خبر « إسرائيل » تستورد النفط الخام من اقليم كردستان العراق

الساعة 06:23 ص|16 مايو 2014

وكالات

 

انضمت مصافي نفط إسرائيلية وأمريكية إلى قائمة متنامية من مشتري النفط الخام من إقليم كردستان العراق، الذي يخوض صراعا مع الحكومة المركزية في بغداد التي تقول إن المبيعات غير مشروعة.

وذكرت مصادر في قطاع النفط وخدمات تتبع مسارات السفن أن الولايات المتحدة استوردت أولى شحناتها من النفط الخام من المنطقة قبل أسبوعين، بينما اتجهت أربع شحنات على الأقل إلى إسرائيل منذ كانون الثاني/يناير بعد توجه شحنتين إلى هناك في الصيف الماضي.

وكانت الحكومة العراقية قد قالت مرارا إن أي مبيعات نفطية تتجاوزها هي مبيعات غير قانونية وهددت بمقاضاة أي شركة تبرم صفقات من هذا النوع. ومع هذا يباع نفط كردستان ونواتج تكثيفه الخفيفة لعدد من المشترين الأوروبيين. وترفض بغداد بيع النفط لإسرائيل مثلها مثل دول عربية أخرى.

ورفضت وزارة الطاقة الإسرائيلية التعليق قائلة، إنها لا تتحدث عن مصادر البلاد من النفط.

وقال مسؤول كبير بوزارة النفط العراقية، إن بغداد ليس لديها معلومات عن المبيعات لكنها تتحرى الأمر.

وقال: "إذا صحت هذه الأخبار فستكون هناك عواقب وخيمة لا محالة".

وأضاف: "هذا تطور خطير جدا. طالبنا دوما المنطقة بالتوقف عن تهريب الخام العراقي بالشاحنات إلى تركيا... والآن إذا ثبت أن هذا صحيح فسيكون الأمر قد بلغ مدى بعيدا".

وقال مسؤول بوزارة الموارد الطبيعية في كردستان من أربيل عاصمة الإقليم: "الحكومة الإقليمية الكردستانية لم تبع نفطا خاما لمثل هذه الوجهات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر".

والأمر له تبعات إذ أن مبيعات النفط المستقلة لكردستان تتيح لها تلقي إيرادات خارج ميزانية بغداد وهو ما يدفعها تجاه حكم ذاتي أكبر.

وبلغ التوتر مستوى جديدا هذا الأسبوع بعد أن قال رئيس كردستان إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يسوق البلاد باتجاه حكم شمولي وهدد بخروج الإقليم من الحكومة الاتحادية.

وذكرت مصادر بقطاعي التجارة والشحن أن الصفقات تشمل شركات دولية كبرى لتجارة السلع الأولية، منها "ترافيجورا" وهي إحدى أكبر ثلاث شركات لتجارة النفط في العالم.

وامتنعت متحدثة باسم "ترافيجورا" عن التعليق.

وتجيء المبيعات في وقت تهدف فيه الحكومة الإقليمية الكردستانية وبغداد لاستكمال مفاوضات بدأت منذ فترة طويلة حول خط أنابيب مدتها أربيل إلى تركيا لتجنب احتكار الحكومة المركزية.

وكانت أربيل قد بدأت في ضخ النفط الخام إلى ميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط في كانون الثاني/يناير الماضي، لكنها لم تشرع في بيعه أمام تهديدات بغداد بخفض الميزانية.

وقالت مصادر في قطاعي التجارة والشحن قريبة من الأحداث، إن صهاريج التخزين ممتلئة تقريبا الآن إذ تحوي 2.4 مليون برميل. وقد يبدأ تصدير هذا النفط قريبا ربما في وقت لاحق هذا الشهر.

تتبع الشحنات

وبدأ إقليم كردستان العراق في بيع نفطه بمعزل عن الحكومة الاتحادية عام 2012 من خلال شاحنات حملت كميات صغيرة من مواد التكثيف إلى تركيا ثم أعقبها نوعان من النفط الخام.

وتقول بغداد إن شركتها الوطنية للنفط هي الجهة الوحيدة المخول لها بيع النفط الخام العراقي .. لكن كل جانب يزعم أن الدستور في صفه. ونظرا لأن هناك قانونا حاسما بشأن النفط والغاز محبوس في مرحلة الصياغة يظل هناك مجال للمناورة.

وتلعب شركة تركية اسمها "باورترانس" دور الوسيط للحكومة الكردية وتبيع النفط للتجار من خلال مزايدات. وذهب معظم الخام إلى مدينة "ترييستي" الإيطالية في حين ذهبت نواتج التكثيف إلى فرنسا وألمانيا وهولندا وحتى أمريكا اللاتينية.

وقالت مصادر شحن وخدمة رويترز "إيه.آي.إس لايف" لتتبع مسارات السفن، إن الناقلة "مارينولا" أفرغت حوالي 265 ألف برميل من خام شايكان الثقيل الذي يحتوي على نسبة عالية من الكبريت في مرفأ أويل تانكينج في هيوستون في الأول من أيار/مايو.

ولم تتضح هوية الجهة المشترية إذ أن المرفأ متصل بثلاث وعشرين منشأة تكرير وإنتاج وتخزين متفرقة بين ساحل خليج المكسيك وكاشينج في أوكلاهوما.

وذكرت المصادر أن شركة "بتراكو" للتجارة هي التي قامت بشحن الخام من مرفأ دلتا روبيس في دورتيول في تركيا، وهو أحد ميناءين يصدران النفط التركي. وامتنعت الشركة عن التعليق.

وذهبت أربع شحنات على الأقل تحوي خاما كرديا إلى إسرائيل منذ بداية هذا العام. وذكرت مصادر تجارية أن محطة شركة "أويل ريفايناريز" الإسرائيلية في حيفا عالجت بعضه.

وقال تجار إن شركة "باز أويل" التي تملك مصفاة قرب أشدود، اشترت شحنتين على الأقل خلال الأشهر التسعة الماضية.

وقال متحدث باسم "أويل ريفايناريز" إن شركته "تشتري نفطها الخام من مصادر مختلفة وفقا لاحتياجات المصفاة وأحوال السوق".

ونفت متحدثة باسم "باز أويل" أن شركته استخدمت خاما كرديا.

وقالت المصادر أن بعض الخام الكردي تم تخزينه وحسب.

وذكرت مصادر بالسوق وجهات تتبع مسارات السفن أن شركة "موكوه" للتجارة ومقرها جنيف، شحنت خام "شايكان" من ميناء درتيول في تركيا، وأنه وصل إلى عسقلان في إسرائيل في 31 من كانون الثاني/يناير.

وقال مسؤول بالشركة: "المصافي الإسرائيلية لا تستخدم هذا الخام بالضرورة". ورفض الإفصاح.

وأرسلت "ترافيجورا" شحنة من الخام الكردي إلى إسرائيل على متن الناقلة "هوب إيه" التي توجهت أولا إلى عسقلان ثم إلى حيفا في الفترة من العاشر إلى الخامس عشر من شباط/فبراير.

وذكرت المصادر وخدمات تتبع السفن أنه تم تحميل السفينة "كريتي جيد" بالخام الكردي في تركيا، ثم أبحرت إلى عسقلان في الثالث من آذار/مارس ثم إلى حيفا بعد بضعة أيام.

وتم تحميل الناقلة الثانية "كريتي سي" بالنفط الكردي في الخامس من آذار/مارس تقريبا، ثم رست أمام ليماسول في قبرص لكنها لم تفرغ الشحنة. وكانت شركة "بتراكو" هي التي قامت بتحميل الشحنتين.

وظلت الشحنة على السفينة وانقطعت عملية تتبع سيرها في الفترة بين 17 و20 من أيار/مايو بالقرب من ساحل إسرائيل. وحين عاودت الظهور -وكانت لا تزال قرب إسرائيل- كانت خاوية.