خبر نتنياهو وابو مازن حققا امنا نسبيا اكثر من الجميع / معاريف

الساعة 01:01 م|02 مايو 2014

بقلم: أمنون لورد

 

(المضمون: على قول أبو مازن عن الكارثة  ثمة مجال لقول من جانب اسرائيل. زعماء اسرائيل يمكنهم أن يقدموا بضع كيلومترات من التعاطف بل وحتى قليلا من التضامن. البادرة الاكبر يمكن أن تكون في انقاذ بضعة الاف فلسطيني من الجحيم السوري  - المصدر).

 

 في الايام التي دار فيها الكفاح في سبيل وجود "مكور ريشون" بكل شدته وتنظيم العريضة، توجهت الى بيرت ستيفنز كي يوقع أيضا. ولكن بيرت ستيفنز، المراسل الكبير في "وول ستريت جورنال" والحائز على جائزة بوليتسر، يتواجد الان في أفغانستان. فهو يشهد عملية تقليص القوات الامريكية من 40 ألف الى 10 الاف.

 

ليس أفغانستان سوى جبهة واحدة يتركها الرئيس اوباما لمصيرها، وهو الذي كان مستعدا لان يلقي الى المعركة بالاف الجنود في مهامة لم يؤمن بها منذ البداية. اوكرانيا، سوريا، النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، مصر، ايران، روسيا، الصين. هل نسينا دولة ما على وجه البسيطة؟ لا توجد ساحة في العالم لم يلقِ فيها اوباما وكيري أعواد ثقاب مشتعلة أو العكس – فرا من الحريق وامتنعا عن اطفائه.

 

لا يأخذ المحللون الكبار في الولايات المتحدة بجدية زلة لسان كيري. ولكنهم يأخذون بجدية الفوضى المطلقة التي جلبها الثنائي اوباما – كيري الى سياسة الخارجية الامريكية. هكذا يصف ذلك ريتشارد هاس. آخرون يقولون: السياسة الخارجية الامريكية تنتقل من سيئة الى غير موجودة. مشكلة اسرائيل هي أنها موضع السياسة الخارجية الامريكية. ما يفعله او لا يفعله الامريكيون يؤثر علينا.

 

 وفي ظل ذلك يتبلور توافق على أن كل معالجة كيري للمفاوضات أو للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني كان فاشلا، واذا كان أحد ما مذنب فهو ليس ابو مازن وليس نتنياهو بل كيري ورئيسه في البيت الابيض. ولكن كيري واوباما لا يزالان يمكنهما أن يحققا بضعة عناوين مدخنة، ولا سيما في وسائل الاعلام الاسرائيلية. زلة لسان على خطر الابرتهايد في مستقبل اسرائيل هي مثال. قول غير ذي صلة يبعث الكثير من الدخان. ويحتمل حتى أن منذ البداية قيلت وسربت كي تغطي على قصورات الولايات المتحدة.

 

 ولكن في ظل القصور الامريكي، والذي بسببه يقتل الاف السوريين، ينبغي قول كلمة طيبة عن ابو مازن، وكذا عن نتنياهو. زبونان صعبان في الغالب ليس مقبولا القول عنهما أقوالا طيبة. ابو مازن بالتأكيد أثر مسؤولية من بوجي هرتسوغ. هو ونتنياهو، اذا ما استخدمنا الكليشيه المتآكل – تعلما منذ الان كيف يديرا النزاع.

 

وهما يفعلان ذلك بكفاءة ونجاعة منذ نحو خمس سنوات. وقد حققا في هذه السنوات أمنا نسبيا وتطورا لشعبيهما أكثر من كل الطقوس الاحتفالية التي شهدناها في العقود الماضية. فقد وجد أبو مازن سبيلا ناعما للتحرر من صيغة كيري. العناق مع حماس. صحيح، هذا ليس شرعيا، ولكن هذا هو طريق الفلسطينيين للحفاظ على استقرار حكومة نتنياهو. إذ من يدري – لعله بالخطأ يصعد الى الحكم محب للسلام يجر المنطقة الى الحرب.

 

 السلام ينبغي أن يقاس بالسنتيمترات. في ضوء القول، الدعائي في اساسه، من أبو مازن عن الكارثة وعن الجريمة التي ارتكبت ضد الشعب اليهودي، ثمة مجال لقول من جانب اسرائيل. اسرائيل لا ينبغي أن تأخذ على عاتقها الذنب، ولكن زعماء اسرائيل يمكنهم أن يقدموا بضع كيلومترات من التعاطف بل وحتى قليلا من التضامن.

 

البادرة الاكبر يمكن أن تكون في انقاذ بضعة الاف فلسطيني من الجحيم السوري.

 

درس الكارثة قابل للتطبيق ليس فقط بشأن النووي الايراني، عمى اوباما وبقاء اسرائيل. وهو قابل للتطبيق ايضا بالنسبة للقتل في سوريا وانعدام الفعل بالنسبة اليه.