يعاني عدد كبير من المواطنين في قطاع غزة من أزمات وإضرابات نفسية عدة، وذلك بسبب الظروف والأزمات التي يعاني منها القطاع خاصة فيما يتعلق بالأزمات الداخلية كالانقسام الفلسطيني وتبعاته من الآثار على المجتمع ككل.
كما أن من بين الأسباب الرئيسية للمشاكل النفسية اللازمات الخارجية كالحصار الإسرائيلي وسياسة الضغط على القطاع وإغلاق المعابر وتعثر عجلة الاقتصاد والعدوان الذي تشنه قوات الإحتلال، ووجد المواطنين في المصالحة الفلسطينية انفراجة لمشاكلهم الرئيسية على اعتبار أن الانقسام كان أحد أهم الأمور المسببة لمشاكل النفسية إلا أن تلك المشاكل والضغوط النفسية زادت مع دخول المصالحة في أزمة عدم صرف الرواتب وما لحقها من إغلاق الموظفين للبنوك.
المشاكل النفسية زادت في هذا الوقت عن سابقه، والمؤشر أعداد المواطنين التي باتت تزور العيادات النفسية، ولكن لا يوجد إحصائية دقيقة حول تلك الأعداد بسبب كثرة العيادات وعدم وجود رصد لتك الأعداد، واتضحت تلك الإعداد الكبيرة من تصريحات أخصائيين نفسيين.
الأخصائي النفسي د. محمد الزير أوضح أن قطاع غزة يعاني من ضغوط نفسية شديد بسبب الأزمات والأخبار السلبية التي يتلقاها في أغلب الملفات التي تهم الشرائح المجتمعية كأزمة الحصار الإسرائيلي، وتعثر المصالحة، وأزمة الرواتب، والإرهاب الإسرائيلي المتواصل على القطاع بكل أشكاله.
وفي إطار أزمة عدم صرف الرواتب وإغلاق البنوك وتأخر صرفها وتسميمها لأجواء المصالحة والتي خيبت آمال كثير من المواطنين في غزة يقول الأخصائي الزير:"المواطنون في قطاع غزة يعانون من ضغوط وإرهاق نفسي كبير، نتيجة الأزمات المتتالية والمتلاحقة، ومشكل تأخر وعدم صرف رواتب وما شابه تلك الأزمات التي تمس الإنسان تجعله في حالة نفسية صعبة للغاية، وحتى المواطن الذي لا يتلقى راتب ويتابع تلك الأخبار معرض وبشكل كبير للضغط والإرهاق النفسي وتداعياته".
وأضاف:"نشرات الأخبار لا تصدر للمواطن إلا الأخبار السيئة وكل تلك الأخبار تنعكس على نفسية المواطنين بالسلب، إغلاق المعابر وشل الحركة، وتأزم الوضع الاقتصادي، وانشغال الناس بأخبار الراتب، والحصار، والملسنات الإعلامية كلها شاركت في تأزم الوضع النفسي للمواطن".
وحسب الأخصائي الزير فمن الأعراض التي تظهر على المواطنين بفعل تلك التزامات التوتر، القلق، الخوف من المستقبل، حالة الاكتئاب، والعجز، واللامبالاة، عدم الرغبة بالعطاء، التشتت الذهني، قلة التركيز، التفكير العدواني.