماكن التي نخليها وفي غور الاردن الى ان تنقل المسؤولية الامنية الى جهة تكون مقبولة من طرفنا. يدور الحديث عن استعداد وطني شامل، مسؤول وحذر: تخطيطيا وماديا، مدنيا وأمنيا، في اثنائه يجري حوار اسرائيلي داخلي، لغرض تهيئة الجمهور والبنى التحتية القومية.

على المستوى الاقليمي، على اسرائيل أن تتحدث مع قادة دول رائدة في الجامعة العربية بشأن استعدادها المبدئي لاستئناف الصيغة متعددة الاطراف، في ظل الموقف من مبادرة السلام العربية كاطار للحوار.

ان الانفصال الذاتي ليس خطوة مثالية، بل اهون الشرور من ناحية اسرائيلية للوضع الذي لا يمكن الوصول فيه الى تسوية شاملة متفق عليها أو الى تسويات انتقالية. على مدى كل الطريق ستكون حاجة للكفاح بلا هوادة ضد الارهاب الفلسطيني والعنف. ومثل هذه الخطوة لا تأتي لسد الطريق في وجه تحقيق تسوية اسرائيلية – فلسطينية في المستقبل.