خبر غزة: خبراء يطالبون بضرورة استعادة فلسطين دورها في المسرح والسينما

الساعة 02:06 م|06 مايو 2014

تقرير - عبد الغني الشامي

أكد نقاد وخبراء وأكاديميون على ضرورة عودة فلسطين من خلال السينما والمسرح كما كانت عليه في السابق، وذلك من أجل أبراز قضيتها للعالم وأخذ وسائل الاعلام دورها في الترويج لمعاناة الشعب الفلسطيني وبطولاته، في مجابهة الرواية الاسرائيلية.
جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي الثالث الذي نظمته كلية الاعلام والاتصال في جامعة فلسطين بغزة، اليوم الثلاثاء (6|5) بعنوان "المسرح والسينما في فلسطين وآفاق المستقبل"؛ وذلك بمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين والإعلاميين والفنانين الفلسطينيين والعرب في تظاهرة تعتبر الاولى من نوعها في الاراضي الفلسطينية، والذي عقد في الحرم الجامعي بمدينة الزهراء جنوب مدينة غزة، حيث من المقرر ان يستمر لمدة يومين.
وأكد الدكتور حسين ابو شنب عميد كلية الاعلام والاتصال ورئيس المؤتمر ان المسرح والسينما يعكس طبيعة أي مجتمع كان، مشيرًا إلى ان فلسطين ورجالاتها كانوا رواد هذين الفنين بحسب المؤرخين وعلى رأسهم ابو المسرح العربي زكي طليمات.
واستعرض بدايات المسرح والسينما وأول عروض مسرحية في الوطن العربي والتي كانت حيفا شمال فلسطين، مرحبا بكل من شارك في هذا المؤتمر سواء بالحضور او المشاركة عبر الهاتف او الرابط التلفزيوني او ارسال الابحاث مكتوبة.
  كتابة التاريخ وقال ابو شنب: "من اجل هذا نلتقي لنكتب معا تاريخ فلسطين الحقيقي الذي يريد طمسه او الالتفاف عليه او تغيره بمسميات يهودية او صهيونية وغير ذلكم الادعاءات التي يلفظها الحق والمنطق ووقائع التاريخ".
وأشار إلى ان فلسطين عرفت المسرح والسينما مبكرًا نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وفي تنافس ملحوظ مع مصر وسوريا ولبنان.
وأكد ان المسرح والسينما شهدا تطورًا ملحوظًا في فلسطين عبر المسيرة الوطنية وصولًا إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وهو ما يؤكد على الحضور الفلسطيني المبكر والمتصل في مختلف المجالات وفي مقدمتها: الثقافية والإعلامية والفنية، وهو ما يوجب إلقاء الضوء على الفن المسرحي والسينمائي في فلسطين ودور هذه التجارب في إغناء هذا الفن في الوطن العربي وإنعكاسه على الواقع الوطني وهو ما يطرح على الباحثين والمختصين والمتابعين عدداً من الأسئلة المهمة لعل الإجابة تقدم في تاريخ المسرح والسينما في فلسطين تؤكد حقيقة فلسطين الثقافية والفنية والعلمية والإنتاجية.
  فلسطين والدور الريادي وأوضح ان اهداف المؤتمر هي بيان دور فلسطين الريادي والحضاري في التأسيس للمسرح والسينما في الوطن العربي، وإبراز دور المثقف الفلسطيني في إغناء الفن المسرحي والسينمائي، وكذلك إلقاء الضوء على التجارب الفنية المسرحية والسينمائية في فلسطين عبر الحقب التاريخية قبل النكبة وإنطلاقة الثورة ، مرورًا بالمسيرة الوطنية وصولًا إلى السلطة الوطنية على طريق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وإلقاء الضوء على رموز ورواد الفنون المسرحي والسينمائي في فلسطين داخل الوطن الفلسطيني وخارجه .
وأشار ابو شنب إلى ان من اهم اهداف المؤتمر إبراز دور المرأة الفلسطينية في الفن المسرحي والسينمائي ، والتعرف على العقبات والتحديات التي تواجه المسرح والسينما في فلسطين للخروج برؤية استراتيجية لمستقبل المسرح والسينما في فلسطين، وكذلك التعرف على دور الأعمال الدرامية الفلسطينية والعربية التي تناولت القضية الفلسطينية بثوابتها الوطنية وفي مقدمتها القدس واللاجئين.
وعلى المسرح الإذاعي الفلسطيني في الثلاثينات ودوره في خدمة القضية الفلسطينية، وإبراز دور مؤسسات المجتمع المدني في تدعيم المسرح والسينما في فلسطين قديمًا وحديثًا .
  "سلاح" السينما ومن جهته؛ أكد امير اباظة رئيس جمعية النقد العربي في كلمة هاتفية من مصر على اهمية سلاح السينما في مواجهة الاحتلال.
وقال: "اذا كانت السينما هي المتعة التي نريدها فإنها في الوقت ذانه سلاحنا في المعركة القادمة".
وتساءل كيف يمكن ان نحول السينما إلى سلاح مؤثر في ظل وسائل الاعلام وتطورها.
اما الكاتب المغربي الحبيب الناصري فأكد في كلمة مكتوبة بعث بها إلى المؤتمر ان للسينما الفلسطينية شهرة كبيرة منذ انطلاقتها، وانها كانت السباقة للكثير من البلدان العربية.
وأشار إلى ان القضية الفلسطينية بحاجة إلى سينما رائدة لكي تنصرها وترتقي بها في مواجهة الدعاية الاسرائيلية.
وشدد على ضرورة عودة السينما الفلسطينية إلى ما كانت عليه مطلع القرن الماضي معتبرة ذلك ضرورة ملحة.
  الفيلم الوثائقي وأشار الناصري إلى ان الفيلم الوثائقي الفلسطيني شق طريقه بشكل رائع خلال السنوات الماضية وحاز على جوائز كبيرة واظهر القضية الفلسطينية على حقيقتيها وذلك مقابل الفيلم الروائي المكلف.
اما الناقد القطري فهد الباكر فقد استعرض ابرز نجوم السينما الفلسطينيين والدور الذي لعبوه من اجل القضية الفلسطينية.
وأشار الباكر في كلمة له عبر "سكايب" إلى ان ابرز نجوم السينما درسوا المسرح بعمق قبل التوجه إلى الفن السينمائي.
واستعرض ظهور السينما في العالم وما واكبه من تطورات وكذلك في فلسطين والدور الذي لعبته السينما الفلسطينية سابقا والمطلوب منها حاليا لمجابهة الة الاعلام الاسرائيلية.
وتخللت الجلسة الافتتاحية كذلك كلمات لرئيس الجامعة، ومجلس الامناء، والشركة الراعية للمؤتمر، وكذلك منتدى الاعلام في الجامعة والذين اكدوا على اهمية تسليط الضوء على السينما والمسرح الفلسطيني من اجل اعادة استنهضهما لخدمة القضية الفلسطينية.
  محاور المؤتمر ويتضمن المؤتمر ستة محاور وهي: المحور التاريخي: ويتضمن النشأة والتطور والطموحات والتحديات في المجالين المسرحي والسينمائي، والمحور الأدبي والثقافي: ويشتمل على مضامين وأهداف التجارب الفنية والمسرحية والسينمائية ودورها في تنمية الوعي الثقافي بقضايا الوطن الفلسطيني، والمحور الإعلامي : ويتضمن التعرف على الدور الإعلامي للفنون المسرحية والسينمائية في خدمة القضية الفلسطينية.
ومحور المرأة والطفل: والذي يهتم بمساهمات المرأة الفلسطينية في المسرح والسينما والتجارب المتخصصة في هذا المجال ، والمحور التربوي والتعليمي: ويتضمن الأنشطة المدرسية والتعليمية في إطار المسرح والسينما وإنضاج مفهوم المسرح المدرسي والتعليمي ، والمحور المجتمعي: ويهتم بالتعريف بدور مؤسسات المجتمع المدني في تدعيم الفن المسرحي والسينمائي.