خبر وحدة الأمة في اساس مسؤوليته -اسرائيل اليوم

الساعة 09:02 ص|11 يونيو 2014

بقلم: د. حاييم شاين

(المضمون: يجب ان يكون عمل الرئيس الاسرائيلي الجديد تثبيت وحدة الشعب الاسرائيلي الذي يعاني من انقسامات كثيرة - المصدر).

 

في 1816 جاءت الى القدس مجموعة مهاجرين من طلاب الغائون من فيلينا، بقيادة الحاخام مناحيم مندل وأسست فيها الطائفة الاشكنازية تارة اخرى. وفي 1840 دعت طائفة المعتزلين في القدس الحاخام موشيه ريفلين ليكون حاخامها. وكان لمجموعة المهاجرين اسهام مركزي في انشاء مركز يهودي مهم في المدينة القديمة وفي انشاء احياء في القدس خارج الاسوار. ودق طلاب الغائون وتدا في المدينة الخالدة وحققوا تمسكنا بها باعتبارها عاصمة اسرائيل الابدية.

 

كم هو مهم ورمزي أن يحظى أحد ابناء اولئك المهاجرين بعد هجرة تلك المجموعة الى البلاد بـ 200 سنة بأن ينتخب رئيسا عاشرا لدولة اسرائيل المستقلة وأن يحل في منزل الرئيس في القدس الكاملة الموحدة. واذا كان يوجد معنى لتحقيق حلم اجيال فان رئيسا من عائلة ريفلين هو واحدا منها.

 

أنهى انتخاب رؤوبين ريفلين رئيسا عاشرا لدولة اسرائيل الرحلة المحيرة المتعبة التي شهدناها. فلم يوجد في تاريخ الدولة منافسة جد محرجة وقبيحة مثلها. والان وقد اصبح يوجد رئيس منتخب ينبغي ان تطرح احداث الاسبوعين الاخيرين في مزبلة التاريخ وان تنسى. فلا شك انه انتخب الانسان الاكثر ملاءمة للمنصب بين المرشحين. وان شعب اسرائيل كله يقف اليوم وراءه ويراه مواطن الدولة الاول.

 

ان الرئيس المنتخب تلقى عليه مهمة ثقيلة جدا اساسها اعادة الكرامة الضائعة لمؤسسة الرئاسة التي قذفتها مناجيق قوية. وسيضطر ريفلين الى ان يقود بحكمة واعتدال وذكاء مركب المجتمع الاسرائيلي الذي فيه انقسامات لا عدد لها. وهو مركب دست جهات كثيرة على مر السنين عصياً في اطاراته وحرفته عن طريق رؤياه الى جوانب الطريق. ويفترض ان يتطلع اليهود والعرب، والمتدينون والعلمانيون، واليمينيون واليساريون الى بيت الرئيس وان يجدوا فيه البشرى المشتركة بين الجميع وهي الحق في العيش بسلام وامن وتساو في دولة يهودية ديمقراطية. وهو بيت يعبر عن كل الاشياء الرائعة التي تحدث في دولة اسرائيل، فانجازات الدولة كبيرة ويجب على الرئيس ان يسمو بها.

 

ان آراء الرئيس رؤوبين ريفلين السياسية معلومة منذ كان عضوا في حركة حيروت – وهو لم يخفها قط لنزاهته وصدقه، ويجب عليه في عمله الجديد ان يمتنع عن تحويل بيت الرئيس الى نقطة انطلاق لادارة سياسة مستقلة كما فعل سلفه.

 

ان المجتمع الاسرائيلي اليوم في مسار حيوي ضروري لاصلاح اخلاقه. فمن المهم لذلك ان يكون الرئيس المنتخب بريئا من كل عيب براءة يمكن ان تضمن منزلته وضرورة بيت الرئيس وقدرته على ان يقيم مرآة للمجتمع الاسرائيلي وينظر فيها ويتسامى خلقا وقيما.

 

ان وحدة الأمة هي في اساس مسؤولية الرئيس. ولا شك في أن رؤوبين ريفلين يستطيع ان يعبر عنها لأن قدرته على الحديث مع الجميع بتواضع واحترام كل انسان دونما صلة بآرائه تضمن قدرته على مسايرة كل واحد وواحدة لان الزعيم يفترض ان يكون انسانا ذا روح.