خبر أوباما في بلاد الأشياء المتوحشة

الساعة 06:58 م|29 ابريل 2014

وكالات

الخطيب المفوّه الذي يتسمّر ملايين البالغين أمام خطبه، مباشرة أو عبر وسائل الاعلام، بذل جهداً كبيراً لجذب انتباه حشد من الأطفال، أثناء قراءة أحد الكتب لهم، في حديقة البيت الأبيض. هل كان الكتاب مملاً أم أن الراوي قد هرِم وفقد براعته؟

كان الرئيس الأميركي باراك أوباما وعائلته قد استقبلوا آلاف الأطفال الأميركيين في احتفالات عيد الفصح الأخيرة، ضمن التقليد السنوي المعتمد، والذي يقضي بتخصيص يوم مفتوح لهم، يمارسون فيه طقوس العيد الشائعة، ومنها البحث عن بيض العيد وأرانب الشوكولاتة وقراءة القصص الخيالية الممتعة.

اختار أوباما كتاب "بلاد الأشياء المتوحشة" للكاتب والرسام الأميركي البارز موريس سينداك، وهو أحد روائع أدب الطفل العالمي، وقد أصبح منذ نشره عام 1963 علامة فارقة في مسيرة هذا الأدب، وألهم الفنون الأخرى، تحديداً المسرح والسينما، وكانت آخر اقتباساته الفيلم الذي حمل العنوان نفسه وأنتج عام 2009 للمخرج سبايك جونز.

الملفت أنها ليست المرة الأولى التي يختار فيها أوباما هذا الكتاب تحديداً، بل سبق أن قرأه في المناسبة نفسها عام 2012، ما يدلّ على ودّ يجمعه بالكتاب، الذي تطرح فكرته رؤية غير تقليدية عن العوالم البرية للكائنات المتوحّشة ويظهر أنها قد تكون ألطف بكثير من البشر، وأكثر إنسانية من بعضهم أحياناً. في الكتاب يملّ الطفل ماكس من حياة البشر، فيرحل إلى بلاد الوحوش ويعيش الحياة البرية مختبراً مغامرة نادرة، ثم يكون عليه، رغم الوقت الرائع الذي عاشه، أن يعود حيث كان. تأثّرت أجيال بهذا الكتاب وتلك الرحلة، لا شكّ أنّ الطفل باراك أوباما فعل أيضاً، وصدّق إمكانية وجود عالم أفضل حيث لا يمكن توقّعه قطّ. ولكن الزمن مضى وصنع من ذاك الطفل رئيساً لدولة عظمى، وجعل منه رجلاً بأحلام مختلفة.

بذل أوباما جهداً لتوصيل فكرة الكتاب إلى الصغار، اندمج في القراءة وتقمّص الدور، ولكنّه، وفق ما تظهره الصور، لم ينجح في جذب معظم الأطفال، الذين آثروا اللعب والبحث عن الحلوى، ولم تعنِ لهم القدرات الخطابية والشخصية اللافتة للرئيس.

تخطّي الكتاب نصف قرن من العمر، لا يعني أنّه هرم أو فقد جاذبيته، الخلل قد يكون في مكان آخر، وقد يكون على "الراوي" إعادة تقييم مهاراته، تحديداً أمام جمهور عفوي لا يجيد المجاملة أو الكذب، جمهور لا يخجل من قول إنّ الشوكولاته أحلى من راوٍ يقرأ عن عالم أفضل، آمن ووعد به ولكنه انتهى إلى التسليم بعدم تصديقه، بل جلس يتفرّج بهدوء ودعة على عوالم أكثر توحّشاً سماؤها تمطر براميل متفجّرة وهواؤها ينشر سموم السارين، وأطفالها لا يقرأون قصص الحياة الرائعة!

 

الخطيب المفوّه الذي يتسمّر ملايين البالغين أمام خطبه، مباشرة أو عبر وسائل الاعلام، بذل جهداً كبيراً لجذب انتباه حشد من الأطفال، أثناء قراءة أحد الكتب لهم، في حديقة البيت الأبيض. هل كان الكتاب مملاً أم أن الراوي قد هرِم وفقد براعته؟

كان الرئيس الأميركي باراك أوباما وعائلته قد استقبلوا آلاف الأطفال الأميركيين في احتفالات عيد الفصح الأخيرة، ضمن التقليد السنوي المعتمد، والذي يقضي بتخصيص يوم مفتوح لهم، يمارسون فيه طقوس العيد الشائعة، ومنها البحث عن بيض العيد وأرانب الشوكولاتة وقراءة القصص الخيالية الممتعة.

اختار أوباما كتاب "بلاد الأشياء المتوحشة" للكاتب والرسام الأميركي البارز موريس سينداك، وهو أحد روائع أدب الطفل العالمي، وقد أصبح منذ نشره عام 1963 علامة فارقة في مسيرة هذا الأدب، وألهم الفنون الأخرى، تحديداً المسرح والسينما، وكانت آخر اقتباساته الفيلم الذي حمل العنوان نفسه وأنتج عام 2009 للمخرج سبايك جونز.

- See more at: http://www.alaraby.co.uk/miscellaneous/d4ce7955-887a-4ffc-9727-fcb8e82c2a72#sthash.I4aA7nrj.dpuf