هنأ رئيس الوزراء السابق اسماعيل هنية، الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده بالاعلان عن حكومة التوافق الوطني بعد سبع سنوات من الانقسام، والتي قدم طرفي الانقسام مرونة كبيرة لكي ترى النور.
واستعرض هنية في كلمة أخيرة له عقب الاعلان عن حكومة التوافق وأدائها القسم القانوني أمام الرئيس محمود عباس في مقر المقاطعة في رام الله، استعرض الانجازات التي قدمتها حكومته خلال فترة الانقسام. وقال:" ونحن نغادر الحكم طواعية وبرغبة وإدراك بالمسؤوليات الوطنية وبحرص على نجاح الوحدة والمرحلة القادمة التي يجب أن تكون عنوانها الوحدة والشراكة والمقاومة، بعد سبع سنوات عظيمة من الصمود الإسطوري حيث واجهنا معركة ثلاثية الابعاد عسكرية واقتصادية وسياسية.
وأوضح هنية أن "اول الانجازات التي حققتها الحكومة هي حماية الثوابت الوطنية رغم ما تعرضت له الحكومة من حروب وعدوان اسرائيلي وحصار ومؤامرات، إضافة إلى حمايتها للمقاومة كخيار استيراتيجي وأن المقاومة في ظل الحكومة تطورت وقادرة على احداث توازن الردع مع العدو الصهيوني والدفاع عن أبناء شعبنا. كما أن الحكومة (حكومة غزة) تمكنت من حماية المؤسسات والوزارات من الانهيار رغم الحصار والحرب والعدوان واستطاعت أن تقدم حكماً رشيداً في كل المجالات.
وتابع هنية، أن من انجازات حكومته، مشاريع الاعمار حيث تشهد غزة ورشة مفتوحة في مشاريع إعادة إعمار ما دمره الاحتلال رغم الحصار، سواء مشاريع قطرية أو عربية أو دولية ، لافتاً إلى أنه حينما تنتهي هذه المشاريع سوف تنقل غزة نقلة حضارية، كما ان الحكومة استطاعت حماية الحياة الكريمة للإنسان الفلسطيني وأن غزة كانت إمارة للنور وليس للظلام. إضافة إلى أن الحكومة تفتخر بأنها اعادت الاعتبار للقضية الوطنية الفلسطينية في بعدها العربي والإنساني ، واستقبلت آلاف الوافدين إليها من شتى أرجاء المعمورة.
واختتم هنية حديثه عن انجازات حكومته التي انتهى مهامها اليوم بإعلان حكومة التوافق، بالقضاء على ظاهرة الفلتان الأمني التي أصابت الجميع ، وأن توفر الامن للوطن والمواطن، وأن تجعل من غزة بلد من أمن ومستقر إلا من العدوان "الاسرائيلي". مقدماً اعتذاره لكل من أصابه سوء من الحكومة خلال فترة حكمها.
وقال رئيس الوزراء السابق " ونحن نغادر الحكم من موقع المنتصر والانجاز والقوة والاقتدار ، نسلم لحكومة فلسطينية جديدة، هي حكومة التوافق الوطني التي جاءت برسم الحوار الوطني الفلسطيني بعد التوافق على كل الحقائب الوزارية ، وانهينا القضية العالقة الخاصة بوزارة الاسرى، مضيفاً ان هذه الحكومة أمامها مشوار طويل ، وقد أنجزت الخطوة الاولى وهي إعلان تشكيلها .
وأكد بان المهمات الموكلة للحكومة مهمات وطنية بامتياز وليست سهلة وأن حماس ستتعاون معها وستحتضنها من موقع الشراكة والمسؤولية الوطنية، ومن موقع المجلس التشريعي، وموقع المقاومة التي تمثلها حماس مع بقية الفصائل الفلسطينية، وسنقدم لهم كل انجازات حكومته لكي تبني عليها الحكومة الجديدة.
وأكد بان هذه الحكومة مدتها ستة أشهر ، وبلا برنامج سياسي بحسب ما نصت عليه الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها.
وأوضح أن الملف الاول من المصالحة تم انجازه وهو تشكيل الحكومة، وأمامنا الانتخابات .. ومنظمة التحرير، وإعادة ترتيب الاجهزة الامنية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، والمصالحة المجتمعية. وسنتوجه الآن للعمل بعمق ومسؤولية حتى ننجز ملف إعادة ترتيب وتطوير وبناء منظمة التحرير الفلسطينية، داعياً لعقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت للمنظمة في أقرب وقت حتى يمارس صلاحياته. والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعة والمجلس الوطني بشكل متزامن.
وأعرب عن امله في أن يشعر أهل الضفة الغربية بثمرة المصالحة، وانهاء ملف الاعتقال السياسي والافراج عن كافة المعتقلين السياسيين، وفتح المؤسسات المغلقة، واتاحة الحرية للعمل الحزبي .
وقال:" نحن في غزة سوف نلتزم بتنظيف الطاولة والدخول للمرحلة القادمة وقد قدمنا كل شيء يدلل على حسن النوايا، من الاعتقالات والمؤسسات والتعددية السياسية والحرية التنظيمية ونريده في الضفة .
وأشار إلى أن المصالحة لا تعني انهاء الانقسام ، وإنما تعني الشراكة والوحدة والاستيراتيجة الوطنية الشاملة، وتعني بناء المرجعية القيادية الناظمة لشعبنا في الداخل والخارج.
ولفت هنية إلى أن حركتا حماس وفتح أبدتا مرونة كبيرة من أجل التوصل لاتفاق حول تشكيل حكومة التوافق وترى النور، مقدماً التحية لرئيس وفد حماس موسى أبو مرزوق، ومسؤول ملف المصالحة في فتح ومنظمة التحرير عزام الأحمد، وقيادة حركة حماس ممثلة برئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، وكذلك قيادة حركة فتح والسلطة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس "ابو مازن" الذي أبدى المرونة والاستعداد ورسخ مع إخوانه في حركة حماس والفصائل بأن الحوار والحوار وحده هو اللغة بين أبناء الشعب الفلسطيني في ظل ما يحيط بنا في المنطقة العربية.
وحيا هنية الأسرى في سجون الاحتلال الذين يخوضون معركة العزة والكرامة في وجه الاحتلال "الإسرائيلي" ، لافتاً إلى أنه حتى اللحظات الأخيرة من الاعلان عن الحكومة تم الاتفاق على أن يوكل رئيس الحكومة لأحد الوزراء ملف الوزراة ويتم التباحث فيها بعد ذلك.