خبر من المؤسف جدا أننا شاهدنا هذا الفيلم من قبل- اسرائيل اليوم

الساعة 08:54 ص|22 مايو 2014

بقلم: د. حاييم شاين

 قُتل شابان هددا جنود الجيش الاسرائيلي تهديدا حقيقيا في اثناء مظاهرة لذكرى يوم النكبة. وتطلب الامم المتحدة والولايات المتحدة واوروبا لجنة تحقيق. وأصبح جهاز الدعاية الفلسطيني قد عرض أفلاما قصيرة تمثيلية لاثبات اجرام الجنود. ونسوا أننا شاهدنا هذا الفيلم عدة مرات من قبل، وإن كان ينبغي أن نؤكد أن من الواجب على الجيش الاسرائيلي في هذه الحالة كما كانت الحال في الماضي ايضا أن يجري تحقيقا شاملا وأن يستوضح الحقائق. لأنه ينبغي فعل ذلك حينما تزهق حياة انسان.

إن النفاق في العالم يرقص على رغبة اليهود في العيش في سلام وأمن. ففي سوريا يقتل في كل يوم مئات الرجال والنساء والاولاد، وذبح مئات الآلاف هناك حتى بسلاح كيميائي، والعالم ساكت. وفي نيجيريا وليبيا والسودان ومصر واليمن والعراق وشرق آسيا وفي اماكن كثيرة اخرى في العالم تنفذ جرائم شديدة فظيعة، والعالم ساكت. فلا يصرخ العالم إلا حينما يكون الحديث عن جنود الجيش الاسرائيلي الذين يحاولون حماية أنفسهم من مشاغبين عنيفين.

 يعرف من درس التاريخ اليهودي ولا سيما في العصور الوسطى وما بعدها حقيقة اساسية واحدة وهي أن اليهود اتُهموا دائما بكل الجرائم والامراض والمفاسد الاجتماعية، وكانت البداية برعاية الكنيسة التي شجعت إحداث معاناة اليهود عقابا على صلب ذلك الانسان. وعلى مر السنين تبنت هذه الطريقة الاجهزة السياسية ايضا التي أحدثت بحملة دعائية فظيعة سلب اليهود شرعيتهم، وكانت ذروتها ابادة ثلث الشعب اليهودي في الكارثة.

 

          إن النفاق وكراهية دولة اسرائيل استمرار لمعاداة السامية القديم. وهذه معاداة سامية من نوع جديد تعني جعل دولة اسرائيل في مركز اكثر المشكلات والصعاب في العالم. ويوجد كثيرون في دول كثيرة منها دول تعتبر مستنيرة، هم على يقين من أنه اذا اختفت اسرائيل فقط، أو عادت الى حدود لا يمكن الدفاع عنها، فانه سينشأ سلام عالمي. ويجلس خامنئي والملكة اليزابيث لشرب كأس شاي انجليزية. ويبدأ اوباما وبوتين الرقص مع الاوكرانيين على أنغام جوق الجيش الاحمر. وقد ثبت أكثر من مرة أن الاكاذيب والهذيان الذي يكثرون من تكرارها تصبح حقائق.

 

          من الصعب جدا مواجهة معاداة السامية الجديدة اعلاميا لأنه حينما يجمد الوعي لا يمكن تغييره. فلماذا نشتكي من عداوة وسائل اعلام اجنبية لاسرائيل في وقت يوجد بيننا فيه منذ سنين كثيرة من يمدون بالسلاح الأنكى. فلا توجد كراهية أكثر عصيرية ولعقا من كراهية الذات.

 

          غير انشاء دولة اسرائيل سير التاريخ اليهودي. فقد اقتطع اليهود عن التاريخ آلاف السنين فتحولوا الى جماعة سلبية كل ماهية وجودها وحياتها محاولة البقاء. وتحول أبناء الشعب المختار والاخلاقي وذي القدرات الى أمة محاولي بقاء حافظوا على ايمانهم ورغبتهم في العيش بكلفة باهظة. وأصبح الموت في سبيل الله مثالا في ظروف العيش في الغربة. وأعادت دولة اسرائيل اليهود الى التاريخ فعدنا لنصبح أمة مستقلة وفعالة وحية وفوارة ورفاسة احيانا. ويبدو مقدار الاشتغال العالمي بدولة اسرائيل أكبر من الاشتغال بالولايات المتحدة والصين معا.

 

          إن الرغبة في الحياة هي في أساس استعدادنا للقتال والتمسك بالوطن، فهذا هو الوطن، هنا ولدنا ولا مكان آخر لنا. ويستطيع العالم المنافق أن ينشيء لجان تحقيق ويبعث مبعوثين ويكتب آراءً استشارية كاذبة أو منحازة، ويجب على دولة اسرائيل ردا على ذلك أن تقوي نفسها وتؤمن بهدفها ونهجها وأن تمنح جنود الجيش الاسرائيلي الذين يحرسون الوطن كل الدعم المطلوب.