خشية من أن تطحنها الجرافات..

بالصور مزارعو خانيونس يحصدون محاصيلهم قبل أوانها

الساعة 06:12 ص|01 مايو 2014

خانيونس- مثنى النجار

يُسارع المزارع ضياء أبو زايد 25عاماً برفقة أشقائه نحو ارضهم الحدودية على أطراف بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس لحصد سنابل محصول الشعير الممتد على قطعة ارضٍ لاتبعد سوى 150 مترا من برج المراقبة (رقم3) الذي يطلق النار بشكل آلي صوب المزارعين الذين يقتربون من السياج الشائك.

استهداف متواصل

ضياء يقول في لقاءٍ خاص مع مراسل "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" :" اضطررنا للإسراع في حصد محصول الشعير لهذا العام مبكراً وذلك نتيجة تصاعد الاعتداءات وتزايد المخاوف عليها من الاحتلال الاسرائيلي ، مشيراً إلى أن الاحتلال يلاحق المزارعين في كل صباح بإطلاق النار سواء كان من أبراج المراقبة او الدوريات المارة عبر الحدود .

ناهيك عن التوغلات المستمرة على طول الحدود والتي تعمد على تجريف مساحات واسعة من الاراضي في طريقها .

ويضيف :" نقوم بتأمين الكميات التي نتمكن من حصدها الى مكان أكثر أمناً داخل البلد ، بحيث تصبح عمليه الحصاد محفوفه بالمخاطر، وبالنسبة لنا في هذا العام ظروفنا الاقتصادية صعبه جداً نتيجة الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة حسب قوله .

وخلال حديثه يواصل ضياء نقل "رُبط " من الشعير  المقيدة بحبال متينه ليتم نقلها من مكانها عبر كارو يجرها "حمار" ،  ومن ثم الى مكان أكثر امناً في داخل البلد.

وبحسب تقرير حقوقي صدر حديثا عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومركز مراقبة النزوح الداخلي (IDMC) ، فإن ما يعادل 35% من مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة، التي تمثل نحو 17% من مساحة قطاع غزة ككل، يصعب على المزارعين الوصول إليها بسبب اعتبارها من الاحتلال منطقة عازلة.

وأكد التقرير الذي صدر إن اتفاق الهدنة الموقعة بين إسرائيل وحركة حماس في العام 2012 لم يساهم في تحسين وضع الفلسطينيين في المناطق الحدودية المحظور الوصول إليها.


مزارعون (4)

حصاد محفوف بالمخاطر

وفي جهة ليست ببعيدة عن السلك الشائك على الحدود ألتقط المزارع كامل قديح 43 عاماً منجله وأخذ بنزع سنابل الشعير في حصاده الذي يستمر لمدة ايام حسب قوله.

ويضيف أنه اضطر الى جلب عددٍ من العمال للإسراع في حصد محصوله قبل أن تتعرض المنطقة لأي مخاطر ، قائلا:" لا نشعر براحه فهذه المرة قمنا بحصاد القمح والشعير قبل موعده بشهر نتيجة المخاطر التي تحيطنا جراء تكرار التوغلات واطلاق النار، ناهيك عن الدوريات التي تعيق تواجدنا من خلال استهدافنا بين اللحظة والاخرى.

قديح يشير إلى أن ارضه المزروعة بالقمح والشعير تعد الوسيلة الوحيدة لمصدر دخله الذي يعتاش من خلالها ويعيل منها أطفاله الستة .

ويرتدي قديح قفازين في يديه تساعده على حصدٍ سريعٍ لسنابل الشعير والقمح إلى جانب منجله الذي يساعده على الاسراع في العملية بسبب امتلاء المحصول بالحشائش ذات الزهر الاصفر وأخرى مليئة بالأشواك .

ويملك قديح قطعة ارض تبلغ مساحتها 16 دونم مزروعة بالشعير والقمح وبعض المزروعات الاخرى.


مزارعون (10)

كر وفر

وعلى بعد 100 متر تقريباً من السلك الشائك، أو الحدود،  تجلس سيدة أربعينية، تطالع من بعيد حركة الآليات والجيبات التي تهدر بين حين وآخر.

تقول السيدة وتدعى أم فادي أبو رجيلة، صاحبت الثوب المطرز، الوشاح المغبر، الوجه القمحي، والحسرة في عينيها :" منذ 14 عام لم نتمكن من زراعة أرضنا ، والحمد لله مؤخراً تمكنا في هذا العام من الاستفادة منها لكن الفائدة محفوفه بالمخاطر ، والاحتلال ينغص يومياً علينا بالرصاص.

تؤكد أنه من حقها أن تزرع وتحصد على ارضها ، وتصر على التواجد فيها دون خشية او خوف ، وتعبر عن أملها أن تصل الى مسافة اكثر وصولاً للسلك الفاصل باعتبارها أراضي فلسطينية تم احتلالها .

تشير بيدها صوب برج المراقبة المطل على ارضها وتقول " شايف السلاح الآلي الموجود أعلى البرج هذا دائما يطلق النار علينا" ، ويحاول ابعادنا من ارضنا ، ولا حول لنا ولا قوة إلا الهرب والعودة الى منازلنا.

وبينما تتحدث معنا فإذا بجيب الاحتلال يمر على طول السلك الفاصل دون أن يفتح النار ، وأشارت اليه بالقول " شايف هذه الدوريات دائما تلاحقنا وأحياناً يترجل الجنود وينادون بمكبرات الصوت علينا أن اخرجوو من ارضكم بسرعه والا اطلقنا النار عليكم على حد قولها  .

ويرافق أم فادي 4 من ابنائها يعلمون معها على اقتلاع سنابل الشعير لنقلها الى منطقة أكثر امناً حتى لا تكون مداساً للجرافات في توغلاتها .

ويُجبر المزارعون على الاستعانة ببعض المتضامنين الأجانب لحمايتهم خلال موسم حصاد المحاصيل الشتوية أمراً يشعرهم بالأمان .


مزارعون (3)

دعم المزارعين

وبدوره قال رئيس بلدية خزاعة كمال النجار، ، أن الاحتلال يمنع المزارعين من إعادة زراعة الاراضي القريبة من السياج ويعمل على استهدافهم بشكل متواصل ، مشيراً إلى أن أكثر من 50 % من الاراضي مهددة من قبل اعتداءات الاحتلال .

ودعا النجار كافة المؤسسات الحقوقية بالعمل الجاد لإيجاد آلية معينة تضمن لأصحاب الأراضي الحدودية الوصول إليها دون تعرض حياتهم للخطر ، مؤكداً أن المزارع يضطر لزراعه هذه الأراضي باعتبارها سلة غذائية يقدمها للسوق المحلية ليدخل من خلالها لقمه العيش لأطفاله في ظل الظروف الصعبة والحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة .

وأشاد بصمود المزارعين ، مطالباً من كافة الجهات الرسيمة والمحلية لتقديم يد العون للمزارعين والعمل على مساعدتهم دعماً لهم ولصمودهم داخل ارضيهم التي يحاول الاحتلال فرض سيطرة عليها من خلال ما يسمى بالمنطقة الامنية العازلة .

ويعتبر "أبو سالم" المعبر التجاري الوحيد الذي تدخل منه البضائع والوقود إلى قطاع غزة، وتغلقه سلطات الاحتلال يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.


مزارعون (13)
مزارعون (12)
مزارعون (11)
مزارعون (9)
مزارعون (8)
مزارعون (7)
مزارعون (5)
مزارعون (2)
مزارعون (1)