استنكر حزب التحرير صمت الحكام والأنظمة على ما وصفه من عمليات تهويد للقدس، وذلك تعقيبا على رصد حكومة الاحتلال اليهودي مبلغ 50 مليون شيكل لبناء كنيس يهودي غرب المسجد الأقصى، ووضع حجر الأساس لإقامته ضمن مراسيم احتفالية لعدد من قيادات الاحتلال السياسية والدينية، وذلك على بعد 200 متر غرب المسجد الأقصى في قلب القدس المحتلة.
وقال الدكتور ماهر الجعبري عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين "إن اليهود يخوضون ضد المسلمين صراعا عقديا، يركزون فيه على تهويد القدس وتدنيس المسجد الأقصى، وهم يسعون لتغيير صفة بيت المقدس في عقول وقلوب المسلمين، ليتسنى لهم ترسيخ كيانهم فوق تراب فلسطين".
وقال الجعبري إن توقيت وضع حجر الأساس يحمل دلالات تحد حضاري وتاريخي من قبل اليهود، إذ يتوافق مع ذكرى الإسراء والمعراج التي رسخت المسجد الأقصى في عقيدة المسلمين، وذكرى تحرير القدس على يد صلاح الدين، وكذلك ذكرى سقوط الخلافة بمشاركة اليهود في التآمر عليها بعدما تصدى السلطان عبد الحميد لمحاولات اغتصابهم فلسطين بالمال.
وأضاف الجعبري أنه إدراكا من حزب التحرير لشراسة الهجمة اليهودية وخطر التهويد، فإن الحزب يحيي ذكرى هدم الخلافة هذا العام تحت شعار المسجد الأقصى يستصرخ الأمة وجيوشها لإقامة الخلافة وتحرير الأرض المباركة.
واعتبر أن هذا التحدي اليهودي السافر يجب أن يوقظ الأمة لهبة جهادية تهد كيان اليهود من أساسه، وتوقظ الضباط المخلصين في الجيوش الإسلامية وتجدد فيهم سيرة الفاتحين والمحررين لينهضوا بمسؤولية الجهاد الذي يطهر القدس وكل فلسطين من هذا العدوان اليهودي المتواصل، والمتحدي لمشاعر الأمة ولعقيدتها.
وأكد أن النداء الحار الذي أطلقه الحزب من المسجد الأقصى الجمعة الماضية يصل إلى أمة حية ممتدة على جناحي عقاب من أندونيسيا إلى ما بعد المغرب، وهي لا يمكن أن تفرّط بمسرى نبيّها ولا بشبر من أرضه الخراجية.