خبر تصفية الحساب- معاريف

الساعة 10:05 ص|26 يونيو 2014

بقلم: درور زرسكي

 من طلب منك أن تصلي يا سيد اوري مسغاف العزيز ("لا أريد أن اصلي"، "هآرتس" 20/6)؟ وحتى لو توجه اليك حقا أحد ما بنداء انفعالي، فهل وجه لرأسك مسدسا ألزمك يا سيدي بالصلاة؟ من أين تستمد صلاحيتك بالنسبة لصلاة الجماير – "أنا احترم بالطبع حق الاخرين في الايمان وفي الصلاة. ولكن في الاسبوع لماضي أشعر أن مزيدا من الناس لا يحترمون حقي" – هكذا تكتب. أي حق من بين حقوقك لا يحترم الاسبوع الاخير؟ هل الصلاة الجماهيرية في مشهد ايالون هزت أمنك الشخصي وسلبت خصوصيتك المقدسة؟ وبالمقابل، كيف وجد تعبيره الاحترام الذي تكنه لحق الاخرين في الصلاة؟ هل كثيرون في اسرائيل يرفضون السماح لمواطني الدولة بالصلاة لاعادة الفتيان المخطوفين، وأنت، اوري مسغاف، المتنور بين المتنورين، تكافح في سبيل حقهم في الاعراب عن أمنيتهم بالصلاة؟

تتطلع دولة اسرائيل لان تكون دولة متنورة وتقدمية، وكم هو خير ان كذلك. والمظاهرات التي يصلي فيها الناس تلقى فيها المحبة والتفهم الا منك يا سيد مسغاف، الصلاة، التي ليست قريبة من مجالك العام تزعجك من طرف العين وداخل القلب. وما يرد في كتاباتك يثير التخوف بأن ثمة الكثير من الأمور تتجاوز الصلاة التي تزعجك في الجمهور الديني، ويجمل بك ان تسير مع حقيقتك حتى النهاية. لا تختبىء خلف حدث متطور هذا واكتب ببساطة بانك لا تحبهم. صدقني يا اوري، الحقيقة، حتى لو كانت صعبة على الهضم، فانها تجلب الاحترام والتقدير على صدق الانسان. جرب.

وتواصل فتكتب: "لا أتذكر أن في الجنون الوطني السابق، ذاك الذي ثار حول الاسير جلعاد شاليط الذي تربى في عائلة علمانية في بلدة علمانية، كان عنصر الصلاة لهذه القوة والاكراه". لندع للحظة عنصر الصلاة بالاكراه، ولكن اذا كنت ذكرت المخطوف الاسطوري جلعاد، فهل قبل ست سنوات عندما اختطف شاليط، حاولت أن تستوضح من على صفحات الصحيفة ظروف الاختطاف؟ هل سألت في حينه كيف يحتمل أن نجحت خلية من حماس في السيطرة على دبابة وفيها أربعة مقاتلين؟ هل توجد امكاني في أن يكون رجال الدبابة الاربعة غفوا فيها ولهذا نجحت حماس في اختطاف جلعاد؟ اذا كان لا بد من الاستعارة للاختطاف السابق، فسر بها حتى النهاية.

في ختام مقالك تقرر حقيقة واحدة أبحث حتى الان عن مصداقيتها: "برعاية الوضعية الصعبة تعاد صياغة الاسرائيلية في ظل الشطب التام للهويات الاخرى (العلمانية، الانانية، الالحادية وبالطبع المواطنين غير اليهود)".

رجائي منك يا أوري وجهني الى الاماكن التي شطبت فيها، بشمولية، هويات اخرى في الدولة. لا خلاف لي معك في الايام العادية التي في دولتنا اليهودية حيث يمكن أن نجد سندا لملاحظتك بشأن صدارة اليهودية على كل باقي الاديان وغير الاديان. طلبي منك هو فقط حدث متطرف نشهده كلنا الان. أين وجدت أثر الشطب اليهودي الشهير؟

 يبدو أن الكثيرين في المجال العام انتظروا المستوطنين خلف الزاوية. فهم لم يتمنوا اختطاف الفتيان كي يشحذوا لوحة الحاسوب ويبسطوا حججهم، ولكن اذا كان هذا قد حصل فتعالوا نضربهم على الرأس ونصفي معهم حساب 47 سنة من الاحتلال. وعلى الطريق ندوس ايضا على رأس العائلات، فهذا ليس فظيعا إذ أن رؤوسها مكسوة بالعمم.