المؤرخون ستغلب عليهم مصطلحات المصالحة، والشراكة، والتفاهم، والتقارب، عندما يسجلون أحداث عام 2014، وخاصة حركة حماس التي عملت جاهدة في التصالح مع حركة فتح، وها هو اتفاق غزة بدأت ثماره بالنضوج، وعما قريب سنشهد حكومة توافق فلسطينية، والتي سيعلن عنها في 28 أو 29 من شهر مايو من العام 2014، وحينئذ ستشهد الساحة السياسية الفلسطينية حيوية، وفعالية، باعتبار أن اللون والاتجاه الواحد لا يضفي على العمل السياسي إلا القتامة، سواء في الضفة، أو غزة، وبالتالي يختفي التدافع بين الحاكم والمعارضة، وهذا ما لم يخدم القضية والشعب الفلسطيني، فأي نظام سياسي لا تكون ضمن مكوناته السلطة، والمعارضة، يصبح نظاماً خالياً من أي نوع من العمل السياسي الصحيح.
وبالتالي المصالحة الوطنية ستحقق للشعب والقضية الفلسطينية حيوية العمل السياسي، وافساح المجال للكفاءات الوطنية، للعمل وخدمة الشعب، وهنا لا أقصد بالكفاءات الصورة الذهنية عنهم، بأنهم التكنوقراط، والاكاديميون، والمستقلون فحسب، ولكن أضف عليهم المتأطرين ضمن إطار سياسي، وفصائلي، وبذلك تكتمل الصورة الوطنية الفلسطينية، وهذا يعود بالنفع على قضيتنا، وشعبنا، ولأن الوطن بحاجة للجميع.
وبناءً عليه ندعو أصحاب القلم، والفكر، والرأي، والكلمة، إلى نصرة المصالحة، ودفع عجلتها إلى الأمام، ولنعلم جميعاً بأن مضار المصالحة الفلسطينية الفلسطينية لن تكون في أي حال من الأحوال أكثر من منافعها.
وأيضاً من المتوقع أن يشهد عام 2014م عودة العلاقات بين إيران وحماس، وذلك وفق المؤشرات التالية:
1- اللقاء الذي جمع السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس مع مساعد وزير الخارجية الإيراني في الدوحة، والذي امتاز بأجواء إيجابية.
2- ما تحدثت عنه قناة الميادين المقربة من إيران بأن وفداً من حركة حماس زار طهران مؤخراً، وأجرى لقاءات مع مسئولين إيرانيين.
3- دعوة رئيس الوزراء إسماعيل هنية لإلقاء كلمة عبر الفيديو كونفرنس في افتتاح مؤتمر اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، والذي تشرف عليه الحكومة الإيرانية، والذي سيتحدث في افتتاحيته الرئيس الإيراني قبل أن يستمع إلى كلمة هنية.
وأيضا أشير إلى اتصالات الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس مع المسئولين الإيرانيين لم تنقطع، وكذلك من المتوقع أن يكلل كل ما سبق بزيارة السيد خالد مشعل لطهران خلال الفترة المقبلة، ويلتقي خلالها الرئيس روحاني.
وهذا حقيقة يؤكد مرونة وإيجابية الدبلوماسية الحمساوية، التي نجحت في ترطيب الأجواء والتي أثمرت عن عودة العلاقات بين الجانبين، وكذلك كان للدبلوماسية الإيرانية دور إيجابي في ذلك، فهي لم تقطع شعرة معاوية مع حماس.
وكذلك من الواضح أن تحسناً طرأ على تعامل السلطات المصرية مع حركة حماس، والتصريحات التي أدلى بها المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، فيها الكثير من الإيجابية، والتي فتحت الباب أمام عودة العلاقات، ومن المتوقع أن ترتقي تلك العلاقات إلى الأفضل بعد الانتخابات الرئاسية المصرية، خاصة بعد نجاح جهود المصالحة الوطنية، وتشكيل حكومة موحدة، والتي لمصر دور كبير فيها.
وكل ذلك يؤكد أن لدى حركة المقاومة الإسلامية حماس رؤية واضحة، بأنها لن تستغني عن أي من العلاقات مع أي دولة سواء عربية، أو إسلامية، أو حتى غربية، لأن كل ذلك يصب في صالح الشعب الفلسطيني وقضيته، وفضلاً عن ذلك أنها حرصت على نجاح جهود المصالحة، حتى تعود للشعب الفلسطيني لحمته، وأن تعزز من صموده.
فنتمنى أن لا ينتهي عام 2014م إلا وقد تغير الحال إلى الأفضل، وباتت المصالحة عنوانه.