خبر انتصار فلسطيني- هآرتس

الساعة 09:48 ص|26 مايو 2014

بقلم: جاكي خوري

 (المضمون: انتصر الفلسطينيون اعلاميا وعمليا بينما اندحرت اسرائيل خلف حواجز حماية أمن البابا وحرمته من لقاء من يؤمنون به - المصدر).

 

في السلطة الفلسطينية يمكنهم أن يرفعوا شارة نصر كبيرة في ختام زيارة البابا فرنسيس الى بيت لحم امس. فالتغطية الاعلامية الواسعة التي رافقت الزيارة وفرت فرصة كبيرة للناطقين بلسان السلطة لنقل رسائلهم بالذات في هذا الوقت من الازمة في المسيرة السياسية. ولكن فضلا عن ذلك، لا شك أن البابا أعطى ريح اسناد للفلسطينيين في المعركة الاعلامية التي يخوضونها في الاشهر الاخيرة.

 

فقراره الطيران من عمان مباشرة الى بيت لحم دون الهبوط في مطار بن غوريون اعتبره الجمهور الفلسطيني نوعا من الاعتراف بدولة فلسطين والسيادة الفلسطينية، ولكن الخطوة الاهم والاكثر سياسية في الزيارة كانت الصلاة التي قام بها البابا قرب جدار الفصل في الطرف الشمالي من بيت لحم. في قرار مدروس خرج الباب عن البروتوكول، نزع من السيارة المفتوحة التي نقلته الى القداس، وقف امام الجدار وقام بصلاة قصيرة. عن الجدار ومعناه بالنسبة للفلسطينيين سمع قبل وقت قصير من ذلك من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن). أما مضمون الصلاة فلم يسمعها أحد، ولكن واضح ان موقفه منه لم يكن ايجابيا وفي غضون دقائق لعبت صورته وهو يصلي امام الجدار دور النجم في مواقع الاخبار في ارجاء العالم.

 

جانب ثالث هو اللقاء مع الجمهور والاتصال المباشر مع مؤمنيه، بمن فيهم عائلات كادحة ونازحين من قريتي اقرث وبرعم الذين يكافحون في سبيل حقهم للعودية الى قريتيهم، ويتوقعون بان يطرح رئيس الكنيسة الكاثوليكية المسألة في لقائه اليوم مع رئيس الوزراء نتنياهو.

 

في اسرائيل خافوا على الامن الشخصي للبابا حتى كادوا يخفوه تماما عن جمهور مؤمنيه، العرب المسيحيين مواطني اسرائيل. كل من تجول أمس في المناطق التي كان يفترض أن يزورها فرنسيس في القدس لاقى اساس شرطة ورجال أمن مسلحين من اخمص القدم حتى الرأس. اما من حظي بتلقي مباركة من البابا وان يحضر الاحتفالات فليسوا سوى الشخصيات التي دُعوا، بمن فيهم مندوبي السلك الدبلوماسي في اسرائيل وضيوف مشكوك اذا كان بوسعهم أن يعبروا عن مشاعر جمهور مؤمنيه.

 

عجوز مقدسية التقيتها صدفة في أزقة البلدة القديمة كانت واحدة من اولئك الذين لم يسمح لهم بالاقتراب من الاحتفال في كنيسة القيامة مع البطريارك الارثوذكسي ولم تخفِ غضبها. "قالوا لي انه ممنوع الخروج من البيت وكأنني أنا التي اهدد حياة البابا"، قالت بتهكم.

 

في اسرائيل صدوا الانتقاد وادعوا بان هذه حراسة ضرورية، ولكن يحتمل أنهم نسوا هناك ان في نهاية المطاف، البابا معني بلقاء المؤمنين وليس أفراد الشرطة.