خبر المهلة الأمريكية للمفاوضات تنتهي اليوم و التوتر يخيم ميدانيا و سياسياً

الساعة 06:30 م|29 ابريل 2014

القدس المحتلة- وكالات

 تنتهي اليوم المهلة الأمريكية للمفاوضات بعد الفشل في إقناع الطرفين على استئنافها وتوجه السلطة الفلسطينية للمصالحة مع حركة حماس رداً على التعنت الإسرائيلي في الإفراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى الفلسطينيين وفق -تفاهمات الوساطة الامريكية-، وهو السبب الرئيسي في انفجار المفاوضات.

 

ويخيم التوتر على المستويين الميداني والسياسي حيث يصر كلا الطرفين على مواقفهما ويمضيان في خياراتهم بعيداً على طاولة المفاوضات، ففي الوقت الذي يجري فيه الفلسطينيون اتصالات حثيثة لإنجاح المصالحة وتشكيل حكومة وحدة، بدأت "إسرائيل" في حملة تشويه دولية ضد السلطة ورئيسها عباس تتهمه بإفشال السلام.

 

وتضاعف "إسرائيل" من الاجراءات العقابية بحق الفلسطينيين فضلاً عن قيادة السلطة، وتمضي في سياسة الاستيطان وقضم الأرض، معلنة اليوم الثلاثاء تهيئة 28 ألف دونم بجوار الخط الاخضر للبناء الاستيطاني، إلى جانب عمليات الهدم والتجريف والتهويد وإغلاق المعابر وتضيق الخناق على الفلسطينيين في الضفة والقطاع، كما تتعالى تصريحات لمسؤولين إسرائيليين تطالب بضم أجزاء من الضفة تحت السيطرة الإسرائيلية.

 

إلى جانب ذلك شهدت الأيام الأخيرة تحركات عسكرية إسرائيلية بدأت بزيارة مفاجئة لرئيس الاركان الصهيوني "بني غانتس" لمناورة عسكرية بالضفة الغربية تزامنت مع التوقيع على اتفاق المصالحة حيث رأى مراقبون أنها تحمل رسالة تهديد قوية إلى السلطة، كما أُقرت تعيينات جديدة في صفوف قادة الجيش، واليوم شرع جيش الاحتلال في مناورة حاكت سيناريو احتلال أماكن مأهولة بالسكان.

 

وكانت صحيفة هآرتس قد كشفت أمس الاثنين، عن تحذير مسؤولون صهاينة نتنياهو ووزير حربه ورئيس الاركان من تسبب قرار تعليق المفاوضات في انجرار المنطقة نحو دوامة جديدة من التصعيد، يعود إلى تراخي الاجهزة الأمنية الفلسطينية في فرض الامن وملاحقة نشطاء المقاومة بسبب خيبة الآمل إثر فشل المفاوضات.  

 

تجدر الاشارة الى أن "مارتن انديك" المبعوث الامريكي لعملية السلام في الشرق الاوسط غادر أمس الاثنين "إسرائيل" متوجهاً الى بلاده معلناً فشل الجهود الامريكية لاستئناف المفاوضات، وتناقلت مواقع امريكية أمس ما قالت أنه تسريبات لكيري خلال اجتماع مغلق مفادها أنه سيعلن في مرحلة معينة عن اتفاق الاطار الذي صاغه لاستئناف المفاوضات وسيطالب الطرفين بقبوله كرزمة واحدة، مؤكداً استمرار الجهود الامريكية لأحياء عملية السلام وأنها توقفت بناء على رغبة الطرفين وحتى استقراء المشهد السياسي الجديد عقب الخطوة الفلسطينية.

و من ناحية أخرى تتجهز "إسرائيل" للتصدي لاحتمال نجاح محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية في تشكيل حكومة تكنوقراط لا تتضمن وزراء من حركة حماس مع إمكانية الاعتراف بها من قبل المجتمع الدولي، متجهة بغية ذلك إلى تجنيد أعضاء في الكونغرس الأمريكي لسن قوانين جديد تجهض التوجه الفلسطيني بمساندة عضو رفيع من الحزب الجمهوري الأمريكي.   

هذا ما كشفت عنه الإذاعة العامة الاسرائيلية أمس الاثنين، مشيرة إلى أن الجهود الإسرائيلية تهدف إلى ممارسة الضغوط على عباس وحكومة الوحدة الفلسطينية المزمع تشكيلها إلى جانب العقوبات الاقتصادية والاجراءات العقابية الأخرى التي تبنتها الحكومة الإسرائيلية عقب توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح.

 

ووفقاً للإذاعة، لاقت الإدارة الأمريكية انتقادات هائلة من المستوى السياسي الإسرائيلية، حيث وصفت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة توجه عباس نحو المصالحة بمثابة البصقة في وجه الولايات المتحدة بسبب الموقف الضعيف للرئيس الأمريكي ووزير خارجيته الذي أدى -من وجهة نظرهم- إلى قيام أبو مازن بهذه الخطوة بثقة.

 

ولم ينفك "بنيانين نتنياهو" رئيس الوزراء الاسرائيلي في إجراء مقابلات متتابعة مع مختلف وسائل الاعلام العالمية من أجل إحباط الجهود الفلسطينية بعد إدراكه خطورة احتمالات نجاح تشكيل حكومة وحدة فلسطينية لا تحمل لوناً سياسياً قد تحظى باعتراف دولي حال تبنيها شروط الرباعية الدولية. وفقاً للإذاعة

 

وأوضحت "تشيكو مناشي" مراسلة الإذاعة للشؤون السياسية، أن ما يخيف "إسرائيل" هو تداعيات الخطوة الفلسطينية، كتوافد الأوروبيين مثلاً على وزراء هذه الحكومة في غزة ، ولذلك هي تحاول التصدي لهذه الخطوة من خلال اللعب على وتر قانون قد سبق سنه في الكونغرس يمنع الاعتراض بالحكومة الفلسطينية الجديدة.