خبر كرة المونديال تركل هموم السياسية جانباً

الساعة 09:19 ص|12 يونيو 2014

غزة - وكالات

مع صافرة أولى مباريات مونديال كأس العالم "2014"، التي ستنطلق مساء اليوم الخميس، سينسى "نائل منصور"، هموم الواقع الراهن بكافة تداعياته.

ومنصور البالغ من العمر "48" عاما، الذي كان قبل أيام مشغولا بأزمة الرواتب وإغلاق بنوك القطاع، وغيرها من تعقيدات الحياة اليومية في غزة، يرى في كأس العالم "استراحة" تأخذه بعيدا عن تفاصيل الواقع الحالي، كل يقول لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء.

ومثل "منصور"، يرى الكثير من الفلسطينيين، في متابعة المونديال، دواءً سحريا، سيخفف من أوجاعهم وآلامهم، وسينسيهم واقعهم الصعب، وظروفهم المعيشية الخانقة ولو لأيام معدودة.

وينطلق مساء اليوم الخميس مونديال البرازيل 2014"" في نسخته الـ20 بإقامة المباراة الافتتاحية بين المنتخب البرازيلي ونظيره الكرواتي على ملعب "ارينا كورنثيانز" في مدينة ساو باولو ضمن المجموعة الأولى في المونديال والذي يستمر حتى الـ 13 من يوليو/تموز القادم، بمشاركة 32 منتخباً.

ويقول "منصور": " المونديال جاء في وقته هذا العام، وكأنه وصفة سحرية، المشاكل تحيط بنا من كل جانب، سواء بفعل السياسية أو بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل، كل أنظار العالم تتجه لمتابعة هذا العرس الكروي لكن في غزة الأمر يزداد تفاعلا كي نلتقط أنفاسنا ".

وبالرغم من عدم شغفه الكبير بكرة القدم وتفاصيلها إلا أن "رمزي نعيم" قرر هذا العام أن يتابع "المونديال" ومبارياته، للهروب من أزمات القطاع والتي تتوالى يوما بعد آخر.

ويقول نعيم (47 عاما) في حديثٍ لوكالة الأناضول إنّه لمس هذا العام شغفا كبيرا بين أصحابه، وأقاربه لمتابعة كأس العالم.

وتابع: "واضح أن هذا الحدث الكروي العالمي سيشكل متنفسا حقيقيا للغزيين للهروب من الضغوط السياسية والاقتصادية، ولو لأيام قليلة".

وبالرغم من الإعلان عن حكومة التوافق الفلسطينية في الثاني من يونيو/حزيران الجاري، وإنهاء قرابة 7 سنوات من الانقسام بين حركتي فتح وحماس، إلا أن الخلافات السياسية بين الحركتين بدأت في الظهور، كان آخرها أزمة الرواتب وما أعقبها من إغلاق لبنوك قطاع غزة.

ولن يكون حديث الشاب "عمار العشي" "25 عاما" عن الحلم بالوظيفة بعد التخرج، أو أزمة الكهرباء أو فتح معبر رفح، وغيرها من أحاديث الروتين اليومي كما يقول في حديث لوكالة الأناضول.

فهو كما يؤكد سيرفع شعار "المونديال وفقط"، وسيكون كأس العالم وسيلته لنسيان الحصار المفروض على القطاع، والانسجام مع المباريات ونجوم الكرة العالميين.

ويخضع قطاع غزة لحصار فرضته إسرائيل منذ فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية (البرلمان) عام 2006، وشددته عقب سيطرة الحركة، على القطاع في صيف العام 2007.

ورغم أداء حكومة التوافق الفلسطينية اليمين القانونية، الأسبوع الماضي، وبدء استلام مهام عملها في غزة، إلا أن الحصار ما زال على حاله.

ووفقاً لمركز الإحصاء الفلسطيني، فقد ارتفع معدل البطالة في قطاع غزة إلى 40% في الربع الأول من عام 2014.

ولأنّ موعد مباريات المونديال يتزامن مع قطع التيار الكهربائي، فإنّ الشاب الغزّي نادر خليفة "25" عاما، يذهب إلى أحد المقاهي برفقة أصحابه، لتشجيع فريقّه المفضل (البرزايل).

وتابع: " في غزة ستزداد متابعة المونديال لهذا العام بشكل غير مسبوق، بسبب الصيف والحرارة المرتفعة، والهرب من هموم السياسة والحصار و وانقطاع الكهرباء".

ويعاني قطاع غزة منذ 7 سنوات من أزمة حادة في الكهرباء، بدأت عقب قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006.

ويعيش سكان القطاع، وفق جدول توزيع يومي بواقع 8 ساعات وصل للكهرباء و8 ساعات قطع.

ويتوافد الغزيّون على المقاهي التي تتباري، في خطب ود عشاق كرة القدم  وجذب جماهيرها، من خلال توفير شاشات عرض ضخمة لمتابعة مباريات "مونديال 2014".

 

وتتنافس المقاهي في غزة بجذب عشاق كرة القدم من خلال عرض أعلام الفرق المشاركة في المونديال، وصور أشهر اللاعبين، وبث إعلانات تضج بالإثارة والحماس.

وتجاوبا مع هذا الحدث الكروي العالمي، بدأت الصحف الفلسطينية اليوميـة الأربع (القدس، والأيام، والحياة، وفلسطيـن) اليوم الخميس في نشر ملاحق رياضية خاصة لقرائها، بعناوين مُثيـرة ولقاءات ممُيـزة، عن "مونديال 2014"، ومتابعة أخبار البطولة وتحليل مبارياتها.

وسيستمر إصدار الملاحق وفق تأكيد الصحف حتى نهاية بطولة كأس العالم في الثالث عشر من يوليو/تموز القادم.

ويرى معتصم زقوت الإعلامي الرياضي الفلسطيني، في إقبال الغزيين على "المونديال" ضرورة ملّحة فرضتها ظروف الواقع السياسي الراهن وكل ما يخلفه الروتين اليومي من تحديات وهموم.

وقال زقوت (وهو كاتب في موقع كورة "العربي)، إنّ المونديال كبطولة كروية أولى تحمل الكثير من الإثارة والتشويق وتضم أغلب نجوم الكرة العالميين، غير أنها في غزة تحمل طابعا خاصا ينجذب إليها الجميع حتى أولئك الذين لا تربطهم علاقة بالكرة.

وأضاف في حديثٍ لوكالة "الأناضول: " في غزة نحن نتحدث عن عشرات الأزمات والهموم المتالية، فأمام الغزيين الحصار، والوضع الاقتصادي الخانق، وأزمة معبر رفح، وانقطاع التيار الكهربائي، وغيرها من العراقيل التي أدت إلى تراكم التعب النفسي".

وكل هذه العوامل ستساهم كما يؤكد زقوت في أن يتابع أهالي قطاغ غزة بشغف غير مسبوق مونديال 2014 بالبرازيل، وأن ينسوا ولو قليلا واقعهم "الصعب القاسي".

ويسكن شغف الكرة الملقبّة بـ" الساحرة المستديرة" الشارع الفلسطيني بكافة فئاته, وتحظى الكرة الأوروبية بشكل خاص باهتمام الجماهير الكروية في قطاع غزة.

ويحتل تشجيع منتخبات البرازيل وإيطاليا، وفرنسا اهتمام الغزيين، إضافة لتشجيع كثير من الشباب لمنتخب الأرجنتين الذي يضم النجم ليونيل ميسي مهاجم برشلونة، ومنتخب البرتغال، الذي يقوده النجم كريستيانو رونالدو مهاجم ريـال مدريد.