خبر تديرها جهات منظمة.. تحذيرات من الرواية الإسرائيلية حول الجنود 'المخطوفين'!

الساعة 02:21 م|15 يونيو 2014

غزة

 

ما أن كُشف النقاب عن اختفاء ثلاثة جنود صهاينة في الخليل حتى أطلقت المنظمات الحقوقية الأهلية والرسمية الإسرائيلية الحملات الهادفة لإعادتهم واستدرار العطف العالمي والتأليب على المقاومة الفلسطينية، حيث أطلقت مجموعات إسرائيلية حملة تظهر الجنود الثلاثة على أنهم مجرد أطفال "لا ذنب لهم".

"bring back the boys!" عبارة كتبت على خلفية كرتونية لظل ثلاثة أطفال تعني "أعيدوا أطفالنا" حيث تحاول قوات الإحتلال عبر تلك العبرات وتلك الصور إظهار جنودها الثلاثة أنهم مجرد أطفال وفتية قد خطفهم الفلسطينيين، لكن الواقع أنهم ثلاثة من عتاة المجرمين المغتصبين الذين اعتدوا على الفلسطينيين والذين يقطنون في مستوطنة كريات (4) التي أرقت المواطنين الفلسطينيين في الخليل.

لكن اللافت في اختطاف الجنود الثلاثة أن قوات الإحتلال دائماً ما تلعب على إبراز صورة جنودها المخطوفين أنهم ضحايا ولا ذنب لهم، وتناست أن معتقلاتها تعجُ  بالأسرى الفلسطينيين المرضى، ما يحتم علينا كفلسطينيين التصدي لتلك الصورة والرواية المزيفة التي يحاول الكيان تمريرها على الرأي العام العالمي .

"فلسطين اليوم" تحدثت إلى مختص في المجال الإعلامي وناشط في مجال الأسرى حول إطلاق "اسرائيل" لتلك الحملة ومحاولتها إبراز الرواية المشوهة حول الجنود، وما المطلوب فلسطينياً فعله على الصعيد الإعلامي والحقوقي والشعبي تجاه تلك الرواية وسبل الرد عليها.

تحذيرات ونصائح

الكاتب الصحفي إياد القرا أكد أن الإعلام الإسرائيلي بدأ بحملة ضخمة في جميع وسائله وعلى السنة قادته السياسيين والعسكريين والناطقين لتصوير الجنود المختطفين على أنهم مجرد فتية لا ذنب لهم.

يقول القرا :"أظهر الإعلام الإسرائيلي صور الجنود الثلاثة على أنهم مجرد فتية، وأظهرهم انهم أطفال صغار ضعفاء، واظهر واحد منهم يلعب بالألعاب الموسيقية لمحاولة استدرار العطف العالمي إلى الجنود وللإسرائيليين وفي محاولة منه لتأليب العالم على الفلسطينيين ومقاومتهم".

وأوضح القرا أن الاحتلال بدأ بتجييش جميع الوسائل لتأليب العالم على المقاومة الفلسطينية بالضفة المحتلة وقطاع غزة، وإظهارها أنها "مجموعات إرهابية تختطف أطفال" في محاولة منها لشرعنة الإعتدءات على الضفة المحتلة.

وأشار القرا أنه يجب التعامل مع تلك الرواية والحملات الإسرائيلية على جانبين أولهما الجانب الإعلامي ومن ضمنه مواقع التواصل الاجتماعي حيث إظهار هؤلاء الإسرائيليين على حقيقتهم أنهم جنود مغتصبين للأرض الفلسطينية، ومحاولة البحث ونشر صورهم وهم بالبزات العسكرية وهم في مستوطنة كريات 4 بالخليل التي أرقت أهالي الضفة، ونشر صور توثق لاعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين.

كما ودعا المدونين على شبكات التواصل الاجتماعي بضرورة نشر المعلومات والحقائق حول الأسرى الفلسطينيين، ودعمهم في إضرابهم في مواجهتهم للسجان الصهيوني ومحاولة مخاطبة الرأي العام العالمي لما يتعرضون إليه من خطوب داخل المعتقلات.

وبين إلى ضرورة تتبع الروايات الإعلامية للاحتلال وتفنيدها وإظهار الصورة الحقيقية، مشيراً الى أهمية التركيز على القصص الإنسانية للأسرى، "حيث أن عيون العالم اليوم على الإعلام الفلسطيني وشؤون الأسرى لما له علاقة بخطف الجنود الثلاثة".

أما الجانب المؤسساتي فأوضح أنه مطلوب منها الكشف عن أعداد الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية، وظروف أسرهم، وبيان حالتهم الصحية، وأعمارهم، وضرورة التحشيد الإعلامي لنصرة قضيتهم، وإثارة الخطوات التضامنية الشعبية إلى جانبهم كالمسيرات، والوقفات، والمهرجانات التي تُبرز معاناتهم ومعاناة أهلهم.

 

بحاجة لخطة إعلامية

واتفق الناشط في حقوق الأسرى عبدالناصر فروانة مع سابقه في أن الإحتلال بدأ بخطوات حثيثة مدروسة لاستدرار العطف العالمي حول الجنود الثلاثة ومحاولته تأليب العالم على المقاومة الفلسطينية.

كما وأكد أن الإحتلال كان سباقاً وأكثر ذكاءاً في تلك الخطوات التي من المفترض أن يستخدمها الفلسطينيين، لأنهم "ثلثهم دخل السجون الإسرائيلية وعانى من السجن والإعتقال".

وندد فروانة بحالة الصمت العربي والدولي وضعف التضامن الشعبي إلى جانب أسرانا، مطالباً بضرورة التفاعل معهم على كل الصُعد، قائلاً :"اسرائيل أُختطف منها ثلاثة أقامت الدنيا ولم تُقعدها، واستطاعت تحريك العالم إلى جانبها، فعلينا التعلم من أعداءنا والتفاعل مع قضيتهم على كل المستويات الشعبية".

ودعا الإعلاميين الفلسطينيين بضرورة تبنى خطة إعلامية منظمة ذات نهج مدروس للتضامن إلى جانب أسرانا والتفاعل معهم بل وإقناع الرأي العام العالمي بمعاناتهم ونضالاتهم، وضرورة تعريف العالم لماذا أعتقل أسرانا؟، وكم عددهم؟ وأن من بينهم نساء وأطفال وشيوخ ومرضى.

وطالب الإعلام الفلسطيني بضرورة التصدي للروايات الإسرائيلية بشكل مدروس وممنهج والحذر من تسلسل الروايات الإسرائيلية إلى إعلامنا، والتروي في نشر الأخبار التي تخص الجنود الثلاثة، وكذلك اسرانا.