كثيرًا ما تقف الظروف عائقاً أمام الأمنيات والطموح، وتسعى لعرقلة مسيرة الإنسان، ولكن هناك من الناس من وقفوا أمام عواصف الظروف، فلم يتركوها تحول دون تحقيق ما يصبون إليه؛ فتخطّوا العراقيل وارتقوا فوق الجراح.
آية عبد الرحمن الفنانة التشكيلية التي تعاني مرض السرطان الذي أنهك جسدها الضعيف ورغم ذلك لم يقف عائقا أمام مواصلة طريقها الذي خطته منذ صغرها بأن تصبح فنانة تشكيلية, حيث تواصل رسمها وهي تتلقى العلاج بالكيماوي.
موهبة بامتياز
تقول أية (26 عاماً) لــ" فلسطين اليوم" منذ ان كنت في الصف الرابع الابتدائي وانا امارس هوايتي المفضلة بالرسم حتى أصل إلى قمة المجد برسوماتي التي تتحدث عن واقعنا الفلسطيني في ظل الاحتلال، واشارت الى انه واصلت مشوارها وتعلمت الرسم رغم كثرة المعيقات التي واجهتني في بداية عملي؛ ولكني كنت مصرّة ان اكون مميزة في موهبتي الفنية.
وبينت إنها شاركت في أكثر من 70 معرضا محليا و3 معارض دولية، وتابعت في كل معرض اشعر انني ما زلت احتفظ بأنني انسانة من قافلة المميزين والمبدعين بشهادة الجميع في رسوماتي الفنية.
سبعة اورام بجسدها
وتتابع قائلة :" في العام 2008 بعد زواجي لم أنجب فبدأت رحلت العلاج حتى يرزقني الله سبحانه بالولد وبعد فترة من تلقي العلاج شعرت بتعب في جسدي وتوجها لي الطبيب وأخذت علاجا؛ ولكن العلاج زاد من الألم بجسدي وبعدها أجريت فحوصات واكتشف الأطباء إصابتي بكتل سرطانية حميدة".
وتواصل والابتسامة تملأ وجهها البريء وبعد فترة تحوّلت الكتل السرطانية الحميدة إلى خبيثة، ونتج عنها سبعة أورام داخلية، وأضافت آية رغم إصابتي بالمرض واصلت حياتي بل زادني على تطوير موهبة في الرسم ولم أبالِ بالمرض، وأشارت بابتسامة جميلة رغم أنّ جميع من حولي كانوا يستغربون ابتسامتي الدائمة، حتّى في أحلك الظروف.
وأردفت قائلة:" لم تكن اصابتي بمرض السرطان بعد اكتشافه عقبة في طريق مواصلة رسوماتي لأن الإنسان المصاب بأية مرض او اعاقة أياً كان نوعها قد تحد من قدرته ونشاطه وقد تؤثر بشكل كبير على حياته الاجتماعية فما بالك بالذي يعاني من مرض السرطان وينتظر الموت في أي لحظة؛ ولكن من يملك الإرادة والعزيمة فسيكون له دور بارز في بناء المجتمع من خلال الهدف الذي وضعه امامها.
رغم تجاهلها لكنها أسست جيلاً
وتكمل آية التي حُرمت من الحصول على وظيفة بسبب مرضها وتجاهلها من المجتمع بسبب مرضها بالقول :"لم ايأس لأنه لا معنى لليأس في حياتي أبداً فالإصرار والتحدي، وإرادة وعزيمة، ورغبة في إثبات الذات مما دفعني لي إنشاء روضة لتعليم الاطفال خارج الروتين المعروف داخل مجتمعنا لتعليمهم حب الوطن وحفظ القرآن فأصبح الروضة من الروضات الأولى في القطاع رغم ان عمرها الزمن لا يتجاوز العام".
وأشارت الى ان هذا يعتبر تحدٍ للمرض وظلم المجتمع ونظرته الغريبة فأثبت أنني أستطيع العطاء والتميز وتحقيق إنجازات رغم كافة الصعوبات؛ ولكن الحلم الأكبر الذي يراودها هو ان يشفيها الله سبحانه وتعالى من المرض.