خبر عبوة جانبية- معاريف

الساعة 09:29 ص|08 يونيو 2014

عبوة جانبية- معاريف

بقلم: العقيد احتياط ايتمار ياعر

نائب رئيس مجلس الامن القومي في عهد فك الارتباط وعضو في مجلس السلام والامن

 

(المضمون: مثلما كان فك الارتباط عن غزة في معظمه منسقا رغم ما اشيع عنه بانه احادي الجانب، فان كل خطوة اسرائيلية مستقبلية هي الاخرى يجب أن تتم بالتعاون مع الفلسطينيين لغرض تحقيق اهدافها - المصدر).

 

تنشغل هذه الايام محافل في اسرائيل، في السلطة الفلسطينية وفي الساحة الدولية بجمع حطام المسيرة السياسية التي قادها وزير الخارجية الامريكي جون كيري في محاولة لمعرفة ما الذي يمكن عمله بعد ذلك.

 

في اسرائيل تطرح من جديد فكرة الخطوات "احادية الجانب". وتشير محافل في السياسة وفي الاعلام الى الخيار احادي الجانب كخيار مفضل من أجل الخروج من الطريق المسدود. ويستند الكثيرون الى معرفتهم بالخطوات "احادية الجانب"، التي نفذتها اسرائيل في الماضي، كالخروج من

 

قطاع غزة في 2005. ولكن بصفتي شاركت في تخطيط وتنفيذ فك الارتباط، يتعين علي أن اشير الى انه قليلة الخطوات التي كانت احادية الجانب تماما في فك الارتباط.

 

فكلمتا "احادية الجانب" في خطة فك الارتباط شطبتا في المرحلة التي بين الاعلان العلني لرئيس الوزراء في حينه اريك شارون عن استراتيجية فك الارتباط عن الفلسطينيين وبين المرحلة التي رفعت فيها الخطة لاقرار الحكومة. فقد شطبت الكلمتان – وليس بالخطأ – عندما فهم انه لن يكون ممكنا تحقيق اهداف الخطة بشكل احادي الجانب.

 

لقد كانت الفكرة الاستراتيجية التي وجهت اسرائيل في فك الارتباط هي الحاجة الى استقرار الوضع الامني والاستراتيجي وتعزيز مسؤولية الاسرة الدولة والدول العربية على قطاع غزة. وذلك الى جانب الحاجة للاثبات للجمهور في اسرائيل، للجمهور الفلسطيني، للدول العربية وللساحة الدولية بان فك الارتباط في المناطق لا يسد الطريق أمام اقامة دولة فلسطينية كون دولة اسرائيل قادرة على ان تخليها ايضا ما أن ترى في ذلك مصلحة اسرائيلية.

 

في تخطيط الخطوة وفي تنفيذها شاركت محافل في السلطة الفلسطينية، محافل عربية اخرى بمن فيهم مصريون واردنيون، امريكيون وحكومات اجنبية اخرى، اكاديميون ورجال اعمال واعلاميون. ثلاثة قرارات اسرائيلية فقط في العملية اتخذت بشكل احادي الجانب: القرار بالخروج من القطاع، القرار بعدم البقاء في أي متر مربع من اراضي القطاع وتوقيت الخروج.

 

وقد تم تنفيذ الخروج، بما في ذلك اخلاء السكان والمعدات، بتنسيقات بأنواع مختلفة. وسائل ومعلومات أساسية كثيرة نقلت الى الفلسطينيين من أجل السماح بحياة السكان في اليوم التالي، دون خلق أزمة انسانية حادة. ومرت حملة الاخلاء دون اصابات فقط بفضل حقيقة أن بالتنسيق مع اسرائيل، نشر الفلسطينيون قوات كبيرة في الميدان.

 

لقد نزع فك الارتباط من المحافل المعادية في غزة امكانية المس بسهولة بـ 10 الاف هدف اسرائيلي مكشوف في القطاع، الامر الذي كان يجري كل اسبوع حتى الخروج، بالتوازي مع نار الصواريخ وحفر الانفاق. اما المنفعة السياسية والاقتصادية التي نشأت لاسرائيل كنتيجة لفك ارتباط فكبيرة، حتى وان لم يحل عدم استعداد العالم بالتسليم باستمرار السيطرة الاسرائيلية في الضفة وأجزاء من السياسة الاسرائيلية بالنسبة لقطاع غزة.

 

وعندما نأتي لفحص خيارات لاحقة لتصميم علاقاتنا مع الفلسطينيين، من المهم أن نبلور الاهداف الاستراتيجية لاسرائيل ومعرفة أي منها قابل للتحقق، في اي خطوة وفي أي ثمن. فاخلاء بؤر استيطانية غير مسموح بها واخلاء مستوطنات، فما بالك خروج قوات الامن من مناطق معينة، يستوجب تنسيقا معينا مع الفلسطينيين. فليس لاسرائيل مصلحة في دفع منظومة الامن الداخلي للسلطة والتنسيق الامني مع اسرائيل الى الانهيار، أو أن تأخذ على عاتقها من جديد ادارة وتمويل حياة اكثر من مليون فلسطيني. يجب دراسة خطوات تقلص العبء عن اسرائيل وتسهل الوصول الى تسوية ما مع عنوان فلسطيني في المستقبل وتنفيذها، كتقليص الارض التي بمسؤولية مدنية اسرائيلية مثلا، تقليص مشروع الاستيطان الى مناطق معينة واعداد بنية تحتية لاستيعاب مستوطنين من المناطق الاشكالية. من أجل الحصول على تعاون يجعل الوضع مستقرا – يجب دفع الفلسطينيين والمحافل الدولية الى الفهم بان الخطوة ستعمل في صالحهم أيضا.