بالصور وبدأ الليل ..

الساعة 08:25 م|13 يوليو 2014

غزة- خاص

لم يعد ليل غزة يعني الهدوء والسكينة والطمأنينة، بل حولته آلة الحرب الصهيونية للون آخر، يكسو أجساد الشهداء والجرحى الذين تحولوا لأشلاء مقطعة في مجازر دامية تدمى لها القلوب، لا يسمع في سكونه سوى منازل تدمر على ساكنيها وآهات ثكالى ويتامى وجرحى يتفقدون ويتحسسون ما تبقى لهم .

النهار لا يختلف كثيراً .. فالقصف متواصل والدماء تتناثر في كل مكان في قطاع غزة، العمارات والمنازل السكنية تنهار بكل مافيها، لا يسلم منها سوى من يحالفه الحظ ويخرج برأسه قبل قصفها بثواني.

الظلام يحل على قطاع غزة، الكهرباء مقطوعة في مناطق عديدة إما لخضوعها لجدول القطع المحددة ضمن ساعات مخصصة لها، أو لكون خطوط الكهرباء تعرضت للقصف فأثرت على أدائها، وهو ما يزيد سواد هذا الليل.

فما أن يحل الليل، حتى يضع الغزيون أيديهم على قلوبهم، أزيز الطائرات لا يفارق السماء، والضوء الناتج عن قصف المنازل والبيوت يضئ ليلها، يحول المناطق السكنية لكتلة من الهدوء الغادر الذي يفتك بهم، يطيل أوقاتهم بطول ساعات القصف.

ليل المجازر وقصف المنازل على ساكنيها، والأمثال كثر: عائلة البطش التي راح منها 18 شهيداً وأكثر من 50 جريحاً خرجوا من تحت الأنقاض في سواد الليل، بعد أن قصفتهم طائرات الاحتلال خلال تجمعهم بمنزلهم بعد أداء صلاة التراويح، ليحول ليلتهم إلى سواد كالح، ومجزرة آل حمد، وآل قنن التي استشهدت بعد قصف الاحتلال لاستراحة بخانيونس منتصف الليل، وعائلة الحج.

انتظار الليل أو حلوله يعني مزيد من القصف على مدن القطاع، يصعب فيها البحث عن أشلاء مقطعة تحت الركام المتناثر، يعلو فيها صوت التكبيرات لشد عزيمة ذوي الشهداء والجرحى، ورجال الإسعاف والطوارئ والدفاع المدني، لا سيما وأن الصواريخ المستخدمة تدميرية بشكل لا يمكن أن يتصوره عقل.

ليل الغزيين .. سهر وانتظار الموت وتفقد الأبناء قبل أن يحصلوا على قسط من الراحة والنوم قبل أن تنقلب الدنيا على عقب ويتحول الليل لضجيج يكسوه لون دم الشهداء، ليضع كل شخص حتى الأطفال يده تحت خده ويوكل أمره لله، عله يستيقظ على نهار جديد من أيام العدوان الصهيوني.. أو لا يستيقظ .. 

 
قصف ليل
قصف ليل
قصف ليل
قصف ليل
قصف ليل
قصف ليل
قصف ليل