خبر الحملة الإسرائيلية في الغربية.. أبعد من اختفاء مستوطنين!.. أمجد سمحان

الساعة 04:32 م|27 يونيو 2014

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط توقعات باستمرارها لتحقيق غايات بعيدة المدى وأخرى قريبة المدى، تبدأ بضم الضفة الغربية والأغوار، ولا تنتهي بتقويض السلطة الفلسطينية وإثارة الفتنة بين الفلسطينيين.
وبرغم الإعلان الإسرائيلي عن "تقليص" العمليات العسكرية في الضفة الغربية، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم امس 11 فلسطينيا، بينهم اثنان أصيبا بإطلاق نار، وتوفيت مسنّة فلسطينية بنوبة قلبية بعد مداهمة منزلها، فيما لا يزال الغموض يلف مصير المستوطنين المختفين منذ 12 حزيران الحالي، ومصير العمليات الإسرائيلية والسيناريوهات المحتملة خلال الأيام المقبلة.
العمليات الأوسع لا تزال تتركز في مدينة الخليل وقراها في جنوب الضفة الغربية حيث اختفى المستوطنون الثلاثة الذين تقول إسرائيل إن جهات فلسطينية هي من اختطفهم. وداهمت قوات الاحتلال منازل للفلسطينيين في مخيم العروب جنوب محافظة الخليل ما أدى إلى وفاة مواطنة فلسطينية مسنة تدعى فاطمة رشدي (70 عاما). وقالت مصادر طبية إنها أصيبت بجلطة عندما شرع جنود الاحتلال باقتحام منزلها ودمروا محتوياته ولم يسمح بنقلها إلى المستشفى إلا بعد خروج القوات الإسرائيلية من منزلها حيث فشل الأطباء في إسعافها.
وأفادت مصادر في الأراضي المحتلة بأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 11 فلسطينيا، أمس، ستة منهم في مدينة الخليل، واثنان من نابلس، وآخران من بيت لحم، وثالث من قلقيلية.
وقال شهود عيان إنّ قوات الاحتلال أصابت الأسير الفلسطيني المحرر في صفقة الجندي جلعاد شاليط، إسماعيل الحوامدة بالرصاص الحي في قدمه قبل اعتقاله في الخليل، فيما أصيب الشاب إبراهيم بدوي برصاصة مطاطية قبل أن يجري اعتقاله في المدينة.
وبدأت إسرائيل قبل نحو أسبوعين عملية عسكرية ضد المدن الفلسطينية كافة للبحث عن ثلاثة مستوطنين اختفت آثارهم قرب مدينة الخليل، وقالت إن جهات فلسطينية اختطفتهم، بينما أسفرت العملية حتى اليوم عن استشهاد ستة فلسطينيين، واعتقال قرابة أربعمئة وتدمير محتويات مئات المنازل.
وتعقيبا على ذلك توقع محللون لـ"السفير" تراجع حدة العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الأيام المقبلة بعد نفاد "بنوك الأهداف" واعتقال عدد من قيادات حركة حماس التي تتهمها إسرائيل بتنفيذ عملية الاختطاف. ولم يثبت بعد مسؤولية أي جهة فلسطينية، برغم وجود ستة بيانات صادرة عن اذرع عسكرية مختلفة قالت إنها مسؤولة عن العملية.
ولكن يبقى السؤال مرتبطاً بمصير العمليات الإسرائيلية: ما الذي سيجري خلال الأيام المقبلة؟
يرجح مراقبون استمرار هذه العمليات الميدانية، وكذلك عمليات تفتيش المنازل، وتكثيف العمل الاستخباراتي الإسرائيلي، خصوصا في منطقة الخليل.
ويقول اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات لـ"السفير" إنّ ما يجري حاليا هو جزء من خطة إسرائيلية متواصلة معدة سلفا لتحقيق غايات بعيدة المدى وأخرى قريبة المدى. أما البعيدة المدى، والتي كررها أكثر من مسؤول إسرائيلي في تصريحات مختلفة، فتهدف إلى "ضم الأغوار الفلسطينية، وضم الضفة الغربية التي تسميها إسرائيل مناطق يهودا والسامرة، وكذلك تقوية الجبهة الداخلية وزيادة الحراسات الأمنية"، وفقا لعريقات.
وفي ما يخص الأهداف الآنية للعمليات العسكرية، فإنّ أبرزها يتمحور، إلى جانب إيجاد المستوطنين الثلاثة، حول "تقويض السلطة الفلسطينية، وإفشال المصالحة الفلسطينية وضرب الجبهة الفلسطينية الداخلية وإثارة الفتن بين الفلسطينيين وتقويض السلم الأهلي".
من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري لـ"السفير" إنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية الحالية "ليست رد فعل على موضوع اختفاء المستوطنين، بل هي خطط موضوعة سلفا لها أهداف كثيرة أبرزها، تدمير البنية التحتية للشعب الفلسطيني، وكسر إرادته وشوكته، وتمويت الوعي الوطني لديه". ويضيف "أما الأخطر في هذه العمليات فهو قطع الطريق على أي مبادرات أو حلول دولية بعد فشل مفاوضات السلام، وتطبيق حل إسرائيلي أحادي بحكم الأمر الواقع في الضفة، يهدف إلى ضم اكبر مساحات من الضفة، وتعزيز السيطرة الإسرائيلية على المناطق الحيوية فيها تحديدا في القدس، على قاعدة أكبر كم من الأراضي مع أقل عدد من السكان".