خبر كيف يوقف روبي ريفلين -هآرتس

الساعة 09:00 ص|05 يونيو 2014

بقلم: آري شبيط

(المضمون: يجب على اليسار والوسط واليمين المعتدل في اسرائيل أن تبذل أقصى جهد في الايام القريبة لمنع وصول روبي ريفلين الى كرسي الرئاسة لأنه يميني متطرف سيعمل على تقديم مشروع الاستيطان الذي يؤمن به - المصدر).

 

ما زلنا لا نعلم في نهاية هذا الاسبوع هل يكون رئيس دولة اسرائيل العاشر رجلا أم امرأة، وشرقيا أم غربيا، ومثقفا أم جاهلا. لكننا نعلم شيئا واحدا هو أنه سيجعلنا نشتاق الى الرئيس التاسع شمعون بيرس.

 

لن يعرف رؤوبين ريفلين التعبير عن روح اسرائيل الباحثة عن السلام وقيمها، ولن يعرف فؤاد بن اليعيزر تمثيل اسرائيل المتقدمة في القرن الواحد والعشرين. ولن تأسر داليا ايتسيك حضور دافوس بتكنولوجيا النانو، ولن يلقي مئير شتريت الشِعر على مسامع أدباء مشاهير ومثقفين.

 

 

وفي مقابل ذلك لن تكون داليا دورنر ودان شختمان قادرين على القيام بالبهلوانية السياسية المطلوبة من رئيس اسرائيلي، ونشك في أن يتمتعا بحب ملايين في اسرائيل الثانية والثالثة والرابعة. لن يتمتع أحد من المرشحين الستة الذين يصعدون الآن الى الجبل الى منزل الرئيس في القدس بمجموع الصفات النادرة التي تميز الشاب إبن الـ 91 الذي يريدون أن يرِثوه.

 

مما لا شك فيه أن الفائز بجائزة نوبل شختمان وقاضية المحكمة العليا دورنر مرشحان ذوا نوعية فائقة. لكن لهما محدودية ما واحتمالات فوزهما غير عالية. بحيث إنه لو أصدر ديوان موظفي الدولة مناقصة لوظيفة رئيس لوجب عليه في هذه المرحلة أن يلغيها لأنه لا يوجد مرشح مناسب. وفي حين كان الصراع على الرئاسة العاشرة أكثر غريزية من كل ما سبقه، فان الرئاسة العاشرة نفسها ستكون كما يبدو رئاسة لا تثير الحماسة ولا تبعث على التسامي ولا تشرح الصدر.

 

لكن المتقدم بين كل المرشحين المهتمين بالجلوس في كرسي حاييم وايزمن هو الأكثر اشكالية. إن رؤوبين ريفلين شخص عظيم السحر. وشخصيته آسرة جذابة. لكن روبي لن يكون رئيس دولة اسرائيل بل رئيس ارض اسرائيل. وسيستغل مؤسسة الرئاسة ليدفع قدما بمشروع

 

الاستيطان الذي يُجله وبحل الدولة الواحدة الذي يؤمن به. ولأن هذا المقدسي الجذري انسان حقيقي عاصف مخلص لما يؤمن به فلن يحجم عن إسماع صوته والعمل على افشال كل محاولة لتقسيم البلاد.

 

وهكذا فان ترشح ريفلين داعية الى كارثة في نظر كل مواطن وعضو كنيست يعلم أنه يجب على اسرائيل أن تواجه تحدي الاحتلال. إن مجرد انتخاب هذا المؤمن بأرض اسرائيل الكاملة رئيسا سيُسبب لاسرائيل ضررا سياسيا باهظا. وستجبي سنوات ولايته السبع أثمانا ستزداد على مر الوقت وتُحدث تعقيدات تزداد تعقيدا. إن ريفلين في الحقيقة ليبرالي محب للانسان، يحترم حقوق المواطن لكن رئاسته التصحيحية ستسيء وضع الدولة التي سيرأسها ومنزلتها.

 

وعلى ذلك فان السؤال الذي يواجه الآن الاكثرية السليمة العقل في الكنيست ليس سؤال فؤاد أو داليا أو داليا أو مئير أو دان بل السؤال كيف يوقَف ريفلين، وكيف يُمنع سيناريو تقسم فيه كثرة المرشحين المعتدلين المعسكر المعتدل وتفضي الى انتخاب رئيس تصوره العام متطرف. اذا كان للبروفيسور شختمان احتمال حقيقي فذلك ممتاز، فلا شك ألبتة في أن انتخابه سيكون انتخابا مؤثرا ومناسبا. لكن اذا لم يكن له احتمال فيجب عليه وعلى دورنر وعلى شتريت أن يزنوا في تفكر من هو المرشح المعقول الذي يستطيع أن يوحد القوى في مواجهة ذلك الودود من اليمين الأيمن. ومن الممكن جدا ألا يكون هذا المرشح مرشحا بل مرشحة.

 

يجب على اليسار والوسط واليمين المعتدل مع عدم وجود بيرس جديد في الأفق أن تبذل أقصى جهد في الايام القريبة لمنع تحول منزل الرئيس في القدس الى منزل غوش ايمونيم. ما زلنا لا نعلم هل مؤسسة الرئاسة مطلوبة حقا وهل يوجد لها مكان في جيل لا يعلم كيف يرشح اشخاصا يشبهون وايزمن وبيرس. لكن شيئا واحدا مؤكد وهو أنه لا يجوز نقل كرسي السيادة الاسرائيلية الى سيطرة اولئك الذين يضعضعون السيادة الاسرائيلية. ولا يجوز أن يكون الانتخاب الشخصي للرئيس انتخابا وطنيا لارض اسرائيل الكاملة.