خبر كفى إيهاما لانفسنا- يديعوت

الساعة 08:41 ص|17 يونيو 2014

كفى إيهاما لانفسنا- يديعوت

بقلم: نوح كليغر

(المضمون: لو لم نكن إمعات لجعلنا أم مازن ورقة مساومة الى أن يعيد ابو مازن المخطوفين - المصدر).

 

تعالوا نتحدث مباشرة وبصراحة وبلغة بسيطة يفهمها الجميع: نحن، الاسرائيليين، ببساطة شديدة إمعات. وبلغة لطيفة "وفي السياسة السليمة" نسمي هذا "ديمقراطية متسامحة"، ولكن هذه الكلمات لا تغير الحقائق. نحن إمعات لاننا نصر على التعامل مع جيراننا وكأنهم مثلنا. بمعنى: كأنهم ديمقراطيين، ليبراليين وذوي ضمائر – وليسوا كارهين متزمتين لاسرائيل.

 

حقيقة، ليسوا جميعا، ولكن الكثيرين منهم بالفعل يتصرفون ويشعرون هكذا. اما نحن حاليا فعلى حالنا. منظمات حقوق الانسان على انواعها، تلك التي تحصي كل بيت يقام في المناطق وتصور كل استفزاز لفتيان فلسطينيين تجاه جنود الجيش الاسرائيلي – ولكنها تركز بالطبع فقط على رد الجنود على أفعالهم – لا تمنح فقط تأييدا لاولئك القتلة بل وتمنحهم ايضا "ريح اسناد" وشرعية كي يواصلوا ما بدأوا به.

 

تعالوا لا نوهم أنفسنا. توجد دول حولنا ما كانت لتسرع لان تكون إمعات مثلنا. لو كانت زوجة ابو مازن تجتاز عملية جراحية في مستشفى يوجد في قلب احدى المدن المركزية لها في وقت اختطف فيه مواطنوها، لكان صعبا التصديق بانها كانت ستعود بسلام الى بيتها بهذه السرعة. ففي دول عديدة كانت يمكن أن تصبح منذ زمن بعيد ورقة مساومة حتى عودة المخطوفين.

 

ولكن ليس هكذا في اسرائيل. فنحن ليس فقط عالجنا أم مازن بتفانٍ وبل وحرصنا ايضا على أن تعود سليمة معافاة الى بيتها. وكيف شكرنا ابو مازن على هذه البادرة الانسانية الطيبة؟ بدلا من الاستيضاح ما الذي حصل لمصير الشبان الاسرائيليين الثلاثة والعمل كي يعودا بسلام الى احضان عائلاتهم، حافظ رئيس السلطة على الصمت على مدى يومين كاملين ولم يعقب على الاطلاق على الاختطاف. وعندما قرر التعقيب، فعل ذلك فقط بعد أن فهم بان صمته لن يلقى التفهم في العالم. لو كان اجتهد، حتى ولو قليلا، لمعقول الافتراض بانه كان سيعرف ماذا حصل لمصير الابناء الاسرائيليين – وكذا من بالضبط يقف خلف اختفائهم. من يدري، فلعله حتى كان سينجح في اعادتهم.

 

من الصعب التصديق بان ابو مازن عديم الوسيلة وعديم التأثير في مناطق السلطة التي يقف على رأسها. وحتى لو كان فاجأه الاختطاف، فلا بد أن له الادوات لتحقيق المعلومات عمن يقف خلفه. غير أن ابو مازن أغلب الظن لا يجتهد على الاطلاق لعمل ذلك. وهكذا أثبت مرة اخرى ما فهمناه منذ زمن بعيد: في أنه ليس شريكا لادارة المفاوضات مع اسرائيل.