رأى عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لم تنجز شيئا للصالح الفلسطيني أمام التعنت الإسرائيلي، طارحا بدائل وآليات لمواجهة الاحتلال في حال تقرر عدم العودة للتفاوض.
وتحدث الرجوب خلال محاضرة في العاصمة القطرية الدوحة مساء امس الاثنين (19|5) حملت عنوان "واقع النضال الفلسطيني"، نشرها القسم الإعلامي لحركة "فتح"، عن أسباب عدم استئناف السلطة للمفاوضات، والمتمثلة برفض الاحتلال الإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، ورفض تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية.
ووصف الرجوب المصالحة بأنها "قرار استراتيجي لا رجعة عنه"، قال بأنها "ستقود إلى تجديد شرعية النظام السياسي الفلسطيني، بعد قطع شوط كبير في هذا المجال".
واقترح ثلاثة بدائل للمفاوضات، تتمثل بفرض وصاية دولية على الأراضي الفلسطينية، واللجوء إلى العمق الإقليمي القادر على تبني المشروع الفلسطيني قولا وعملا، باعتبار أن العالم يتقبل ذلك.
كما اقترح بناء جبهة وطنية داخلية، معتبرا المقاومة الشعبية هي سلاح مؤثر وفاعل وقادر على نقل رسالة الفلسطينيين بأنه آن الأوان لإنهاء الاحتلال القائم منذ عام 67 بشكله العنصري والفاشي، مشددا على حق الشعب الفلسطيني ممارسة حقه في تقرير مصيره على أرضه.
وأكد الرجوب أن "كل من يسعى لتكريس الانقسام مجرم بعد أن أصبح الجميع مدركا أن استمراره هو مصلحة إسرائيلية ومن شأنه ضرب المناعة والجبهة الوطنية وضرب مشروع الدولة والاستقلال، وإعطاء هامش للاحتلال كي يستمر في غيه وعدوانه على الشعب الفلسطيني".
وأضاف "نحن في "فتح" توافقنا مع "حماس" ولسنا وحدنا في الساحة الفلسطينية وتم التوافق على رؤية مشتركة لانجاز المصالحة، ويجب أن تحقق وحدة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وإنهاء الانقسام وتحقق وحدة القضية الفلسطينية كقضية سياسية، وتحقق وحدة القيادة الفلسطينية وعلى رأسها منظمة التحرير".
وأشار إلى أن المصالحة بحاجة لآليات ومفاهيم تشكل أساسا لإعادة ترميم النظام السياسي والبيئة الداخلية، لافتا إلى أن مستوى التحريض والتشويه والتشكيك ترك أثرا في ذلك.
وأعرب عن أمله بأن تبدأ المصالحة بخطاب وحدوي قيمي لصياغة وعي الإنسان الفلسطيني بما يضمن أن يكون عاملا ضاغطا لحدوث أي انقسام مستقبلا.
وعوّل على سلوك الفصائل في الداخل والخارج، بما يخدم الوحدة وإنهاء الانقسام وانجاز مصالحة تاريخية قادرة على الاستقرار والصمود.
وقال إن "حماس" جزء من حركة التحرر الوطني الفلسطيني ببعد إسلامي"، متمنيا منها إجراء مراجعة سياسية وأيديولوجية، ومراجعة علاقة ذلك بمفهوم السلطة ودورها في المشروع الوطني سواء في بناء الجبهة الوطنية، أو مد جسور التواصل مع العمق الإقليمي والدولي، على حد تعبيره.