خبر قمة العالم التركي للمنظمات هي مدّ لجسور التعاون والتواصل مع العالم

الساعة 03:56 م|17 مايو 2014

تركيا

انطلقت فعاليات قمة العالم التركي للمنظمات والمجتمع المدني غير الحكومية بمدينة اسكيشهير العاصمة الثقافية التركية يوم 11مايو الماضى وتواصلت إلى يوم 13مايو 2014بحضور حوالي 400 شخص من كل دول العالم علما وان المشاركة العربية كانت من  تونس والمغرب واليمن وقطراضافة الى الدول الافريقية والاسوية وغيرها  من الدول باعتبار ان هذا المؤتمرهو مناسبة دولية لمد جسور التعاون والتواصل التركي العالمي وقد كانت المداخلات في هذا المؤتمرثرية في مواضيعها بناءة في مناهجها وأسسها وقد تراس الجلسة الاولى للمؤتمر الدكتور محمد العادل حيث طرح موضوع المجتمع المدني و دوره في صياغة العلاقات الدولية ، و كيف يمكن للمجتمع المدني ان يساهم و بشكل مباشر في تحقيق الأمن و السلام اضافة الى دوره الرئيسي في تحقيق التنمية بمفهومها الواسع ، و ركز على ضرورة توسيع دائرة الأرضية التشريعية لضمان تحرك أوسع للمجتمع المدني لتتحقق الشراكة الحقيقية بين القرار السياسي و المجتمع المدني

ومن اولى المداخلات  في هذه الجلسة كانتللدكتورة نجوى بنت الحسين الخزان رئيسة منظمة بنت الحسين التنموية الخيرية التي تمثل الجمهورية اليمنية في هذه القمة العالميةحيثاكدت على أهمية ودور المنظمات المدنية غير الحكومية في ترسيخ حالة السلم الاجتماعي في مختلف بلدان العالم على أرضية تكامل الأدوار, مشيرة إلى أنه لم يعد مقبولاً أن تنفرد مؤسسة بعينها بفرض وصايتها على كل ما من شأنه أن يشكل حيثيات التقدم  والازدهار في مجتمعاتنا.

كما بينت في مداخلتهايجب ان تضطلع منظمات المجتمع المدني ومن بينها منظمتها الواعدة بدورها الفاعل  والمؤثر  للمساهمة  في ترسيخ حالة من السلم الاجتماعي في سائر بلداننا ، على أرضية تكامل  الأدوار ، وعملاُ بما تفرضه على جميعنا ضرورات الواجب الوطني كلٌ‘ من موقعه وتناغماً مع جوهر توجهات المنظومة التي يمثلها ، بحيث تتناسب الأساليب شرفاً مع غاياتها".

المجتمع المدني يعزّز الحوار بين الثقافات و الحضارات و الشعوب

اما السيد عبد الحميد الفياش من تونس الامين العام للمنتدى المغاربي للتعاون الدوليلقد  تناول  في مداخلته القيمة افاق الشراكة بين المجتمع المدني في الساحتين المغاربية و التركية ، و بدأ بتقديم عرض موجز عن رؤية المنتدى المغاربي و أهدافه و نشاطه ، وتحدث ايضا عن الملتقى المغاربي التركي للثقافة و الاقتصاد الذي نظمه المنتدى المغاربي و الذي كان يهدف لتعزيز الشراكة بين الاتراك و المغاربيين ، ثم عرض الاستاذ الفياش جملة من الافكار و المقترحات حول سبل تعزيز الشراكة بين الطرفين لاسيما في المجالين الاقتصادي و الثقافي

في حين ان السيد فاضل قاي مدير جريدة الصحوة في السينغال لقد اكد على اهمية التعاون التركي السينغالي لما في ذلك من مكسب ثقافي واقتصادي هام  والدكتور فافانا كريم من الكوديفوا والسيد مصطفى سناقو من مالي قد اكدا على ان البلدان الافريقية تبحث عن التعاون والشراكة بهدف تحقيق علاقات ثقافية ريادية  وفي اليوم الثاني كانت المداخلة لممثلة نقابة الجامعات المهنية الاستاذة سهام لدونة من المغرب التي اكدت على اهمية دور النقابات في المغرب في الجامعات المهنية خاصة وان الدفاع عن الحق المكتسب لا يظهر إلا في كنف نقابات قانونية وبعدها الصحفية و رئيسة جمعية منتدى الثقافة والإبداعالاستاذة امنة حفظ اللهمن تونس التي اكدت على ان دور الاعلام في دعم المجتمع المدني هو دور فعال وأنها باعتبارها صحفية ورئيسة جمعيةترى ان العلاقة هي علاقة تكاملية وعلاقة تأثروتأثيراذن فنشر ثقافة المجتمع المدني بحاجة الى مؤسسات اعلامية ووسائل اتصال تؤمن بالمجتمع المدني وتنمي ثقافتنا المدنية وتعمل على نشرها والتصدي لثقافة الاقصاء والعنفورفض الاخر ومن هناتتأكد اهمية الاعلام باعتباره الحليف الاستراتيجي للمجتمع المدني .ومن هذا المنطلق نستطيع ان نشير الى ان الجمعيات المدنية تمثل الثقافة والقيم والمبادىء التي تترجم الى سلوك وعمل يومي يؤمن بروح الجماعة والمصلحة العامة .

وأضافت الاستاذة امنة حفظ الله في مداخلتها "نحن جمعية منتدى الثقافة والإبداع يشرفنا ان نكون ضيوفا في مؤتمر عالمي في العاصمة الثقافية التركية مدينة اسكيشهيروهي فرصة نأمل منها وجود سبل تعاونوشراكة مدنية لتحقيق ثقافة ريادية عالمية ومن هنا نقترح عمل ورشات تدريب وتكوين بين المجتمع المدني والإعلاميين بهدف تعليم اللغة التركية والعربية  وتبادل الزيارات بين تونس وتركيا وفتح مجال التعاون والشراكة الجمعياتية"

وفي جلسة اخرى قدم الدكتور محمد العادل رئيس المنتدى المغاربي التركي من تونس ايضا ورقة علمية حول المجتمع المدني و الدبلوماسية العامة و كيف يمكن للحركات المجتمعية ان يكون لها اسهامات مباشرة في تعزيز الحوار بين الثقافات و الحضارات و الشعوب ، من خلال التركيز على المبادئ الانسانية المشتركة و بعيدا عن الصراع و التنافس السياسي و الايديولوجي ، و تم عرض موجز لواقع المجتمع المدني في البلدان العربية الذي لا يزال في معظمه مجرد واجهات اديولوجية و سياسية.
اذن فهذا المؤتمر العالميقد وحد بين 400 شخص من مختلف دول العالم  من المنظمات والمجتمع المدني من خلال طرح المشاكل والبحث في الحلول و تقديم الاقتراحات  ومعرفة المساهمات التي قدمتها تلك المنظمات لتطوير الدول والبلدان المنتمية إليها ودورها في المساهمة في التنمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ودورها في السلم الاجتماعي.

الثقافة التركية بعيون تونسية

تركيا هي دولة أوروآسيوية تقع معظم أراضيها بغرب آسيا و جزء صغير منها بجنوب شرق أوروبا و تحدها ثمان دول و هي بلغاريا في الشمال الشرقي و اليونان في الغرب و جورجيا في الشمال الشرقي و أرمينيا و أذربيجان و إيران في الشرق و العراق و سوريا في الجنوب الشرقي

تمتلك تركيا ثقافة متنوعة وثرية وهي مزيج من عناصر مختلفة من اوغوز، الأناضول والعثمانية هذا المزيج بدأ أصلا نتيجة لقاء من الأتراك وثقافتهم مع تلك الشعوب الذين كانوا في طريقهم أثناء هجرتهم من آسيا الوسطى إلى الغرب

تتمتع تركيا بجاذبية سياحية عظيمة و تعتمد جاذبيتها بشكل أساسي على تنوع ملامح الوجهات السياحية التي تروق لكافة زوارها على اختلاف ميولهم و أذواقهم. تضم تركيا عدد كبير من الآثار و الأطلال الرومانية المبهرة إلى جانب الكثير من المساجد التاريخية و الصروح الإسلامية الفخمةوالوفود السياحة من  مختلف أنحاء العالم. تتنوع كذلك ملامح أوجه السياحة الطبيعية بها ما بين معالمها الجبلية الشاهقة و شواطئها الذهبية المشمسة.

اذن فتركيا هي خليط نابض بالحياة من ثقافتين فريدتين من نوعهما، والتي تعكس مجموعة متنوعة من الأفكار والمعتقدات والقيم.

اذ لعبت العوامل التاريخية المختلفة دورا هاما في تحديد هوية تركيا الحديثة. الثقافة التركية هي نتاج جهود لتكون «تركيا الحديثة» دولة غربية، مع الحفاظ على القيم التقليدية الدينية والتاريخية

 والمتجول في تركيا تشد انتباهه العناصر المعمارية التي الموجودة في تركيا هي أيضا شواهد على المزيج الفريد من التقاليد التي أثرت على المنطقة على مدى قرون. بالإضافة إلى العناصر البيزنطية التقليدية الموجودة في أجزاء عديدة من تركيا والعديد من التحف المعمارية العثمانية في وقت لاحق، مع مجموعة رائعة من مزيج من التقاليد المحلية والإسلامية.

فمنذ القرن 18، تأثرت العمارة التركية على نحو متزايد بالأساليب الغربية، ويمكن أن نرى هذا ولا سيّما في إسطنبول حيث يتم جنبا إلى جنب مثل المباني والقصوربجانب العديد من ناطحات السحاب الحديثة، وكلها تمثل تقاليد مختلفة.

كما أنشئت المساجد في تركيا في أنحاء منطقة الأناضول خلال القرن الثالث عشر الميلادي. وقد بنيت هذه المساجد التي تزينها المآذن على كل من الطراز المعماري الفارسي والعربي. والعديد من الأبنية المعمارية الفائقة الجمال يعود تاريخ إنشائها إلى الإمبراطورية العثمانية عندما كانت في أوج قوتها. وقد وضع تصميم العديد من هذه الأبنية المعماريّ الشهير سنان الذي يُعدّ أمهر وأبرع مهندس معماري في تركيا. ويُعدّ مسجد السليمانية في إسطنبول الذي وضع تصميمه المهندس سنان نموذجًا للفخامة و الجمال  حيث يُعدّ أحد أجمل المساجد في العالم. وقد ظل الحرفيون الأتراك ولمئات السنين يصنعون أروع الأطباق والسلطانيات وبعض الابتكارات الأخرى من الخزف. ومن أشهر مراكز صناعة الخزف في تركيا مركز كوتاهية في هضبة الأناضول. وتزين الابداعات الفخارية الغنية بالألوان العديد من المساجد والقصور في تركيا. وقد نشأ فن صناعة هذه المشغولات الفخارية التي تستخدم في الزينة وتطور في فترة سابقة في تركيا. وتستخدم هذه الابداعات الفخارية في الفسيفساء

اذن فتركيا الحديثة تهدف وبشكل واضح إلى مد جسور التعاون بينها وبين الدول الواقعة في نطاقها الاستراتيجيفهي تعد من الوجهات السياحية الرائدة لما فيها من سحر وجمال طبيعي، ومواقع تاريخية وأثرية فريدة، وتراث وموروث عريق .