خبر دعوة الى القتل- يديعوت

الساعة 08:37 ص|18 مايو 2014

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: عاصفة في لبنان بسبب الصحفية اللبنانية حنين غدار التي تُتهم بأنها شاركت في مؤتمر حضره وزير الدفاع الاسرائيلي السابق اهود باراك - المصدر).

 

يحظر القانون اللبناني اجراء علاقات بنا، فلا مصافحة ولا تبادل كلام ولا التقاط صور مشتركة بيقين، بل ولا الوجود مع العدو الاسرائيلي في الغرفة نفسها. ومن عُثر على أنهم فعلوا ذلك ومنهم ملكة جمال لبنان، حوكموا وحكم عليهم بثلاث سنوات سجن.

 

إن المعسكرين، معسكر المؤسسة العلمانية وقادة الرأي العام، ومعسكر محور سوريا – ايران – حزب الله، غارقان الآن في حرب على مشاركة الصحفية الآسرة حنين غدار، المحررة الرئيسة للموقع الاخباري ذي الشعبية "لبنان الآن"، في مؤتمر في واشنطن. فقد دُعيت لتحاضر في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط وفاجأت. اختارت غدار بدل الحديث عن تقصيرات واخفاقات وهو ما توقعوه منها في بيروت، أن تهاجم حزب الله وألقت على المنظمة بكلام شديد المسؤولية عن الوضع البائس للمليونين من اللاجئين السوريين الذين فروا الى مخيمات في لبنان. وقالت مشتكية: إنهم مساكين ونحن نئن تحت العبء الانساني. نحن نشفق عليهم وهم في ورطة بيننا.

 

جاء الهجوم على غدار من مكان غير متوقع فقد تبين لكلاب حراسة حزب الله – ايران – سوريا اسم وزير الدفاع السابق اهود باراك في قائمة المشاركين في المؤتمر في واشنطن، فمضوا وألصقوا صورة ضخمة (مختلقة) لباراك وغدار، وأصبح أبواق نصر الله يقولون إن "دمها حلال". وإن هذا العنوان في بيروت ليس لعبة اولاد بل هو دعوة الى البحث عنها وتخبئة عبوة ناسفة في سيارتها أو بيتها وتصفية حساب طويل معها.

 

غدار صحفية غير عادية في المشهد الاعلامي اللبناني. فقد نشرت قبل سنتين في "تابلت" اليهودية في نيويورك مقالة متحدية عن جدتها إبنة الطائفة الشيعية التي "تحب نصر الله وتصدق كل كلمة منه ولا تعتمد إلا عليه". وكتبت غدار دون أن تفصل ما تعتقده هي نفسها في نصر الله تقول إن الاسرائيليين عند جدتي هم الأشرار وحزب الله هو البطل والمخلص.

 

إن الذين يبحثون عن غدار ينشرون الآن "اعلان براءة" من عائلتها و"اعتذارا" الى نصر الله. وليس من المؤكد أن هذه الاعلانات قد وجدت. إن وسائل الاعلام بالعربية تحارب غدار حرب تشهير. وفي مقابل ذلك صدرت الصحف باللغة الانجليزية في لبنان في حملة تأييد لها. ففي العربية يطلبون رميها في سجن وتصفيتها، وبالانجليزية يهاجمون حزب الله ويدافعون عن غدار.

 

أصبح الصراع بين المعسكرين صورة مرآة السياسة العليا في بيروت: فقد أنهى الرئيس ميشيل سليمان مدتي ولاية ويوجب القانون اجراء انتخابات وادخال رئيس جديد الى القصر، لكن حزب الله يعيق ذلك ويهدد ويرفض المرشحين. وفي كل لحظة يهتم شخص ما بتهييج المعارك بين المعسكرين وذلك يصرف الانتباه عن الشأن المشحون وهو انتخاب رئيس جديد. لكن غدار لا تتنازل فحينما عادت الى بيوت نشرت هجوما جديدا على حزب الله أعلنت أنها بالقياس اليهم تتحدث بصوت واحد فما قالته في واشنطن

 

ستقوله دون أن يطرف لها جفن في الوطن ايضا برغم ما تقوله جدتها. يقولون إنه كان يجب علي أن أطلب إذنا قبل أن افتح "فما كبيرا" في واشنطن، تقول مهاجمة، فلماذا لم يطلب نصر الله إذنا مني قبل أن يرسل مئات المقاتلين لمساعدة بشار الاسد في سوريا ويهرب اللاجئين إلينا؟.

 

في مسألة "الاحتكاك" باهود باراك، تقول غدار إنها لم تعتدِ على القانون فقد اهتمت مسبقا بأن تُبين أنها لن تدخل محاضرته ولن تأخذ السماعة الى أن يضمنوا لها أن باراك غير موجود في القاعة. وليست هي وحدها، ففي مؤتمر آخر في إمارة قطر، أصر المشارك اللبناني على أن يُسقطوا من قائمة الحضور إسم المشارك الاسرائيلي في المنتدى. وشعر الاسرائيلي بالاهانة فتوسل إليه اللبناني راجيا حياته فتنازل الاسرائيلي.