اتهم رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات اليوم (الأحد) إسرائيل، بالسعي إلى تخريب اتفاق المصالحة الفلسطينية واستخدامه كذريعة لتدمير عملية السلام. وقال عريقات لوكالة أنباء (شينخوا), إن إسرائيل "تبحث عن ذرائع لتدمير عملية السلام وحل الدولتين انطلاقا من سعيها لتكريس مقولة لا شريك فلسطيني".
وأضاف إن "الحكومة الإسرائيلية الحالية اختارت الاستيطان وسياسة الإملاءات وتدمير خيار حل الدولتين وهي نجحت في تدمير الجهود الأميركية باستئناف المفاوضات خلال التسعة أشهر الماضية ولا تبدو معنية بأي جهود جديدة للسلام". وأشار إلى أن إسرائيل "كانت تستخدم الانقسام الفلسطيني الداخلي كذريعة للتهرب من السلام, والآن تتذرع باتفاق المصالحة لإعلان أنه لا يوجد شريك سلام فلسطيني حتى تستمر في سياساتها الاستيطانية وتتهرب من عملية السلام". ورأى عريقات أن "لإسرائيل هدفا إستراتيجيا مهما وهو الإبقاء على الانقسام الفلسطيني الداخلي وقطاع غزة خارج الوطن الفلسطيني من أجل تدمير حل الدولتين".
وأكد أن المصالحة الفلسطينية "مستمرة لأنها مصلحة وطنية عليا ولن نتراجع عنها", معتبرا أنه فور إعلان حكومة التوافق "فإننا نعتقد أن المجتمع الدولي سيرحب بها".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال مساء أمس السبت, إن إسرائيل أبلغت الجانب الفلسطيني نيتها مقاطعة حكومة التوافق المتفق على تشكيلها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتي ستعلن يوم غد الاثنين.
وأضاف عباس: "نحن سنأخذ الأمور خطوة خطوة, ولن نكون البادئين في الرد, ولكن نقول إن أي خطوة إسرائيلية سيكون لها رد من جانبنا". وجدد عباس التأكيد على أن حكومة التوافق "ستلتزم بسياسته وستضم وزراء مستقلين تكنوقراط ليس لهم علاقة بأي فصيل سواء فتح أو حماس أو غيرهما".
من جهتها أعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن إسرائيل أبلغت السلطة الفلسطينية رسميا الليلة الماضية بأنها لن تسمح لثلاثة وزراء من قطاع غزة بالتوجه إلى رام الله غدا للمشاركة في مراسم اداء حكومة الوفاق اليمين الدستورية.
وذكرت الإذاعة أن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية الميجر جنرال يوآف مردخاي, رفض طلبا قدمه الجانب الفلسطيني بشأن سفر الوزراء الثلاثة من غزة نهاية الأسبوع الماضي.
ووصف مصدر سياسي في الحكومة الإسرائيلية تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة, بأنه "خطوة سلبية للغاية", مؤكدا أن "اسرائيل" لن تتفاوض معها, بسبب مشاركة حماس في تشكيلها".
وقال المصدر وفق ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية, إن عباس يتحمل من الآن فصاعدا المسئولية عن أي "أعمال عنف" تقوم بها حركة حماس, بما في ذلك إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة.
وبحسب الإذاعة أكدت مصادر إسرائيلية مسئولة, أن الإدارة الأمريكية أبلغت إسرائيل خلال نهاية الأسبوع أنها لم توجه أي دعوة لرئيس الحكومة الفلسطينية الجديدة رامي الحمد الله لزيارة واشنطن, موضحة أنها لم تبلور بعد موقفا رسميا إزاء هذه الحكومة.وأشارت المصادر الإسرائيلية, إلى أن الإدارة الأمريكية تعهدت في الماضي لإسرائيل بأنها لن تطالبها بالتفاوض مع حكومة مدعومة من حركة حماس.
وأضافت المصادر, أن المسئولين الأمريكيين يؤكدون لنظرائهم الأوروبيين دور الجانب الفلسطيني في انهيار المفاوضات مع إسرائيل, وذلك سعيا منهم لكبح رد الفعل الأوروبي تجاه إسرئيل بسبب تعثر المفاوضات. وعلقت إسرائيل مفاوضات السلام مع السلطة الفلسطينية ردا على اتفاق المصالحة مع حماس قبل أيام من نهاية المهلة الأمريكية للمفاوضات التي استؤنفت 29 تموز (يوليو) وانتهت 29 أبريل الماضيين.
وتبادل الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي الاتهامات بشأن المسئولية عن انهيار المفاوضات من دون التوصل لاتفاق بشأن أي من قضايا الوضع النهائي العالقة بينهما.