خبر قد يكون اوباما فهم آخر الأمر- هآرتس

الساعة 08:59 ص|05 يونيو 2014

بقلم: اسرائيل هرئيل

(المضمون: تُظهر خطبة الرئيس اوباما في ويست بوينت أن السياسة الامريكية ستقلل تدخلها في الصراع العربي الاسرائيلي وهذا يعني أن العرب سيضطرون الآن – دون اعتماد على الولايات المتحدة – أن يقفوا على أقدامهم ويتوصلوا الى مصالحة مع اسرائيل - المصدر).

 

غدا ستكون قد انقضت سبعون سنة بعد الانزال البطولي لقوات الحلفاء – بقيادة امريكية ولا يقل عن ذلك شأنا روح التوق الى الحرية الذي ميز امريكا وقيادتيها المدنية والعسكرية – في نورماندي. في السنوات الاخيرة ولا سيما بعد ما أصبح يُرى خطبة التخلي عن المسؤولية عن مصير العالم التي خطبها اوباما في ويست بوينت في الاسبوع الماضي، يسأل كثيرون أنفسهم هل تهب امريكا تحت رئاسة اوباما لمساعدة اوروبا وتضحي بأبنائها من اجل الحرية.

 

بعد ذلك ايضا حينما دخلت الولايات المتحدة الحرب الباردة فعلت ذلك لأنها أدركت أن هزيمة النازيين غير كافية لوجود عالم حر. ولولا هذا الادراك ما علم أحد كيف كان سيبدو العالم في أيامنا. واليوم ايضا، اليوم حقا، تدور عجلات الاحتلال الروسي من جديد. ولا يقف ايضا انتشار الأورام الخبيثة للارهاب العالمي الذي أكثره اسلامي، في العالم. ومن ذا يعلم الى أين يتجه التنين الصيني الذي أصبح يحاول السيطرة - الآن بالقدرة العظيمة على الشراء التي نمنحها إياه نحن كل العالم – على اقتصاد العالم وموارده الطبيعية. ومن الذي سيقف ويجابه كل ذلك بعد خطبة طي أعلام الرسالة الامريكية؟.

 

إن الرسالة التي صدرت في الاسبوع الماضي عن ويست بوينت وبقدر غير قليل ايضا عن تغيير المبدأ ذي العمر الطويل وهو أن امريكا لا تحرر أسراها مقابل ارهابيين، هي الرسالة التالية: خارت قوة النسر الامريكي وفقد الرغبة في رسالته ايضا تحت زعامة اوباما. ولو أن الرئيس فرنكلين د. روزفلت عمل في مواجهة النازيين كما يعمل اوباما في مواجهة احتلال روسيا الزاحف في اوكرانيا – وأظهر الاستكانة التي يُظهرها في مواجهة الفظائع التي تنفذها دول ارهاب مثل سوريا ومنظمات الارهاب العالمي مثل الجهاد وطالبان – فلربما كان العالم موجودا اليوم في ظلام طويل.

 

إن خطبة الانفصال عن "القرن الامريكي"، وهو القرن الذي تطوعت فيه الولايات المتحدة بقوتها ومالها – وضحت بمئات الآلاف من أبنائها – من اجل وجود عالم حر نامٍ، أُسمعت

 

من بين كل الاماكن، من مكان يرمز الى "الروح الامريكية" التقليدية على الخصوص. وتقول التقارير الصحفية إن الضباط تلقوا الخطبة ببرود ظاهر. لأنهم أُشربوا في سني دراستهم، الى مهارات الحرب، التزام بلدهم قيما سامية واستعدادا لأن يضحوا بأنفسهم اذا احتيج الى ذلك – وفي كل موقع – من اجل هذه القيم.

 

لكن لا يوجد شر بلا خير كما يقول الكليشيه. فمما لم يقله الرئيس – لم يكد يُذكر الصراع بيننا وبين العرب في الخطبة – يمكن أن نستدل على أن الامريكيين ربما بدأوا يدركون آخر الامر أن الاستخدام المتكلف لهذا الصراع وجعله سبب اسباب كل شر يحدث في المنطقة كاذب وغير عقلاني (ويشمل ذلك ادعاء أنه السبب في نشوء الارهاب الاسلامي الذي تخنق أورامه الخبيثة العالم). والاستنتاج من ذلك هو أن التدخل الامريكي المفرط في محاولة لوجود حل له لا حاجة اليه بل إنه مُضر.

 

اجل إن الامر كذلك. إن السياسة الامريكية الخارجية متسقة ترى أنه يجب على اسرائيل أن تنسحب الى خطوط 1967 ويشمل ذلك القدس ايضا. وما بقي العرب يأملون أن يخرج رؤساء الولايات المتحدة الذين توجههم هذه السياسة حبات الكستناء لهم من النار، كانوا سيتهربون من واجب اجراء تفاوض حقيقي. والآن سيضطر العرب، مع أمل أن تقلل الولايات المتحدة حقا وصدقا تدخلها، أي ضغطها على اسرائيل، سيضطرون الى اعتياد الوقوف على أقدامهم والوصول – ينبغي أن نأمل أن تضطرهم الحياة الى الوصول – الى مصالحة مع اسرائيل. وليست احتمالات ذلك ولا سيما بعد انشاء حكومة حماس – فتح، ليست كبيرة. لكن قد تكون برغم هذا التطور غير المرغوب فيه أكبر مما كانت تحت الضغط الامريكي.