دخل اضراب الأسرى الإداريين اليوم يومه الـ 52 من دون اي اشارة الى استجابة السلطات الاسرائيلية لمطلبهم المتمثل بوقف سياسية الاعتقال الاداري المتجدد بلا نهاية ومن دون محاكمة.
وقال نادي الاسير الفلسطيني ان أحد الاسرى، وهو أيمن اطبيش، مضرب منذ 106 أيام. وكان اطبيش اضرب العام الماضي 105 أيام، واوقف اضرابه بعد توصله إلى اتفاق مع سلطات الاحتلال يقضي بتحديد مدة اعتقاله لستة اشهر وعدم تجديدها، لكنها عادت وتنصلت من الاتفاق وقامت بتجديد اعتقاله.
وقال مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير جواد بولس الذي زار الأسير اطبيش قبل ايام، انه يتلقى العلاج في مستشفى «أساف هروفيه». واضاف: «وضعه الصحي تدهور بصورة خطيرة، وبات يعاني من اضطرابات في النظر والكلى والمعدة واخدرار في أطرافه، وضيق بالتنفس». وتابع أن السجّانين يحيطون بالاسير طبيش، وانهم ابلغوه انهم تلقوا تدريبات من الاطباء في شأن التصرف في حال إصابته بسكتة قلبية.
وعبّر نادي الأسير عن خشيته على حياة الأسير أطبيش وزملائه الاسرى، مشيراً الى نقل العشرات منهم الى المشافي الاسرائيلية. وشهدت مدينة القدس أمس اضراباً تجارياً تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام.
نقابة الاطباء في اسرائيل
الى ذلك، حذرت «النقابة الطبية في إسرائيل» الأطباء الذين ربما يكلَّفون إطعام الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بالقوة، من أنها لن تستطيع الدفاع عنهم في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في حال تقديم شكوى ضدهم من جانب نظراء لهم في أرجاء العالم. وقال رئيس النقابة الدكتور ليونيد ايدلمن لصحيفة «هآرتس» أمس إن الإطعام بالإكراه يعتبر تنكيلاُ بكل معنى الكلمة، ومحظوراً وفق آداب مهنة الطب المتبّعة في العالم، وتم تأكيد ذلك في إعلان طوكيو عام 1975، وإعلان مالطا عام 1991 لنقابة الأطباء العالمية.
وأضاف أن طعام الأسير بالقوة يعرّض الطبيب الفاعل للمقاضاة الدولية، ولن يشفع له بأن القانون "الإسرائيلي" يتيح ذلك.
ويأتي تحذير رئيس النقابة الطبية في أعقاب تمرير قانون جديد في الكنيست بالقراءة الأولى فقط (يحتاج الى قراءتين أخريين للتصديق عليه نهائياً) يقضي بإطعام أسرى مضربين عن الطعام بالقوة، وذلك بتوصية من رئيس جهاز المخابرات (شاباك) مئير كوهين بهدف كسر إضراب المعتقلين.
وكان رئيس النقابة الطبية في "إسرائيل" بعث برسالة إلى أطباء الأقسام الباطنية وغرف الاستقبال في المستشفيات "الإسرائيلية" المختلفة التي تستقبل أسرى مضربين في حال خطر يحذرهم من إطعامهم بالقوة. وأعلنت النقابة فتح قناة اتصال مع جميع الأطباء المعنيين بالاستفسار عن الجوانب القانونية وسبل التعامل مع أسرى مضربين عن الطعام، علماً ان العشرات من الأسرى المضربين يتلقون العلاج في المستشفيات حيال تردي أوضاعهم الصحية. وكانت النقابة عقدت أخيراً مؤتمراً للأطباء الكبار ورؤساء النقابات العلمية وممثلي وزارة الصحة والصليب الأحمر و"ضابط الطب" في مصلحة السجون لتؤكد موقفها المعارض لإكراه المضربين على تناول الطعام.
وأضاف الدكتور ايدلمن في حديثه إلى صحيفة «هآرتس» ان آداب المهنة أهم من أي مشروع قانون او قانون يتم التصديق عليه ويتنافى مع هذه الآداب، وأنه يتحتم على الأطباء رفض أمر يحظره القانون الدولي. وأضاف أن أطباء في أنظمة فاشية عملوا بموجب القانون المحلي خلافاً لآداب المهنة وتسببوا في أفظع جرائم في التاريخ، عانياً أساساً جرائم النازية ضد اليهود ابان الحرب العالمية الثانية.