خبر تنفيذ عملية إسرائيلية برية على غزة مرهون بالتطورات الميدانية

الساعة 09:03 ص|10 يوليو 2014

غزة - وكالات

تبدو الصورة ضبابية حول إمكانية تنفيذ السلطات الإسرائيلية، عملية عسكرية برية واسعة في قطاع غزة، حسبما يرى خبراء فلسطينيون.

وقال هؤلاء الخبراء في أحاديث منفصلة إن "ما يحكم تنفيذ هذا الأمر هو تطور الأوضاع في الساحة الميدانية بين طرفي الصراع، وتخوف إسرائيل من أسر المقاومة الفلسطينية لعدد من جنودها إن نفذت هجومها البري وهو ما قد يشكل عامل ردع لها".

ويرى، عدنان أبو عامر مدرس العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، أن إقدام إسرائيل على شن اجتياح برّي للقطاع هو "أمر وارد ومتوقع".

واستدرك أبو عامر: " لكن إسرائيل تعلم أن قرار دخول قواتها للقطاع ليس بالأمر السهل وهو مكلف جدا لها، ولكن هذا لا يمنع تنفيذ عملية برية".

وكانت قد قالت القناة العاشر الإسرائيلية الثلاثاء إنه "تم استدعاء 2000 جندي إلى جنوب إسرائيل استعدادا للمشاركة في عملية برية في قطاع غزة إذا لزم الأمر".

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية صادق على استدعاء 40 ألفا من قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، استعدادًا لعملية برية محتملة ضد قطاع غزة.

وبدأت إسرائيل منذ يوم الإثنين الماضي، بشن سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على مختلف أرجاء قطاع غزة، أودت بحياة العشرات من الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال ومسنين، وإصابة عشرات آخرين، مطلقة على عمليتها العسكرية اسم "الجرف الصامد".

وحسب أبو عامر فإن التهديدات الإسرائيلية بشأن اقتحام قوات من الجيش الإسرائيلي لغزة، ترتطم بمخاوف وجود الأنفاق أسفل القطاع، مستبعدًا تنفيذها في الوقت الراهن حتى تنتهي إسرائيل من بنك أهدافها الجوية".

وفي عام 2001، بعد اندلاع انتفاضة الأقصى ضد الاحتلال الإسرائيلي، برزت "الأنفاق" لأول مرة كوسيلة قتالية جديدة في قطاع غزة، حيث فجرت كتائب القسام عبوة ناسفة في نفق أرضي أسفل موقع "ترميت" العسكري الإسرائيلي على الحدود الفلسطينية-المصرية.

ومنذ عام 2001 وحتى الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، واجه الجيش الإسرائيلي عدة عمليات عسكرية اعتمدت بشكل أساسي على الأنفاق الأرضية المجهزة بالمعدات العسكرية القتالية.

ويعتقد الخبير في الشؤون الإسرائيلية أبو عامر أن التهديدات باجتياح القطاع تأتي من باب الضغط على حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى وشن حرب نفسية عليها".

وتابع: "أعتقد بأن إسرائيل ستتبع سياسة الأرض المحروقة من خلال ضرب جميع الأماكن المتوقع وجود صواريخ المقاومة فيها؛ لاستنزافها ومن ثم تمهيد الطريق لدخول الجنود الإسرائليين".

ويتفق مشير عامر، الكاتب والمحلل السياسي، مع سابقه باحتمالية شن هجوم بري، قائلا "دولة الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن الوثوق بها، وقد تنفذ هجومًا بريًا في أي وقت، لكن الظروف الميدانية على أرض المعركة هي التي تحدد ذلك، وفي ذات الوقت إسرائيل تتخوف من العملية البرية".

وقال : "إسرائيل تخشى الخسائر البشرية في صفوف جنودها أو تنفيذ عمليات أسر لهم؛ لمبادلتهم بالأسرى الفلسطنيين في السجون الإسرائيلية؛ وهذا سيجعل الحكومة الإسرائيلية تسقط في ظل حالة السخط من مواطنيها عليها".


وتابع عامر: "المقاومة الفلسطينية الآن تختلف تماما عما سبق، ويلاحظ مدى تطورها واستفادتها من التجارب السابقة وهذا ما تضعه إسرائيل في الحسبان".

واستدرك قائلا: "إسرائيل قلقة أيضًا من ردة الفعل الدولية من الخسائر البشرية والمادية التي سيسببها الهجوم البري في صفوف الفلسطينيين، وهي تبحث عن الإنجاز الميداني حتى لو كانت العمليات سريعة وخاطفة".

ويرى أن إسرائيل "تهتم بتحقيق إنجازات في العمليات العسكرية التي تقوم بها، حتى لو كان الثمن باهظًا في صفوف المدنيين الفلسطينيين الذي قد يشكل استهدافهم منظومة ردع للمقاومة ووقف إطلاق الصواريخ وضبط حدود القطاع مع إسرائيل".

وأشار عامر إلى أن ترجيح كفة الميزان لصالح طرف على حساب الآخر لا يكون بتنفيذ الضربات الجوية فحسب إنما الجيوش تنجز عندما تكون على أرض المعركة، غير مستبعد في الوقت ذاته هجومًا إسرائيليًا بريًا على القطاع.

ولا يعتقد عامر أن تنفذ إسرائيل عملية ميدانية برية واسعة، إنما "ستركز على عمليات عسكرية مركزة ومؤلمة ستستهدف المدنيين للضغط على المقاومة ووقف إطلاق الصواريخ حتى لا تضطر هي للجوء إلى الخيار البري".

"وستحسب إسرائيل ألف حساب قبل أن تفكر في الاجتياح؛ بسبب أنفاق المقاومة أسفل القطاع، والقوة الصاروخية التي تمتلكها"، حسب أبو عامر.

بدوره قال فايز أبو شمالة، المحلل والكاتب السياسي في صحيفة فلسطين الصادرة من قطاع غزة: "شح المعلومات الاستخباراتية لدى إسرائيل هو ما سيمنعها من التقدم ولو لبضعة أمتار داخل قطاع غزة".

وأضاف: "قلة عدد المتخابرين الفلسطينيين مع إسرائيل جعلها تجهل طبيعة الأرض وهذا سيشكل لها عامل ردع في تنفيذ هجوم بري".