خبر حماس لا ترحم أولادها / اسرائيل اليوم

الساعة 09:27 ص|13 يوليو 2014

بقلمنداف شرغاي

 

(المضمونتتحمل حماس المسؤولية عن المدنيين الفلسطينيين الذين يقتلون لأنها تتخذهم دروعا بشرية المصدر).

 

 أنتم يا رجال حماس تقتلون أولادكم ونساءكم. هذه هي الحقيقة ويجب أن نسارع في إسماعها للعالم قبل أن تستولي صور جثث المدنيين في غزة التي أصبحت تُبث في الغرب على الخطاب العالمي وتحد جدا من عمليتنا في الجنوب.

 

 مع كل الأسى فانه ليست دولة اسرائيل ولا جيشها ولا طياروها ايضا مسؤولين عن أن الاولاد وأمهاتهم يُقتلون. فالذي يضع قواعد اطلاق صواريخ وبنادق وجنودا في رياض اطفال ومدارس ومؤسسات تربية، وفي مساجد ومنازل خاصة، ويطلق الصواريخ من هناك مرة بعد اخرى على سكاننا المدنيين؛ والذي يختلط عمدا بسكانه المدنيين ويجد مخبأ في المستشفيات والمنازل – يعامل مواطنيه في واقع الامر على أنهم دروع واقية وأكياس رمل ويُسلم حياتهم.

 

 لا يستطيع مجرمو الحرب من هذا النوع أن يتوقعوا من دولة اسرائيل أن تفضل سلامة اولاد أعدائها وأمنهم – الذين جعلوهم دروعا بشرية – على سلامة أولادها وأمنهم.

 

في هذه الايام أنهت حماس تدريب 120 ألف ولد من غزة (من الصف الخامس الى نهاية الثانوية) في اطار مخيماتها الصيفية. وتشمل "القائمة" هناك تدريبات شبه عسكرية واطلاق نار واختطافات وإشراب النفوس عقيدة حماس وتوجهها الاسلامي المتطرف الذي يدعو الى القضاء على اسرائيل. وفي اطار الخطة داس الاولاد هناك على أعلام اسرائيل وقفزوا بين اطارات سيارات مشتعلة وهم يلبسون ملابس حماس العسكرية ويمسكون ببنادق العاب، وتمرنوا على اطلاق قذائف صاروخية وخطف جنود اسرائيليين من سيارات جيب ومن موقع عسكري اسرائيلي. ولا شك في أن ذلك عمل تربوي "مناسب" للاولاد في هذه السن.

 

وتقيم حماس الآن هؤلاء الاولاد وقد تقيم غيرهم ايضا قسرا وبالرغم منهم احيانا – مثل رهائن – وراء قواعد اطلاق صواريخ غراد وقسام وراجمات صواريخ بنفس القدر من "الاخلاق" الذي استعملت فيه في الماضي سيارات الاسعاف لحاجات ارهابية.

 

 كانت حماس منذ سنين تطلق النار على سكاننا المدنيين – النساء والشيوخ والاطفال – عمدا وبصورة منهجية. أما نحن في مقابلها فنوجه على الارهاب ومنفذيه ومستعمليه، وحين يصاب السكان المدنيون يقع ذلك خطأ. وهذا هو الفرق الكبير بين حماس التي يسوغ الهدف عندها – بكل ثمن – الوسيلة  وبين اسرائيل التي تختار بين الوسائل وتجهد في الحفاظ على صورة الانسان حتى حينما يتحول مواطنوها مرة بعد اخرى الى اهداف للارهاب.

 

وقد كانوا يسمون ذلك قبل سنين كثيرة عندنا طهارة السلاح. فأكثر الشاعر نتان ألترمان الكتابة في ذلك. وتساءل ذات مرة عن النصب التذكاري الذي يستحقه ثلاثة من جنود الجيش الاسرائيلي هم حنان سمسون، ويوسي كابلان وبوعز ساسون سقطوا في خلال مطاردة لأنهم تجنبوا أن يمسوا امرأة مرضعة كان يختبيء وراءها مخربون على باب غار في غور الاردن. هل يستحقون نصبا عاديا كتلك المفرقة في البلاد لذكرى من سقطوا في معارك اسرائيل أم نصبا على صورة أم في حضنها طفل وهب لهما الثلاثة الحياة بموتهم؟ واليوم ايضا بعد سقوط الثلاثة بـ 45 سنة ما زال العدو يمسك الاولاد باحدى يديه ويطلق بالثانية النار على مدنيين اسرائيليين، ويزن العالم اخلاقية اسرائيل بميزان كذب.

 

كتب ألترمان في تلك الواقعة آنذاك أنه "حتى لو أجهدنا خيالنا الى اقصى حد فلن نستطيع أن نخمن احتمالا يمكن فيه عكس ما حدث في تلك المطاردة أي حالة يختبيء فيها محاربون من الجيش الاسرائيلي وراء اولاد ونساء يهود ويجعلون امرأة يهودية مرضعة غطاءً ومخبأ لهم من رجال فتح". وقال ألترمان آنذاك مدققا: "لا يمكن أن يفعل جنود الجيش الاسرائيلي مثل هذا الامر حتى لو فرضنا لجميع الاسباب الاخرى – وللسبب البسيط قبل كل شيء – أن المرأة اليهودية والطفل الرضيع في حضنها ليسا "عاملا رادعا" للمقاتلين العرب".

 

ويتبين الآن أن المرأة العربية التي يوجد طفل رضيع في حضنها ليست عاملا رادعا لمقاتلي حماس الذين يستعملونهما متراسا ويجعلونهما درعا بشرية دون تردد. وتجهد اسرائيل من جهتها – برغم كل شيء – أكبر جهد لمنع اصابة مدنيين لكنها تخطيء احيانا وهم يرقصون على هذا الدم الذي سفكته أيديهم.