يدخل الأسرى الإداريون يومهم ال33 في إضرابهم المفتوح عن الطعام وسط تدهور كبير على حالتهم الصحية وفرض الاحتلال مزيداً من الإجراءات لتثنيهم عن الإضراب .
وكشف عيسى قراقع وزير الأسرى برام الله ان الشاباك الإسرائيلي معني بموت الأسرى, وذلك خلال إبلاغهم رسميا بهذا التوجه من قبل قادة الشاباك خلال اجتماعه بهم.
ودخل اضراب الاسرى الـ 200 يومه الثالث والثلاثين . فيما اسرائيل تصعد من جهتها وتضرب بعرض الحائط كل المناشدات .
وتوقع وزير الأسرى بان يعم الإضراب كافة الأسرى في سجون الاحتلال وعددهم قرابة الخمسة الاف اسير خلال الايام المقبلة نظرا لعدم التفات العالم الى معاناتهم.
كما توقع بان يدخل اسرى كبار الاضراب عن الطعام وعلى راسهم مروان البرغوثي واحمد سعدات وعباس السيد خلال هاذ الأسبوع.
وقال قراقع، بأن حالة تصعيد غير مسبوقة وخطيرة، يواجهها الأسرى الإداريون المضربون عن الطعام منذ 33 يوما على التوالي، من قبل حكومة إسرائيل وإدارة السجون، وتمثل التصعيد بتوزيع منشور من قبل إدارة السجون على كافة الأسرى، تعلن فيه تنصلها من اتفاق شهر أيار عام 2012، الذي أبرم تحت رعاية مصرية عشية إضراب الأسرى، والذي بموجبه نص «على إنهاء العزل الانفرادي، ووقف الاعتقالالإداري وتجديده دون أسباب قانونية واضحة، والسماح لأسرى غزة بالزيارات، وتحسين شروط الحياة المعيشية للأسرى».
وقال قراقع، «تنصل إسرائيل من هذا الاتفاق، يأتي كرد على استمرار إضراب الأسرى الإداريين، وإصرارهم على إنهاء سياسة الاعتقال الإداري بحقهم»، لافتا إلى أن إدارة سجون الاحتلال قامت بإعادة سياسة العزل الانفرادي، حيث عزلت الأسير حسن سلامة الذي قضى أكثر من 12 عاما في العزل. وتوقع قراقع أن تعيد إدارة السجون عزل 17 آخرين، كان قد تم إنهاء عزلهم عام 2012 وعلى رأسهم: إبراهيم حامد، وعباس السيد، وأحمد المغربي، وغيرهم من قيادات الأسرى، فيما أشار قراقع إلى الوضع الصحي المتدهور لهؤلاء الأسرى المضربين، موضحا أن جزءا كبيرا منهم بدأ ينقل بشكل طاريء إلى المستشفيات الإسرائيلية، خاصةأن الأسرى مستمرون في مقاطعة عيادات السجون والفحوصات الطبية وتناول المدعمات.
أما محامية الوزارة حنان الخطيب والتي زارت عددا من المضربين في سجن «أيالون»،قالت إن الأسرى جميعا لا يستطيعون التحرك إلا على كراسي متحركة، وأصيبوا بهزال شديد، ودوخة، وفقدان للوزن، ويتقيأون الدم. ونقلت المحامية شهادات بعض من هؤلاء الأسرى المضربين، بإفادة الأسير المضرب جمال عوني العدم، الذي يعاني من هزال، وتقيؤ، وألم في المفاصل، ووجع رأس ودوخة،وأرق شديد، ولا يستطيع النوم، وقال: «لا توجد خدمات صحية ولا عناية طبية ووزنه نزل 20 كغم».
في حين أن الأسير المضرب لؤي رمضان غيث أكد أن المضربين منعوا من الخروج إلى ساحة الفورة نهائيا رغم قرار المحكمة السماح بذلك، ولا يرون الشمس، ويعانون من الرطوبة العالية في الغرف التي يتواجدون فيها، حيث الحمام رائحته كريهة جدا، والغرف قديمة لا تصلح للسكن، وهناك استفزازات دائمة من السجانين، ومعاملة قاسيةومماطلة في الاستجابة لمطالبهم، عدا عن المساومة بفك الإضراب مقابل أي طلب يطلبه الأسرى، إضافة إلى تنكيل شديد وتفتيشات مفاجئة ومستمرة.
وكان وزير الأسرى قراقع وجه رسالة للبابا فرنسيس الأول الذى يزور مدينة بيت لحم، قائلا «قداسة البابا، أهلا بك في دولة فلسطين وأنت تبارك صمودنا وصبرنا،فلتكن صلاتك هذا العام لأجل المعذبين في سجون الاحتلال، صلاة الحرية، نشيد الأحياء في كل زمان ومكان». قراقع قال في رسالته التي وصلت «القدس العربي»، «ستجد أننا في ساحة الميلاد أضأنا نجمتنا الفضية، ولكن أولادنا ظلوا هناك خلف الظلمات، ستجد صور أسرى تحملهاأمهاتهم بدل الخبز، اللواتي يخفن من أن يموت أولادهن في إضرابهم المفتوح عن الطعام، ويقفل العالم أبواب الأمل الأخير».
وأكد قراقع في رسالته للبابا إلى «أن زيارته تأتي بعد 33 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيون الاداريون في سبيل كرامتهم وحريتهم وإنسانيتهم، وبدأ شبح الموت يُحلّق فوق رؤوسهم».
وكان الاسرى الفلسطينيون المضربون عن الطعام، وجهوا منذ اكثر من شهر رسائل لقداسة البابا فرنسيس الاول الذي يزور فلسطين اليوم من اجل العمل على انهاء معاناتهم الانسانية في سجون الاحتلال الاسرائيلي.