تقرير أبو حميدة: نفسي أشوف جدتي قبل ما تموت.. مين يسمعني !

الساعة 11:05 ص|11 مايو 2014

غزة-خاص

"نفسي أرجع أنا وأبي وأمي وإخوتي إلى قريتنا ورؤية جدتي قبل موتها والنوم في أحضانها.. نفسي أشوف أعمامي ولو مرة وحدة في حياتي.. بدي ألعب مع أبناء عمومتي وأهلي.. بدي أقعد في حديقة جدي الخضراء.."

بهذه الكلمات المؤثرة عبًر الطفل عصام نادر أبو حميدة عن شوقه ورغبته الجامحة في رؤية جدته وعائلته التي منعها الاحتلال "الإسرائيلي" من زيارته واللقاء به واحتضانه على مدار 12 عاماً.

الطفل أبو حميدة هو واحد من بين العشرات من الأطفال الذين حرمهم الاحتلال من الالتقاء بأهلهم وذويهم أو زيارة قريتهم على مدار 12 عاماً، والبقاء عليهم مبعدين مع آبائهم إلى قطاع غزة.

فهو طفل من أبناء مبعدي كنيسة المهد الذين أبعدهم الاحتلال الإسرائيلي عام 2002 من "بيت لحم "على أن يعيدهم في السنة الثانية من الإبعاد وفقاً للاتفاقية التي وقعت بينهم، لكن الاحتلال معروف بطبعه بنقض العهود والمواثيق وها هم يمضون 12 عاماً في قطاع غزة دون زيارة أبائهم وأمهاتهم وقراهم.

الطفل أبو حميدة قال لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية": "رغم عدم زيارتي لأهلي وقريتي إلا أنني أعرفهم جميعاً كما أعرف قريتي شبراً شبراً وأتذكر كما يذكرني والدي شجرة البرتقال والزيتون وحديقة جدي".

دموع الشوق

لم يكن الطفل أبو حميدة أفضل حالاً من أبناء المبعد فهمي كنعان أثناء اتصالهم عبر الهاتف بجدتهم في بيت لحم.. فدموع الحزن وعدم القدرة على فعل شيء ساورت المبعد كنعان وهو يستمع إلى أطفاله وهم يقولون لجدتهم: "نفسي أشوفك يا جدتي قبل ما تموتي".

وقال كنعان لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية": إن البُعد عن الأهل صعب جداً، فكيف لو كان لمدة 12 عاماً؟؛ فهذا الإبعاد يشكل عدم استقرار للمبعدين جميعاً سواء كان على المستوى النفسي أو الاجتماعي".

قضيتنا كقضية حق العودة

وشدد كنعان على أن العودة إلى مدينتنا بيت لحم هي حق مقدس وحق كفلته كافة الحقوق والمواثيق والقوانين الدولية ولن نتنازل عنه حتى لو أغرقونا بالأموال وأغونا بالأماكن الفخمة والجميلة في دول العالم فديارنا أحق أن نسكنها من الغرباء.

ولفت كنعان إلى أن قضيتهم أصبحت كقضية حق العودة التي نعيش ذكراها الـ66 عاماً هذه الأيام، مطالباً بأن تنتهي قضيتهم هذا العام وأن لا تصل إلى ما وصلت إليه النكبة في ذكراها".

وشدد كعنان في حديثه على أن المبعدين متمسكين بحق العودة إلى ديارهم فلا يمكن أن يتنازلوا عن حقهم في العودة.

ومن الجدير ذكره أن مبعدي كنيسة المهد أبعدوا عن الضفة الغربية إلى قطاع غزة والدول الأوروبية عام 2002 أثناء الحصار الشهير للكنيسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي واضطرار المبعدين على قبول اتفاق أبرم بين سلطات الاحتلال وقادة السلطة الفلسطينية بإبعادهم لمدة عامين ثم يعودون إلى ديارهم، ومر على إبعادهم حتى اليوم 12 عاماً وهذا يدلل على عنصرية الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكها للمواثيق والاتفاقيات والعهود.



الطفل أبو حميدة

الطفل أبو حميدة