خبر أوباما ضاعف هجمات الطائرات بدون طيار سبع مرات

الساعة 04:15 م|02 مايو 2014

وكالات

خلص تقدير موقف أجراه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، ونُشر أمس الخميس، بشأن الهجمات الأميركية بطائرات بدون طيار، إلى أنّ الحروب الأميركية ضدّ العالم الإسلامي لم تتغير مع مجيء باراك أوباما الى البيت الأبيض، بل على العكس، توسعت الهجمات الأميركية لتشمل بلاداً أخرى.

وقال التقرير الذي حمل عنوان "حرب أوباما الخاصة في العالم الإسلامي"، إن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، جاء إلى البيت الأبيض واعداً بتخفيف التوتر مع العالم الإسلامي، ومغايرته نهج سلفه جورج بوش الابن القائم على الحروب المفتوحة، لكنه استمر، عملياً، في الحروب نفسها، غير أنه وظف التكنولوجيا العسكرية الأميركية المتفوقة، بدلاً من نشر قوات غزو، أو احتلال، في بقاع كثيرة في العالم. وأضاف التقدير أنه بدل أن يضيّق أوباما نقاط التماس الساخنة مع العالم الإسلامي، وسّعها أكثر لتشمل مناطق مثل اليمن والصومال.
وذكر المركز، في ورقته الوافية، أنه على الرغم من أن أوباما وعد بتقييد هجمات الطائرات الأميركية من دون طيار، لأنها قد تعطّل مجال عمل الدبلوماسية، فإنه عملياً توسَّع في استخدامها، وتبنّى منطق وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، في حساب الخسائر البشرية، في صفوف المدنيين، في محاولةٍ، لإيجاد مبرر أخلاقي لهذه الهجمات، ما دفع مسؤولين في الخارجية الأميركية إلى وصف منهجية الوكالة بأنها "غير منضبطة". ونُقل عن السفير الأميركي السابق في باكستان، كاميرون منتور، والذي خدم في إدارة أوباما بين أكتوبر/تشرين الأول 2010 ويوليو/تموز 2012 أنه "لم يكن يدرك بأنّ وظيفته الأساسية هي قتل الناس".
وإذا كانت ضربات الطائرات من دون طيار قد بدأت، عملياً، منذ إدارة جورج بوش الأولى، وتحديداً منذ عام 2002، غير أنها تضاعفت سبع مرات على الأقل، في ظل ولايتي أوباما. ويورد التقرير مثالاً، أن الولايات المتحدة شنت في أثناء ولايتي بوش نحو 46 هجوماً بطائرات من دون طيار داخل باكستان، ضد مواقع وشخصيات محسوبة على تنظيمي "القاعدة" و"طالبان باكستان"، في حين شُنَّ هجوم واحد على اليمن في الفترة نفسها، وتحديداً في 2002. ويمكن مقارنة ذلك بفترتي إدارة أوباما (2009 حتى الآن)؛ فخلالهما شنت الولايات المتحدة على الأقل 337 هجوماً بطائرات من دون طيار داخل باكستان، و93 هجوماً على الأقل أيضاً، داخل اليمن، فضلًا عن 15 هجوماً آخر على الأقل بأسلحة أخرى، مثل صواريخ "كروز"، هذا إضافة الى هجمات أخرى في الصومال.
ومع تصاعد الضربات الجوية في ظل إدارة أوباما، تصاعد، أيضاً، عدد الضحايا. ففي عهد بوش، سقط نحو 468 قتيلاً، بسبب هذه الهجمات في باكستان، منهم على الأقل 128 مدنياً. وفي ظل إدارة أوباما، سقط في باكستان وحدها نحو 3250 قتيلًا، منهم على الأقل 829 مدنياً، حسب حسابات موقع "التحقيقات الصحافية". وفي اليمن، سقط ما بين 753 و965 قتيلًا منذ عام 2009، منهم على الأقل 81 مدنياً، حسب دراسة لمنظمة "ذا نيو أميركان فاونديشين". غير أنّ هذه الأرقام غير مُسلّم بها كلياً؛ فثمة حسابات أخرى تضع عدد المدنيين أعلى مما سبق، وأخرى تضعها دون ذلك، ويعود السبب، بالدرجة الأولى، إلى كيفية تصنيف وكالة الاستخبارات المركزية نوعية القتلى. وبحسبها، فإنّ كل ذكر في سن القتال قتل في ضربة جوية في المكان المستهدف يعد "مقاتلًا عدواً"، لأنه وُجد فحسب في ذلك المكان.