خبر الرواية التعليمية للاحتلال/ هارتس

الساعة 01:11 م|13 يونيو 2014

بقلم: أسرة التحرير

مغسلة الكلمات الوطنية لا تكف عن العمل. يخيل أن كل وزير في الحكومة يشعر بالتزام نحو غسل الدماغ الجماعي الذي يسعى الى أن يبعد قدر الامكان حل الدولتين. وبعد "نجوم الاحتلال" العاديين – نفتالي بينيت، اوري ارئيل، موشيه يعلون، جدعون ساعر – حان الان دور وزير التعليم، شاي بيرون.

خلافا للمتطرفين الرسميين، الذين لا يخجلون من مواقفهم الوطنية المتطرفة بل ويستمتعون بتشديد قوتها بين الحين والاخر لاعتبارات سياسية، يعرض بيرون "الرواية التعليمية" للاحتلال. وكما يجدر بوزير التعليم، فان بيرون غير معني ببساطة باحتلال المناطق التي لا تعود لاسرائيل، وهو بالاجمال يريد "ان يربط بين اجزاء مختلفة" في الشعب؛ وهو غير معني بالاساءة للفلسطينيين، بل يريد ان يخلق "لقاء ثقافيا لليهود من الشرق ومن الغرب"؛ وهو لا يريد ان يلحق الظلم بالاخر بل فقط العودة قليلا الى "خطاب آخر"، لانه قلق من ثقافة الـ "إما أو" التي "تشدد التناقضات"؛ وهو لا يريد أن يجعل اسرائيل دولة أبرتهايد بالطبع، بل بالاجمال يؤمن بان "فقط الثقافة الكاملة، تلك التي فيها هذا وذاك، تؤدي الى بلورة عالم يهودي – جذري".

غير أن كل هذه الكلمات الجميلة، لها دور واحد: منع "تقليص رؤيا بلاد اسرائيل الكاملة"، إذ ان "بلاد اسرائيل دون الخليل ونابلس، دون تل أبيب ودغانيا، دون اوفيكيم وكريات شمونا، ليست كاملة". وهو بالطبع لا "يعرف سلاما ليس فيه انسحابات" – ولكن وزير التعلي الذي يفترض أن يحرص على أن يطور مئات الاف التلاميذ وعيا ديمقراطيا، متساويا، انسانيا، يعتقد أن دوره "يستوجب التعليم، التنزه، الاحتلال والبحث في البلاد على طولها وعرضها".

لقد قال بيرون ذلك أمس في خطاب القاه في جامعة اريئيل، التي تمثل بمجرد وجودها العملية الخطيرة لتطبيع الاحتلال. بعد أربعة أيام من تهديد رئيس حزبه، يئير لبيد باسقاط الحكومة اذا ما ضمت هذه مستوطنات، اثبت وزير التعليم كم هي خفيفة الوزن أيديولوجيا "يوجد مستقبل"، ومن أي مواد مصنوع حزب يشارك في حكومة يمينية متطرفة، تعمل بثبات على عرقلة اتفاق سياسي.