خبر الموظفون في بروكسل فعلوا ذلك مرة اخرى -هآرتس

الساعة 08:55 ص|07 مايو 2014

الموظفون في بروكسل فعلوا ذلك مرة اخرى -هآرتس

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: يجب على براك اوباما أن يسارع الى مواجهة ما أصبح مواجهة عسكرية حقيقية في اوكرانيا وألا يترك علاج الازمة للموظفين البيروقراطيين في بروكسل - المصدر).

 

إن العاصفة التي تهب على اوكرانيا، والتوتر المتزايد بسببها بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وبين روسيا، يثير سؤال ما هو مصدر هذه الازمة، وكيف نشأت، ومن هو المسؤول عنها، وكيف يمكن منع استمرار تصعيدها.

 

يواجه معسكرات ذوا مصالح متناقضة بعضهما بعضا هنا: الاتحاد الاوروبي الذي تؤيده الولايات المتحدة وروسيا في مواجهته. وخلفية المواجهة بين الاتحاد وروسيا الدول على حدود روسيا الغربية التي حددت حدود عدد منها قبل عشرات السنين بصورة تعسفية على أيدي قادة الاتحاد السوفييتي، ومع انهيار الاتحاد السوفييتي وجد ملايين الروس أنفسهم في منطقة سيادة اوكرانيا. وهم في القرم وشرق اوكرانيا اكثر السكان.

 

كان يمكن منع الازمة الحالية بطريقتين. فلو أن اوكرانيا تحولت الى دولة ديمقراطية فيها حكومة نظيفة اليدين واقتصاد متقدم فلربما فضل السكان الروس فيها البقاء تحت سلطتها ولا يطلبون العودة الى حضن "الأم روسيا". لكن هذا لم يحدث. والسيناريو الثاني الذي كان يمكنه أن يمنع الازمة هو ادراك قادة الاتحاد الاوروبي أن محاولة اغراء اوكرانيا بالانضمام الى الاتحاد ستراها روسيا تحديا ولا سيما اذا كان يصاحبها انضمام اوكرانيا الى حلف شمال الاطلسي، فحينها سترى روسيا ذلك خطرا ملموسا. ولو وجد مثل هذا الادراك عند الاتحاد الاوروبي لمكّنه من التوصل الى تفاهمات مع موسكو في كل ما يتعلق باتساع الاتحاد نحو الشرق الى داخل ساحة روسيا الخلفية، لكن هذا ايضا لم يحدث.

 

ربما كان من المبالغ فيه أن نتوقع أن توجه القيادة الاوكرانية الفاسدة اوكرانيا الى ديمقراطية حقيقية وتقدم اقتصادي – لكن كيف أمكن رؤساء الاتحاد الاوروبي أن يقوموا بمثل هذا الخطأ المصيري؟ لا يجب أن تكون مُجلا لفلادمير بوتين كي تتفهم الحساسية الروسية في هذا الشأن. إن مقرري سياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية لا يوجدون في برلين وباريس ولندن ولا في واسمو بيقين. بل يوجدون في بروكسل حيث يوجد ايضا مقر عمل ما كان المنظمة – الاخت العسكرية للاتحاد الاوروبي، أعني حلف شمال الاطلسي. إن انشاء الاتحاد الاوروبي وتوسعه السريع انشآ في بروكسل جهازا بيروقراطيا يبدو أن له حياته الخاصة فيما يتعلق بتقرير سياسة الاتحاد الخارجية. وترأس هذا الجهاد كاثرين آشتون المسؤولة عن العلاقات الخارجية والسياسة الامنية للاتحاد الاوروبي.

 

كانت اسرائيل تتلقى نتائج الاخطاء القاسية لهذه البيروقراطية الى أن حدثت الازمة في اوكرانيا. فبدل أن تقوي البيروقراطية في بروكسل العلاقات بين الاتحاد واسرائيل التي هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط التي تشارك اعضاء الاتحاد قيما مشتركة، تدير هذه البيروقراطية معركة عداء لاسرائيل تعبر عنها عقوبات اقتصادية. ولم تحظ هذه الخطوات بدعم اكثر

 

حكومات الدول الاعضاء في الاتحاد. وقد تبنت آشتون التي تقلل من الحديث عن نشاط العصابات الارهابية الاسلامية وسفك الدماء في سوريا، تبنت عادة انتقاد اسرائيل بشدة.

 

يجب أن يكون واضحا لبروكسل ايضا أن اسرائيل لن تضحي بمصالحها الامنية على مذبح الآراء المسبقة للموظفين في بروكسل. ولن تنهار اسرائيل اذا اتخذت بروكسل خطوات عقاب اقتصادي اخرى عليها.

 

إن الازمة في اوكرانيا في مقابل ذلك أخذت تشتد من يوم الى آخر، ولا يجوز أن يُترك علاجها للموظفين في بروكسل. فيجب على براك اوباما أن يواجه ما أصبح مواجهة عسكرية حقيقية تجبي ثمنا من الارواح، مواجهة لن تحلها عقوبات متبادلة بين الشرق والغرب. فثمة حاجة الى تفاوض كثيف في أعلى مستويات الادارة.