خبر اختطاف الفتيان في الضفة أدخل حماس في شرك- هآرتس

الساعة 09:19 ص|16 يونيو 2014

اختطاف الفتيان في الضفة أدخل حماس في شرك- هآرتس

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: إن تحمل حماس المسؤولية عن الاختطاف قد يُفسر بأنه محاولة متعمدة لافساد المصالحة الفلسطينية أما تبرؤها من العملية فسيُفسر بأنه انصراف عن مبدأ "المقاومة المسلحة" - المصدر).

 

طُلب الى قوات الامن المصرية أن تزيد في الايام الاخيرة الاستعداد على طول الحدود مع قطاع غزة، وأن تفتش في حرص زائد المارة من معبر رفح الذي فتح أمس بصورة محدودة. وكذلك هدم المصريون أول أمس خمسة أنفاق تربط غزة بسيناء، بل يبدو أنهم تلقوا معلومات قبل ذلك من اسرائيل عن نيتها أن تهاجم غزة. فعلى حسب تقارير في مصر انسحبت القوات المصرية قبل الهجوم الى مسافة 300 متر عن الحدود.

 

إن التعاون بين مصر واسرائيل في الوقت الذي تطمح فيه حماس الى تحسين علاقاتها بمصر، يفضي بحماس الى معضلة شديدة. فتحمل المسؤولية عن اختطاف الفتيان الثلاثة في غوش عصيون بل تأييده فقط قد تفسره مصر بأنه محاولة متعمدة من حماس لافساد المصالحة الفلسطينية التي أيدتها، ولتحطيم احتمالات أن تبدأ الحكومة الفلسطينية الموحدة حياتها. والتبرؤ من الاختطاف في مقابل ذلك يعني الانصراف المعلن عن مبدأ "المقاومة المسلحة" الذي تتمسك به حماس برغم أنها أوضحت مؤخرا أن المقاومة يمكن أن تكون سياسية ايضا.

 

من هنا ينبع ايضا الاختلاف في حماس في مسألة كيف يُرد على الاختطاف. فالى أمس وبرغم تصريحات تأييد الخاطفين والاختطاف لم يصادق أي متحدث رسمي ولم ينكر أن حماس تقف وراء العملية. وقال متحدث المنظمة سامي أبو زهري الذي تطرق الى الاختطاف أمس، قال فقط إن "اتهامات اسرائيل غبية وغايتها استخبارية. إن الاحتلال الاسرائيلي سيتحمل المسؤولية عن التصعيد في الضفة". وقال نشيط من حماس في حديث الى صحيفة "هآرتس" إنه ليس على يقين من أن وقت الاختطاف يخدم مصالح منظمته. "نحن مشغولون الآن بمسيرة مصالحة مع فتح وليس من مصلحتنا أن نمنح اسرائيل ذريعة الى تحطيم ما تم انجازه. إن مجرد اعتراف الولايات المتحدة بالحكومة الموحدة وهم يعلمون أن حماس رعتها هو انجاز كبير. وعلى ذلك فلست على يقين ألبتة من أن القيادة وافقت أو علمت أصلا بعملية الاختطاف".

 

اذا كان هذا الكلام صحيحا فانه يفسر التعتيم الاعلامي الذي تستعمله قيادة حماس. ويبدو أن المنظمة ستضطر في غضون ايام الى أن تُبين بصورة حادة واضحة موقفها من الاختطاف. وستضطر الى أن تبين ذلك في الاساس لمحمود عباس الذي أصبحت مكانته في خطر. وقد يجد الرئيس الفلسطيني نفسه في وضع معقد تتعاون فيه قواته مع اسرائيل من جهة، بينما تسعى حماس – وإن لم تنفذ الاختطاف – على افساد التعاون.

 

يُذكر نشطاء من فتح بازاء هذه التصريحات بأن اسماعيل هنية منح الفصائل الفلسطينية حرية العمل "إنهاء قضية الأسرى" – أي بطريقة عملية مساومة ايضا. والى ذلك نشرت حماس قبل بضعة اشهر كتيبا اسمه "مرشد للخاطف"، يشمل توجيهات عملية لتنفيذ اختطاف. فعلى سبيل

 

المثال يوصي الكُتيب بتنفيذ الاختطاف في ايام ماطرة، وباستعمال مسدسات مع كاتم صوت؛ والاهتمام بوجود سيارة بديلة لنقل المخطوف؛ ومعرفة العبرية والتحدث بالعبرية؛ واستئجار شقة خفية في مكان لا يثير الريبة؛ وعدم إبلاغ انفاذ الاختطاف الى أن يؤدى المخطوفون الى مكان سري آمن.

 

برغم ذلك نشأت في الذراع العسكرية لحماس، كتائب عز الدين القسام، في المدة الاخيرة اختلافات في الرأي تتعلق بامكان اختطاف في الضفة. والصعوبتان الرئيستان هما التعاون الامني بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، وعدم وجود بنية تحتية كافية لاخفاء المخطوفين. ويقول الباحث الفلسطيني الدكتور عدنان أبو عامر من غزة، إن حماس استعملت تكتيك الاقلال المتعمد من الادلاء بمعلومات عن المخطوفين وعن العملية "بغرض شد أعصاب القيادة الاسرائيلية". وقال إن المنظمة أملت إحداث معارك بين جنرالات في اسرائيل في مسألة المسؤولية عن فشل منع الاختطاف. ويبدو أن هذا الجزء من تقديره على الأقل قد عبر عنه تبادل الاتهامات بين "الشباك" والشرطة.