أكد محللون سياسيون أن إدانة رئاسة السلطة لرد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على الخروقات المتكررة واليومية لاتفاق التهدئة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي ليست بالجديدة لكنها غير مبررة.
وقال المحللون في تصريحات خاصة لفلسطين اليوم الإخبارية": "من المفترض على الرئاسة الفلسطينية أن تُدين الخروقات الإسرائيلية لاتفاق التهدئة فهناك توغلات متكررة وشبه يومية على طول حدود قطاع غزة وإطلاق نار على الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر أدت قبل أيام لاستشهاد أحد الصيادين".
وشدد المحللون على أن إدانة رئاسة السلطة للمقاومة دليل على متانة وعمق التنسيق الأمنية مع الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت رئاسة السلطة الفلسطينية برام الله أدانت أمس الأربعاء إطلاق المقاومة الفلسطينية بغزة للصواريخ على المستوطنات الصهيونية المحاذية للقطاع.
وطالبت الرئاسة الفصائل الفلسطينية كافة الالتزام باتفاق التهدئة الموقع في القاهرة عام٢٠١٢، وكذلك وفق تفاهمات اتفاق المصالحة، وذلك حرصاً على مصلحة الشعب الفلسطيني وأمنه وعدم إعطاء "إسرائيل" أية ذريعة لمواصلة اعتداءاتها على غزة على حد قولها.
غير مبررة
أكد المحلل السياسي حسن عبدو أن إدانة السلطة الفلسطينية لرد المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي غير مبرر ويهدف للتملص من تحمل مسئولياته عن قطاع غزة.
وقال عبدو في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "إن السلطة تسعى للتملص من مسئولياتها في غزة وليس لديها القدرة على السيطرة على القطاع أو منع ردود المقاومة الفلسطينية على الخروقات الإسرائيلية".
وأضاف المحلل السياسي من لمفترض على السلطة الفلسطينية أن تدين الخروقات الإسرائيلية لاتفاق التهدئة الذي وقع عام 2012 بين المقاومة والاحتلال برعاية مصرية من إطلاق النار على الصيادين والاجتياحات المتكررة على الحدود الشرقية لقطاع غزة واستهداف المزارعين.
وفيما يتعلق بالتصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة أكد عبدو أن التصعيد في جوهره خطير جداً ويهدف إلى العودة للتصعيد المتدحرج ليصل إلى تصعيد كبير على قطاع غزة.
وأوضح أن هذا التصعيد يختلف عن غيره باختراق اتفاق التهدئة بالنسبة للعودة لسياسة الاغتيالات الإسرائيلية وتصريحات قادة الاحتلال من سياسيين وعسكريين بأن المستهدف يتبع لتنظيم الإرهاب العالمي وهذا في حد ذاته أمرٌ في غاية الخطورة.
وشدد على أن العدو الإسرائيلي يسعى لتبرير عدوان واسع على قطاع غزة من خلال إلقاء تصريحات مزيفة للدول الأوروبية عن انتماء الشهيد العارور لتنظيم الإرهاب العالمي.
ودعا عبدو المقاومة إلى اليقظة والحذر من تصريحات قادة الاحتلال والاستعداد جيداً خشية من تصعيد محتمل على قطاع غزة.
تنسيق مشترك وشك مفتوح للقتل
من جهته أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة نابلس الدكتور عبد الستار قاسم، أن تصريح السلطة بإدانة برد المقاومة على الخروقات الإسرائيلية بغزة يؤكد العلاقة المشتركة بين "إسرائيل" والسلطة من الناحية الأمنية والعسكرية والسياسية.
وأوضح قاسم في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن التعاون المشترك بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي يندرج ضمن التنسيق الأمني وتصريحات الرئاسة تُعطي إشارة للاحتلال بأن الطريق أمامها مفتوح لقتل الفلسطينيين.
وشدد د. قاسم على أن المستقبل الذي يواجه المقاومة خطير من الناحية المالية والتسليح فعباس رئيس السلطة يشترك مع الاحتلال بتضييق الخناق على المقاومة الفلسطينية لكي ينزع سلاح المقاومة مؤكداً أن عباس سيفعل ذلك إن استطاع لأن أبناء المقاومة هم أعداء ولا يلتزمون ببرنامج "الخيانة" الذي يسير عليه" كما قال.
عباس لا يمثلنا
قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف: "إن إدانة رئيس السلطة الفلسطينية لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة رداً على جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا هي ليست جديدة وهي أمر طبيعي وإن قال غير ذلك فهذا الأمر بحد ذاته غريب عليه".
وأضاف الصواف في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": ان الرئيس عباس يتحدث من منظوره الشخصي العميق بأن المقاومة تطلق الصواريخ على صديق له".
وتابع قوله: "عباس يحمل مشروع مخالف لمشروع شعبنا الفلسطيني في التحرر من دنس المحتل الصهيوني وإقامة دولتنا على كافة الأراضي المحتلة".
وتابع قوله: "عباس يحمل مشروع مخالف لمشروع شعبنا الفلسطيني في التحرر من دنس المحتل الصهيوني وإقامة دولتنا على كافة الأراضي المحتلة".
وأكد الصواف بان المقاومة هي شرف لكل فلسطيني ولكل الأمة العربية والإسلامية لأنها تدافع عن أبناء الشعب الفلسطيني فكل يوم هناك انتهاك من قبل الاحتلال الإسرائيلي أليس من حقنا أن نرد؟."
وطالب الصواف فصائل المقاومة بأن لا تُعير عباس أي اهتمام وأن تمارس عملها بما يحقق أمال شعبنا وتطلعاته في التحرير والنصر وأن تحميه من المحتل الغاصب.