خبر تحليلات: انتخاب ريفلين يهدد مستقبل نتنياهو السياسي

الساعة 05:19 ص|11 يونيو 2014

القدس المحتلة - وكالات

رأى محللون إسرائيليون، اليوم الأربعاء، أن انتخاب عضو الكنيست رؤوفين ريفلين رئيسا لإسرائيل، أمس، فتح الباب أمام سباق على قيادة حزب الليكود ومعسكر اليمين والمرشح القادم لرئاسة الحكومة الإسرائيلية. وفي هذا السياق، برز وزير الداخلية، غدعون ساعر، الذي بذل كل ما بوسعه من أجل انتخاب ريفلين، كمن يتحدى قيادة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي سعى إلى منع وصول ريفلين إلى كرسي الرئاسة.

وأشار موقع "واللا" الالكتروني إلى أن "فوز ريفلين كشف حزب الليكود كحزب متصارع ومنقسم، وأبرز تحدي الوزير غدعون ساعر لقيادة نتنياهو، فيما خرج ساعر فائزا".

وكان نتنياهو قد سعى إلى منع وصول ريفلين إلى منصب الرئيس الإسرائيلي، عندما حاول في البداية إلغاء منصب الرئيس، وبعد ذلك تأجيل موعد انتخاب الرئيس، ثم محاولة ترشيح شخص آخر من خارج الحلبة السياسية ليتنافس ضد ريفلين. ولهذا السبب امتنع ريفلين في أعقاب إعلان النتائج بفوزه عن تقديم الشكر لنتنياهو وإنما شكر ساعر. 

وأجمع المحللون في وسائل الإعلام الإسرائيلية على أن مكانة نتنياهو تراجعت بشكل كبير بسبب أدائه خلال سباق الرئاسة الإسرائيلية.

ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني عن قيادي في حزب الليكود قوله إن "من وضع بطاقة اقتراع باسم روبي (ريفلين) في الصندوق، يعني أنه وضع عمليا بطاقة لصالح غدعون ساعر وحاييم كاتس (النائب عن الليكود)... والتصويت على الرئاسة أبرز بشكل واضح قصة سياسية تجري في هامش الحلبة السياسية حتى الآن، وهو الصراع على القيادة المستقبلية".

من جهة ثانية، لفت محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرطر، إلى أن فوز ريفلين هو هزيمة لرئيس حزب "إسرائيل بيتنا" ووزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الذي أعلن أن حزبه يعارض ريفلين. وأشار المحلل إلى أن هذه الهزيمة تضاف إلى هزائم أخرى لحقت بليبرمان، عندما فشل في زيادة عدد أعضاء الكنيست من كتلة "الليكود – إسرائيل بيتنا" في الانتخابات العامة قبل عام ونيّف، وعندما خسر مرشحه لرئاسة بلدية القدس الانتخابات المحلية.  

كذلك كشفت انتخابات الرئاسة عن حجم الصراع داخل حزب شاس. وفيما طالب رئيس الحزب، عضو الكنيست أرييه درعي، نواب شاس بتأييد المرشح المنافس لريفلين في الجولة الثانية، مائير شيطريت، فإن غالبيتهم انصاعوا لرئيس شاس السابق، عضو الكنيست ايلي يشاي، وهو الرمز اليميني المتشدد في هذا الحزب الحريدي.

ورأى محللون أن انتخابات الرئاسة الإسرائيلية دلت على فوز المعارضة الداخلية في الأحزاب. وإضافة إلى ما حدث في حزب شاس، فإن 7 نواب من حزب العمل صوتوا لريفلين، فيما طالب رئيس العمل، يتسحاق هرتسوغ، نواب كتلته بالتصويت لصالح شيطريت.

واعتبرت مصادر في حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف أن التصويت لصالح شيطريت هو تأييد "لشخص يحمل أفكارا يسارية"، وأن التصويت لريفلين كان يعني بالنسبة لهم أنه تصويت ضد نتنياهو وأنه "لا جدوى من محاربة مرشح المعسكر القومي"، ولذلك "لم يكن أي احتمال لنتنياهو بمنع فوز ريفلين".

وعقب عضو كنيست من حزب الليكود الحاكم على نتائج الانتخابات بالقول ل"يديعوت أحرونوت" إنه "هذه كانت هزيمة نكراء لنتنياهو بعد أدائه المخزي جدا. فقد عمل ضدنا بكل قوته حتى اللحظة الأخيرة. ومن حظنا أنه لا يسيطر على مجرى الأمور، بل أنه لا يسيطر على شيء – لا في الائتلاف ولا بتركيبة الكنيست الحالية".